Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/08/2010 G Issue 13844
الثلاثاء 14 رمضان 1431   العدد  13844
 
لقاء الثلاثاء
عبد الكريم الجاسر
القوة الشرائية!!

 

مصطلح القوة الشرائية مصطلح تجاري يعكس قدرة الفرد أو الأفراد على الشراء والاقتناء والدفع القوي للحصول على السلعة.. ولذلك حين نتحدث عن القوة الشرائية فإننا نتحدث عن القدرة على الحصول على المنتج ودفع قيمته.. وكلما زاد معدل الإنفاق كلما أمكن تصنيف الحالة الاقتصادية لمن ينفق بأنها حالة اقتصادية مرتفعة وحين نصف فئة أو شريحة بأنها تمتلك قوة شرائية هائلة فهذا يخضع إما لقدرتها على الشراء والانفاق أو عدم قدرة الآخرين على مجاراتها في نفس مستوى الإنفاق.

وعلى المستوى الرياضي تابعنا قبل أسبوعين إعلان هيئة دوري المحترفين من مبيعات الأندية السعودية خلال الفترة الماضية والذي وضع الهلال في المركز الأول من حيث ارتفاع الطلب على منتجاته واقتنائها من قبل شريحة عريضة من المجتمع ما يجعلنا نقف أمام أرقام حقيقية تميز الهلال دون سواه من الأندية الأخرى التي تقف معه على نفس الدرجة من المساواة كون الشراء متاح لمن يريد الحصول على المنتج الذي توزعه الهيئة دون أن يكون هناك مردود ملموس لهذا المنتج سوى الانتماء والشعبية والعشق للكيان وشعاره.

في الوقت الذي يتم فيه هذا الشراء دون ترتيب أو تنظيم وإنما يسير بطريقة عفوية وانسيابية طبيعية لا علاقة لها بالمنافسة أو الألقاب.

وهو ما جعل الأرقام التي أعلنتها الهيئة تعد بمثابة الاعتراف الصريح والموثق بتميز الهلال جماهيرياً وشعبياً كما تميز في الحصول على أعلى رقم رعاية من بين الأندية السعودية ورغم كل ذلك فإن الهلاليين لم يتحدثوا مطلقاً عن تحقيقهم المركز الأول في مبيعات الأندية السعودية كونهم يعلمون أن ذلك يعد أمراً طبيعياً لا جديد فيه ولا يعد إنجازاً لهم لأن الانجازات داخل الملعب فقط وهم لا يسعون للحصول على أي ألقاب جانبية ضررها أكثر من نفعها.

فما لم يكن لديك فريق قادر على تحقيق الإنجازات محلياً فإن الألقاب الهامشية لن تضيف لك جديداً حتى ولو كانت بشكل يومي فهي في النهاية مسكنات وقتية لا تقدم علاجاً كليا يمكن أن يعتد به.

من هنا فإن كل ما يحققه الهلال يصيب المنافسين بالربكة بالبحث سريعاً عن معناها ما يحققه الزعيم ولو بالادعاء والفذلكة..

فالهلال يتعب من يراقبه ويصيبه بالحرج إنجازاً بعد آخر ولا سبيل للوقوف أمامه سوى بالصوت العالي والتشويش تارة والتقليل تارة أخرى لعل وعسى أن يساهم ذلك في التخفيف من معاناة هذا الزعيم وصداعه الدائم.

جولتان متواضعتان!

- مضت جولتان من دوري زين السعودي للمحترفين والكاسب الأكبر منها هي الفرق التي حققت النقاط الست وهي الهلال والاتحاد والنصر..

لتبدأ المنافسة المعتادة وخصوصاً بين الهلال والاتحاد.. بعد أن تخلف الشباب بخسارتين مفاجئتين أمام الرائد والتعاون على التوالي.. شخصياً لا زلت أقول إن المستوى العام أقل منه في العام الماضي وأقل من مستوى استعدادات الأندية قبل بدء الدوري.. فالجميع عسكر خارجياً وتحديداً في أوروبا لكن النتائج الفنية على مستوى الأداء لم تظهر بعد.. وللأسف فإن هبوط مستوى الكبار جعل الجميع في مستوى متقارب من الأخير وحتى الأول باستثناء النتائج التي تميز هذا عن ذلك.. لكن على صعيد الأداء فالفروقات ضئيلة على الأقل في الفترة الحالية.. مع الاعتراف بأن الكبار لديهم الفرصة لتوسيع الفارق الفني مع استمرار المنافسة والمباريات والوصول لجاهزية فنية أعلى.

وفي تصوري أن الأسابيع الأربعة الأولى للدوري فرصة ذهبية لمن يريد الهروب من مراكز المؤخرة والتي ستكون هذا العام مزدحمة وذلك باقتناص النقاط في البداية وقبل جاهزية معظم الفرق واكتمال صفوفها.. ولذلك فنقاط الرائد الست ثمينة جداً وسيكون لها تأثير كبير في وضع الفريق في وسط الترتيب وكذلك نقاط التعاون الأولى له في الدوري من أمام الشباب..

في حين لا يمكن اغفال قدرة القادسية على تجميع النقاط منذ البداية نسبة لمستواه الجيد في أول مباراتين.. وهكذا هي البداية القوية مؤشر حقيقي على ما سيليها طوال الموسم.. وربما مع جولة الغد الثالثة ومن ثم الرابعة ستبدأ في الجد من خلال ارتفاع مستوى المواجهات والانتقال لمواجهة فرق الوسط أو المستوى الثالث ما يعطي مؤشراً على ما ستكون عليه المنافسة بعد استئناف الدوري بعد إجازة عيد الفطر المبارك وعندها ستبدأ الفروقات تظهر وتختفي الأعذار بعد أن يواجه كل فريق واقعه الفني بدون رتوش!

لمسات

- خطآن تحكيميان مؤثران في مباراتي الشباب والتعاون والنصر مع الفتح.. حيث احتسب ضربة جزاء غير صحيحة للتعاون رجحت كفته بهدفين لهدف أثناء المباراة واحتسب هدف ترجيح ثالث للنصر من كرة بدايتها تسلل لكن خطأين فقط في سبع مباريات يعتبر إنجازاً للجنة الحكام في ظل الأوضاع الحالية لحكامها.

- العمل الإداري والاهتمام والاجتماعات مع اللاعبين والأجهزة الفنية والمتابعة الجادة لمستويات اللاعبين وحثهم على مضاعفة الجهد وتحسن أسباب عدم تقديمهم لمستوياتهم المعهودة أحد أهم أسباب تعديل الأوضاع وإصلاحها وهو ما يقوم به الأستاذ خالد البلطان في الشباب لمواجهة وضع فريقه المنحدر فنياً.

- في أوروبا لا تغلق فترة تسجيل المحترفين الأولى سوى في نهاية أغسطس.. والسبب في ذلك منح الأندية الفرصة للتخلي عن بعض اللاعبين أو ضم آخرين بعد البدء فعلياً في المنافسات والمسابقات رسمياً.. لأنها الفترة التي تعطي الحكم الصحيح للمدربين والمسؤولين لتحديد احتياجاتهم والحكم على مستوى لاعبيهم فعلياً وفي مباريات رسمية وهذا ما نتمنى أن لجنة الاحتراف السعودية الاستفادة منه ومحاكاته محلياً..

- الخطوات التطويرية الرائعة التي تقوم بها القناة الرياضية السعودية باستقطاب الكفاءات السعودية المميزة من مراسلين ومقدمين ومحللين نتمنى أن يواكبها نقلة حقيقية من مستوى ونوعية العمل المقدم من خلال إعادة هيكلة البرامج ونوعيتها وطريقة إعدادها وإتاحة الفرصة أمام المعدين المميزين في القناة للإبداع والتألق لأن كل مقومات النجاح موجودة في ظل ما تحظى به القناة من اهتمام ودعم كبيرين من سمو الأمير تركي بن سلطان قائد النقلة التطويرية الرائعة وكذلك جهود المشرف العام على القناة الزميل عادل عصام الدين وزملائه ومعاونيه.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد