Al Jazirah NewsPaper Saturday  28/08/2010 G Issue 13848
السبت 18 رمضان 1431   العدد  13848
 

بعض الذكريات عن غازي
عبدالعزيز مبارك الغنام

 

ربما لم يعرف مجتمعنا شخصية مؤثِّرة وكارزمية كغازي القصيبي رحمه الله.

هل يرجع ذلك إلى مواهبه المتعددة: كشاعر وأديب وروائي؟ أم لنجاحه وتميزه كأكاديمي ودبلوماسي، أم لكونه وزيراً إدارياً من الطراز الأول؟

المؤكّد أن شعبية غازي وحب الناس له من كل فئات المجتمع عائد إلى تلقائيته وبساطته.....

.....في تعامله وصدق مشاعره وصراحته التي قد تفاجئ - إن لم تحرج - الآخرين، لقد كنت شاهداً على مواقف تؤكّد قربه من مواطنيه وتحسسه لمشاكلهم، ففي السنة الأخيرة من عمله كوزير للصحة كثرت شكاوى مواطني محافظة وادي الدواسر من تردي خدمات مستشفى المحافظة، فكانت استجابة معالي الوزير القصيبي كعادته سريعة وحاسمة، فقد وصل إلى وادي الدواسر في زيارة مفاجئة بالسيارة قاطعاً مسافة تقارب سبعمائة كيلو متر، وذلك للوقوف على أوضاع المستشفى، ومعرفة حقيقة ما يشكو منه المواطنون عن كثب، وقد شارك في استقباله مئات المواطنين استقبالاً حافلاً لم تشهد مثله المحافظة من قبل.

ولا شك أن تأثره كان واضحاً بما شاهده وتأكد منه من تدني مستوى خدمات المستشفى، وقد عبَّر عن ذلك أصدق تعبير في كلمته التي ألقاها في احتفال المواطنين بهذه المناسبة عندما قال بالنص: (المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويعلم الله أنني لا أتمنى أن أتلقى العلاج أو أي شخص يعزّ علي في هذا المستشفى).

وقد وعد في كلمته بأن الأوضاع في المستشفى ستتحول إلى الأفضل في المستقبل القريب لدرجة أن مرضى مدينة الرياض سيأتون على ظهور المناطيد طلباً للعلاج، هذا ما أكّد عليه الدكتور القصيبي - رحمه الله- مداعباً المواطنين، ومحاولاً التخفيف من معاناتهم وذلك في قصيدته التي ألقاها في ذلك الاحتفال وما زلت أذكر بعض أبياتها:

لو قيل لي هذا يوم إنشادي

لقلت أروع شعر قيل في الضاد

لكنني جئتكم من غير قافية

وأروع الحب ما كان من غير ميعادي

إلى أن قال:

حتى مريض رياض لو ألمَّ به سقمٌ

لجيء به فوقَ ظهرِ منطادِ

لكن شيئاً مما وعد به المرحوم لم يتحقق، إذ بعد عودته إلى الرياض بأسابيع ترك منصبه كوزير للصحة، رحم الله غازي لقد كان بحق مؤثِّراً في مجتمعه وغازياً للقلوب والمشاعر التي أجمعت على حبه، وآلمها فقده.

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد