Al Jazirah NewsPaper Saturday  28/08/2010 G Issue 13848
السبت 18 رمضان 1431   العدد  13848
 
الإنترنت .. أرقام في منطقة الشرق الأوسط
د. علي بن شويل القرني

 

تلاحقت التقنيات الحديثة وأصبحت في متناول كثير من السكان في العالم. والإنترنت يُعَد الوسيلة الأولى في التواصل بين أفراد الشعب الواحد وبين الشعوب الأخرى في العالم. والإنترنت أصبح وسيلة الوسائل،

أي أنّ باقي وسائل الإعلام والاتصال هي مدمجة داخل هذا الجهاز المسمّى الإنترنت. فهو وعاء ضخم بحجم العالم وبسعة البشرية، يضخ فيه كلّ شيء تقريباً.

وتشير أحدث الإحصائيات إلى أنّ العالم يوجد به الآن (نهاية عام 2009م) أكثر من مليار وثمانمائة مليون مستخدم، بما يقارب حوالي 30% من عدد سكان العالم. أي إنّ ثلث سكان العالم قد اندمج في هذه الوسيلة الجديدة.. فهي أحدث الوسائل، ولكنها استأثرت باهتمام جميع أفراد الجماهير من باقي الوسائل.. وجميع الدول والمجتمعات تقريباً دخل إليها الإنترنت، وأصبح حقيقة ملموسة وواقعاً مدركاً ومحسوساً بتأثيراته في كل مناحي الحياة.

أما على مستوى القارات فنجد أنّ أكبر نسبة من المستخدمين كأرقام مطلقة موجودة في القارة الآسيوية بأكثر من سبعمائة وستين مليون مستخدم، نتيجة أعداد السكان الهائلة الموجودة في الصين والهند.. فجنوب وشرق آسيا مكتظ بكثافة سكانية انعكست على ضخامة مستخدمي الإنترنت في تلك المنطقة.. وتلي آسيا القارة الأوروبية بحوالي أربعمائة وخمسة وعشرين مليون مستخدم، ثم قارة أمريكا الشمالية بحوالي مائتين وستين مليون مستخدم.

أما على مستوى نسبة المستخدمين من إجمالي عدد السكان، فتأتي أمريكا الشمالية في المقدمة بنسبة 76%، لوجود كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا في هذه القارة، وكلتاهما من الدول التي ينتشر فيها استخدام الإنترنت بين مختلف شرائح المجتمع.. وتلي أمريكا الشمالية القارة الأسترالية بنسبة 60%، ثم القارة الأوروبية بنسبة 53%. بينما تأتي القارة الآسيوية في ذيل القائمة بنسبة 20%. وداخل القارة الآسيوية تأتي منطقة الشرق الأوسط الجزء الآسيوي، حيث وصلت نسبة المستخدمين من إجمالي عدد السكان إلى 29%.

وعلى مستوى دول الشرق الأوسط الآسيوية، تتصدّر إيران دول المنطقة في أعداد المستخدمين بـ 33 مليون مستخدم، مما يشير إلى أعداد كبيرة من مستخدمي الإنترنت في إيران.. وتأتي ثانياً في عدد المستخدمين المملكة العربية السعودية بعشرة ملايين مستخدم، ثم إسرائيل ثالثاً بخمسة ملايين، ثم الأمارات العربية المتحدة بحوالي أربعة ملايين مستخدم. أي أنّ منطقة الخليج هي الأكثر استخداماً في الشرق الأوسط بحكم توافر الإمكانيات المادية التي انعكست على توافر التقنيات والاتصالات المساعدة في وجود وانتشار الإنترنت.

أما على مستوى نسبة الاستخدام مقارنة بعدد السكان في دول المنطقة (الشرق الأوسط الآسيوية)، فنجد أنّ البحرين تأتي في الصدارة بنسبة 88% من إجمالي عدد السكان، تليها دولة الأمارات العربية المتحدة بنسبة 76%، ثم إسرائيل بنسبة 72%، ثم قطر بنسبة 51%، والكويت حوالي 40%. أما المملكة العربية السعودية فقد وصلت نسبة استخدام الإنترنت فيها من إجمالي عدد السكان إلى حوالي 38%. وتظل هذه نسباً عالية في منطقة الشرق الأوسط رغم حداثة وصول الإنترنت إلى المنطقة، ورغم العراقيل السياسية والاجتماعية التي وقفت ضد انتشاره.

وبالنسبة لمعدّلات النمو في استخدامات الإنترنت في الشرق الأوسط، فتتصدّر كلٌ من إيران وسوريا دول المنطقة بنسبة تزيد عن 13 ألف في المائة بين عامي 2000م و 2009م. أي أنّ هاتين الدولتين قد قفزت فيهما أرقام ونسب الاستخدام إلى أرقام خيالية خلال العشر سنوات الماضية.. ومن الواضح أنهما بيئة خصبة لانتشار الإنترنت وظهور تقنيات الاتصال الجديدة.

أما على مستوى القارة الأفريقية، بما فيه الدول العربية، فنستنتج أنّ جمهورية مصر العربية تتصدّر القارة في أعداد المستخدمين للإنترنت، تليها نيجيريا ثم المملكة المغربية وجنوب أفريقيا والسودان والجزائر وكينيا وتونس وأوغندا وزمبابوي. وتحديداً فقد وصل عدد المستخدمين في الدول العربية الأفريقية إلى حوالي أربعين مليوناً على النحو التالي: مصر (16 مليوناً)، المغرب (10 ملايين)، السودان (4.2 ملايين)، الجزائر (4.1 ملايين)، تونس (3.4 ملايين)، ليبيا (323 ألفاً)، الصومال (102 ألف)، موريتانيا (60 ألفاً)، جيبوتي (19 ألفاً).

وبشكل عام يمكن الإشارة إلى أن نسبة النمو في العالم وصلت إلى حوالي أربعمائة في المائة مقارنة مع عام 2000م. أي أنّ النسبة هي في تصاعد كبير، فخلال حوالي عشرة أعوام زاد أعداد المستخدمين أربعة أضعاف. وللتوضيح بالمقارنة بين وسائل الإعلام ومدى انتشارها، فإنّ الإذاعة قد احتاجت إلى 38 عاماً حتى تحقق 50 مليوناً من المستمعين، والتلفزيون احتاج إلى 13 عاماً لتحقيق نفس النتيجة، بينما احتاج الإنترنت إلى أربع سنوات فقط ليصل إلى خمسين مليون مستخدم، وهو ما وصل إليها منذ سنوات طويلة.. مما يشير إلى سرعة الانتشار الهائل التي تجدها هذه الوسيلة.

المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية - أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود


alkami@ksu.edu.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد