Al Jazirah NewsPaper Saturday  28/08/2010 G Issue 13848
السبت 18 رمضان 1431   العدد  13848
 
لوشن لعلاج مس العاشق 1-2
خالد محمد الخضري

 

أصبحت « الرقية الشرعية « مجالاً لكل منتفع دون أن يكون هناك ضوابط واضحة لهذا الأمر، خاصة إذا ما عرفنا أن نسبة كبيرة ممن يذهبون إلى الراقين هم يعانون من أمراض نفسية في حقيقة الأمر، لكن

المريض المحتاج للعلاج قد يستخدم كافة السبل والوسائل للخلاص مما يعاني.

أقول : إن القرآن الكريم، كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل العزيز الحكيم، أكد المولى جلت قدرته على أن القرآن الكريم شفاء « وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا يزيد الظالمين إلا خساراً « سورة الإسراء الآية 82، ولكن آيات القرآن الكريم تكون شفاء لمن كان على يقين كامل وإيمان بأن هذا الذكر الحكيم سيكون شفاء له، ويتم ذلك من خلال قراءة الإنسان على نفسه آيات من القرآن، وقد تعودنا جميعاً، وتعود كثير من المسلمين على قراءة المعوذات في حالات الخوف من المس أو السحر أو العين، أو خلاف ذلك، يقرأها الشخص منا تلقائياً، ولا يحتاج في مثل هذه الحالة إلى وسيط، أو استشارة شيخ في الموقع الذي يناسب قراءة هذه الآيات الكريمة، ومبادئ الدين الإسلامي التي أنزلها الله تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم جاءت من أجل أن تلغي أي واسطة بين العبد وربه، ولهذا كان الإيمان الكامل لا يتم ما لم يتخلص الإنسان من عبادة الطواغيت أو اللجوء إلى واسطة ليقربوهم إلى الله زلفى كما كان يعمل ذلك كفار قريش مع آلهتهم المزعومة - الذين توفوا فقام الناس بعمل الأصنام تخليداً لذكراهم، ومن ثم التقرب إليهم، بحجة أنهم يقربونهم إلى الله زلفى.

قراءة القرآن الكريم هي الأخرى لا تحتاج إلى وسيط، كل المسألة وما فيها أنك بحاجة لأن تقرأ على نفسك، أو أن يقرأ عليك أي شخص من أهل بيتك، وعموماً فإن المرض العضوي، أو المرض النفسي له علاجه الطبيعي الذي لا يحتاج من الإنسان أن يخلط بينه وبين الشعور بالضيق، أو الشعور بالإحباط، أو الشعور بالقلق، أو الإحساس بأن هناك من ضربك بعين لم تصلي على النبي أو أن هناك من قام بعمل عمل ضدك، خاصة وأن السحر والعين مذكوران في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الصحيحة، هذه أمور متعارف عليها لدى معظم الناس، ولكن هناك خلاف واضح بين قضيتي المس والتلبس، حيث إن المس لا خلاف عليه خاصة وأنه مذكور في القرآن الكريم عن آكلي الربا، جاء في الذكر الحكيم «الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا، وأحل الله البيع وحرم الربا»سورة البقرة الآية 275 ولهذا اعترف الشيخ العمري، الذي ظل يعالج الناس بالرقية الشرعية لأكثر من 18 عاماً في المدينة المنورة، في قناة تلفزيونية قبل سنوات اعترف أنه لا يوجد شيء اسمه التلبس - أي دخول الجن في الإنس - وإنما يمكن أن يكون هناك مس أو مضايقة من الجن للإنس، وهذا يجعل كل الحالات التي يتم علاجها بالرقية باعتبار أن هناك جنيا قد اقتحم أجسادهم تصبح حالات مصابة بمرض نفسي، وليس لها أي علاقة بدخول الجني كما يعتقد الجميع، وأكد العمري ذلك عبر التجربة، حيث قال: إنه كان يقوم بقراءة أبيات من الشعر الغزلي على المصاب بدلاً من القرآن الكريم فيصاب بنفس الحالة من التشنج والصراخ، والانفعلات المعروفة في مثل هذه الأحوال، ثم ما الذي يحصل ؟ في الجزء الثاني من هذا المقال سنعرف ما الذي سيحصل.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد