Al Jazirah NewsPaper Saturday  28/08/2010 G Issue 13848
السبت 18 رمضان 1431   العدد  13848
 
تجربتي القصيرة
حنان المكينزي

 

كان البدء بحفظ كتاب الله حلم يراودني منذ أن أنهيت المرحلة الابتدائية لما رأيته من تفوق الطالبات الحافظات للقرآن في كثير من المواد الدارسية ولما تميزن به من جميل السجايا. بجميع الوسائل التي أعرفها حاولت الشروع بحفظ جزء واحد من القرآن.. جزء واحد فقط لكني في كل مرة كنت أتوقف إما لمشاغل تأخذني عن المتابعة أو لفتور يغلبني!

ظل حلم حفظ كتاب الله كامناً في خاطري حتى سمعت بافتتاح دار لتحفيظ القرآن الكريم قريباً من حيّنا.. ذهبت بمعية والدتي للالتحاق في الدار فاستقبلتني المديرة بترحيب وببشاشة جعلتني في غاية الارتياح. كان التسجيل في غاية السهولة واليسر.. فالرسوم لم تكن سوى مبلغ زهيد مقارنة بما وجدته في الدار من اهتمام ورعاية. فاجأني أول ما انضممت للدار أن فيها دارسات من مختلف الأعمار. ففيها الأمهات وكبيرات السن وطالبات المدارس والجامعات. ذلك التنّوع العمري أضاف لي مهارات اجتماعية لم تكن في الحسبان!

بعد التسجيل قامت إحدى المعلمات بتوزيع الطالبات في أسر تحمل كل منها اسم صحابية جليلة مراعية المرحلة الدراسية والجزء المراد حفظه.. وبعد انتظامي اليومي تأكد لي أني أسير في خطا ثابتة نحو حلمي.. كانت تجربة رائعة ساعدتني على ترتيب وقتي وجعلتني أستفيد من يومي بدلاً من تضييع عصره بالنوم أو بمشاهدة البرامج التلفزيونية غير المفيدة.. حتى أني وفّقت -ولله الحمد- بين دراستي والورد اليومي الذي عادة لا يتجاوز نصف صفحة من القرآن. فقد حرصت المعلمات على مراعاة ظروف الطالبات بحيث لا يؤثر الحفظ على تحصيلهن الدراسي وخصوصاً في فترة الاختبارات. وخلال مدة قصيرة تمكنت بفضل الله من حفظ جزء كامل في فصل دراسي واحد. وها أنا على وشك إتمام الجزء الثاني.

الحقيقة التي اكتشفتها من تجربتني القصيرة مع دار التحفيظ أن أجواءها الروحانية التي نستظل في فيها والأساليب التي تمتكلها معلماتها هي سرّ التزامي بحفظ القرآن وإتقان مخارج حروفه وتجويده.. فحمدي لله على أن يسر لي البدء بحفظ كتابة وشكري لمن مد يد العطاء لتسمر هذه الدور معينا لنا على تحقيق أحلامنا.

الرياض


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد