Al Jazirah NewsPaper Saturday  28/08/2010 G Issue 13848
السبت 18 رمضان 1431   العدد  13848
 
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض
ستة ملايين تكلفة الدورات الصيفية.. والمتقدمون في ازدياد

 

محمد آل راجح - الرياض

تنهج جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالرياض ما تنهجه المؤسسات التعليمية الأخرى سواء على مستوى الخطط أو جودة المحتوى أو الهيكل الإداري لتحقيق أهدفها العامة والخاصة مما جعلها تضمن هيكلها الإداري ما يسمى بإدارة الشؤون التعليمية التي تصنف مهامها أنها قطب الرحى في حراك العملية التعليمة في الجمعية.

وقد بدأت إدارة الشؤون التعليمية في الجمعية تمارس مهامها من خلال ثلاثة أقسام: قسم للبرامج التعليمية والأنشطة، وقسم للاختبارات (الخاتمين القرآن الكريم والحافظين للأجزاء)، - قسم للإشراف التربوي الذي يختص (بشؤون المعلمين وشؤون الحلقات) وهو القسم الأهم والأكثر حيوية. حيث يهتم بمتابعة أداء معلمي القرآن الكريم، وكذلك متابعة شؤون الحلقات للبنين من خلال المشرفين الذين ترشحهم الجمعية وتختارهم الإدارة ويتم توزيعهم في مراكز الجمعية العشرة في أنحاء مدينة الرياض، على أن يرتبط هؤلاء المشرفين بإدارة الشؤون التعليمية عن طريق مساعد مدير المركز لشؤون الحلقات القرآنية للبنين.

والمشرف التربوي في الشؤون التعليمية مكلف بزيارة الميدان التعليمي؛ لمتابعة سير العملية التعليمية وفق الخطط التي ترسمها إدارة الشؤون التعليمية إذ هو مطالب بالمتابعة الفنية والإدارية معاً.

ولكل مركز من المراكز العشرة في مدينة الرياض من خمسة إلى عشرة مشرفين يعملون في المساجد التابعة للمركز، شريطة أن يقوم كل مشرف بزيارتين لعشرين مسجداً في الفصل الدراسي الواحد، يكون المشرف خلال زياراته بمثابة ناقل الخبرة بين الحلقات، إضافة إلى البرامج الإثرائية التي يقدمها، وورش العمل التي يقيمها بين معلمي الحلقات القرآنية خاصة الحلقات التي لديها تجربة مميزة للإفادة منها والنمذجة بها.

ولحرص الجمعية المتفاني على تحسين مخرجاتها وإيجاد كوادر تربوية قادرة على التغيير والإبداع في مجال التدريس والإشراف التربوي - عمدت الشؤون التعليمية ممثلة في الإدارة العامة للإشراف التربوي بالجمعية إلى عقد ما يسمى بالمشروع الشامل لتطوير أداء المشرفين التربويين والمعلمين؛ إيماناً من القائمين على برامج الجمعية أن ذلك سيساهم في رفع كفايات المشرفين والمعلمين، ورفع مستوى أدائهم وإنتاجهم.

والمشروع الشامل يعمل في ظل مجموعة من الأهداف أبرزها الوقوف على مستوى المشرفين التربويين والمعلمين العلمي والمهني، وتحديد احتياجات المشرفين التربويين والمعلمين، ورفع مستواهم، وإيجاد الحافز للمشرف التربوي والمعلم لتطوير ذاته، وتحسين مخرجات الجمعية المتمثلة في طلابها من حفظة وخاتمين، وإعداد كوادر تربوية مؤثرة تعيش هم تعليم القرآن وتبذل الوسع في تحقيق ذلك ما استطاعت إليه سبيلا.

وكان تنفيذ المشروع من خلال ثلاث مراحل الأولى اختيار الكفايات، وتهدف هذه المرحلة إلى قياس مستوى المشرف التربوي والمعلم من الناحية العلمية والتربوية والإدارية والثقافية ، وكان تنفيذ هذه المرحلة في الفصل الأول من العام 1427 / 1428هـ، والثانية مرحلة التدريب والتأهيل، وتهدف إلى تنفيذ العديد من البرامج العلمية والإدارية للمشرفين التربويين والمعلمين، والمبنية على نتائج اختبار الكفايات وفق حاجاتهم ومتطلبات العمل التربوي، وكان تنفيذ تلك المرحلة في العام 1428/ 1429هـ، والثالثة مرحلة التقويم وتهدف إلى تقويم مستوى المشرف التربوي والمعلم، الناتجة عن المرحلتين الأولى والثانية، والعمل على اتخاذ الإجراءات المناسبة والكفيلة بتحقيق أهداف المشروع، وقد تم تنفيذ هذه المرحلة في نهاية الفصل في العام 1428/1429هـ.

والشؤون التعليمية في الجمعية تحاول جاهدة أن يكون اختبار الكفايات للمشرفين التربويين والمعلمين وفق مقاييس دقيقة تقدم من خلال زمن كاف للإجابة عن الأسئلة من قبل المستهدفين - حتى أنها حددته بساعتين أي بمعدل ما يقارب سؤالاً واحداً لكل دقيقة في حالة ما تكون الأسئلة لا تقل عن 100 سؤال، شاملة للجوانب العلمية والتربوية والإدارية والثقافية.

والشؤون التعليمية من خلال دورها وما يندرج تحت مسؤولياتها من الإشراف والتنسيق على الاختبارات، سارعت الخطى نحو إنجاز المهام المنوطة بها، فخصصت قسماً خاصاً للاختبارات، يشرف على سيرها و تنفيذها خططها وتذليل معوقاتها ومعالجة ما يمكن معالجته منها.

وقد حققت الجمعية ممثلة في قسم الاختبارات إنجازات وأرقاماً تضاهي بها المؤسسات التعليمية الكبرى في المملكة من حيث استيعاب الأعداد وكفاءة الإنجاز ودقة المعايير. فقد بلغ عدد المتقدمين للاختبار من الخاتمين لكتاب الله تعالى خلال المدة 8/6/ 1431هـ وحتى 24/6/1431هـ ما لا يقل عن (219) طالبا، شكل لاختبارهم أربع لجان ، كل لجنة مكونة من معلمين اثنين ممن يتميزون بإتقان الحفظ وجودة التجويد والخبرة والتمرس في التعامل مع الطلاب الخاتمين، حيث بلغ عدد الناجحين من الطلاب المتقدمين للاختبار (127) طالباً، منهم (68) طالباً نجحوا بتقدير ممتاز، و(59) طالباً نجحوا بتقدير جيد جدا، وكان أصغر أربعة طلاب حافظين من بين المتقدمين أعمارهم لا تزيد عن عشر سنوات، فيما كان أكبر طالبا تقدم للاختبار عمره (48) عاماً.

والجمعية تمنح «شهادة خاتم» لمن يجتاز الاختبار، ومكافأة مالية قدرها (3,500) ريال لمن يتحصل على تقدير ممتاز، و(3,000) ريال لمن يتحصل على تقدير جيد جداً، إضافة إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تمنح الناجحين شهادة شكر تقديرية موقعة من معالي الوزير.

ولم يقف دور برامج الشؤون التعليمية في الجمعية على فترتي الفصلين الدراسيين فحسب بل تعدى إلى زمن الإجازة الصيفية؛ طمعاً من الجمعية أن تكون فترة الصيف فرصة أن تتنزه النفس فيها مع القرآن وأحكامه حيث أوضح مصدر مطلع على برامج الجمعية أنها قامت في صيف هذا العام 1430هـ بعقد العديد من البرامج الرامية إلى استثمار الأوقات، وكان من بينها مئة دورة تدريبية مكثفة لتحفيظ القرآن الكريم في العديد من المساجد في مدينة الرياض جميعها لكبار السن والموظفين والشباب من سن العاشرة فما فوق حفظا وتلاوة. وقد كانت على فترتين الأولى في بداية الصيف والأخرى في شهر رمضان من العام نفسه، وذلك وفقا لثلاث فئات: الفئة (أ) وتتكون من (25) دورة، ويبلغ الملتحقين بها أكثر من (180) بتكلفة (90.000) ريال للدورة الواحدة، والفئة (ب) وتتكون من (35) دورة، ويبلغ الملتحقين بها أكثر من (120) بتكلفة (60.000) ريال للدورة الواحدة، والفئة (ج) وتتكون من (40) دورة، ويبلغ الملتحقين أكثر من (70) بتكلفة (45.000) ريال للدورة الواحد إذ تبلغ القيمة الإجمالية للدورات المكثفة لصيف هذا العام 1430هـ ما يقارب (6.150.000) ريال.

وكان من الدواعم المحفزة لقعد مثل هذه الدورات في الفترة الصيفية لدى مسئولي الجمعية - هو إحياء دور المسجد في المجتمع، والتطلع إلى حب الخير، ولسعي إلى تفعيل قدرات الشباب والفتيات وتنمية ومحاولة اكتشاف مواهبهم، والاستفادة من الأوقات المهدرة في حياة الشباب والفتيات وخاصة في أوقات الإجازة الصيفية، إلى جانب إيجاد فرص للطموحين والمميزين للرفع من مستواهم وتحقيق رغباتهم، وإتاحة الفرصة لجميع فئات المجتمع لحفظ وتلاوة كتاب الله، وتوفير الفرصة للذين لا يستطيعون الانتظام في دورات طويلة المدة خلال العام الدراسي. كما أن في تلك الدورات تعويداً للشباب والفتيات على الجدية في حياتهم.

وقيدت الجمعة إقامة تلك الدورات بوجود إدارة بمشرفين لا يقل عددهم عن خمسة أشخاص أكفاء يتولون الإشراف على الدورات واللجان، ووجود لجنة تعليمية تختص بشؤون المعلمين، بحيث تحرص على اختيار المعلمين المتميزين وتنسق مع لحنة الدورات لإجراء المقابلات، وتتابع سير المعلمين والمنهج أثناء الدورة. ولجنة أخرى لشؤون الطلاب تشرف على التسجيل والمقابلات والقبول، وتتابع الحضور والغياب للمعلمين والطلاب وتتابع أداء الطلاب للمنهج اليومي. ولجنة للشؤون الاجتماعية والمالية، إضافة إلى لجنة إعلامية تعنى بالدعاية والإعلان وإخراج تقارير متكاملة عن الدورات. كما أن ملاءمة الجامع أو المسجد من حيث موافقة: الإمام، والسعة، والحي، والمواقف، وإمكانية توفر المكان المناسب للمكاتب الإدارية، وتعبئة الاستمارة الخاصة بطلب إقامة الدورة القرآنية في الوقت المحدد، وتحديد بداية الدورة ونهايتها على ألا تقل عن أربعة أسابيع ولا تزيد عن ستة أسابيع مع تحديد إجراءات المقابلات للمتقدمين شروط ترى الجمعية لزومها لإقامة مثل هذه الدورات.

والجميل في الأمر أن الكل من أفراد هذا المجتمع الطيب متعطش للمساهمة في تكريم حفظة كتاب الله -الذين هم أهل الله وخاصته- ودعمهم بوقته وماله، والجمعية إذ تشكر كل من ساهم في هذه المكرمة الجليلة إلا أن سير الخطط في الجمعية وتنويع البرامج ومسايرة ركب المنشآت التعليمية المتقدمة واستقطاب الكفاءات من المشرفين والمعلمين متوقف على ما تجود به أيدي المحسنين.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد