Al Jazirah NewsPaper Sunday  29/08/2010 G Issue 13849
الأحد 19 رمضان 1431   العدد  13849
 
مساجدنا بلا هوية هندسية وجمالية!!
د. عبد الله بن سالم الزهراني

 

المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى لها قدسيتها ولها مكانتها لدى المسلمين في كافة أقطاب العالم. المسجد الحرام يحتضن الكعبة الشريفة التي لا تتم عمرة ولا حج إلا بالطواف حولها سبعة أشواط...

... ومقام نبينا إبراهيم عليه السلام الذي بعد نهاية الطواف يصلي المسلم ركعتين بجوار المقام ومسعى هاجر عليها السلام الذي أيضا لا تتم حج ولا عمرة إلا بالسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط. صلاة به تعدل ألف صلاة.أما مسجد رسول الله ففيه قبره صلى الله عليه وسلم وبه الروضة الشريفة. يزوره ملايين الناس للصلاة فيه والسلام على المصطفى صلى الله عليه وسلم. والمسجد الأقصى الذي بجواره قبة مسجد الصخرة وبجواره حائط البراق. هذه المساجد الثلاثة بقدسيتها من المفترض أن تمثل بنيانها وبعض من تصاميمها وجمالياتها في حال لم يكن لدينا جديد في التصميم للمساجد. وهل هناك أعظم من تصميم الحرمين الشريفين؟

المسجد من الناحية الجغرافية في (اعتقادي) كغيره من المنشآت والحيزات المكانية: هو مساحة من الأرض قد تكون صغيرة وقد تكون كبيرة وقد تكون مسورة وقد تكون غير مسورة وقد تكون مكشوفة وقد تكون غير مكشوفة على أنه أميل إلى أن تكون بمسمى مصلى عندما تكون مكشوفة أو جزء من مبنى في داخل ذلك المبنى. ولكن لا يكتمل المعنى بالمفهوم المكاني الجغرافي دون الممارسة الدينية بهذه البقعة أو تلك وبالتالي فإن المسجد هو تلك البقعة من الأرض الذي يصلي بها الناس مجتمعين أو فرادى وممارسة كل ما هو مرتبط بالعبادة وغالبية الأعمال هي نوع من أنواع العبادة. أرض الله كلها مساجد (أي مكان لالتصاق الجبهة بالأرض) طالما هناك مسجد بفتح الجيم وهي جبهة الساجد. وهذا ولله الحمد غاية التسهيل والبساطة في تعاليم الإسلام. أينما يحل عليك وقت الصلاة وأنت في سفر أو بعيد عن مسجد فإنه يمكنك أداؤها مجتمعا أو منفردا على صعيد طيب طاهر تختاره، وفي الغالب الأعم لا صعوبة في الاختيار. ومن التيسير العظيم أيضا أنه وفي حالة عدم توفر الماء ولم يكن الإنسان على وضوء أو ممسوسا بجنابة نتيجة صدقة على زوجته أو حلم تمتع به فأمنى، فإن أديم الأرض كفيل بطهارته. ما عليه إلا أن يوجه وجهه للقبلة وينفذ التيمم حسب التعليمات الصحيحة. ثم أنه من التيسير في السفر أن رخص الله الجمع والقصر في أي بقعة طاهرة. هذا هو غاية اليسر في صلاتنا وهي عمود الدين فما بالك بالفروض والأركان الأخرى. لم يكن هناك أساس لاشتراط بناء مسجد وإلا لكان الأمر في غاية الصعوبة على البادية والمزارعين الذين يسكنون متناثرين بجوار مزارعهم. يستطيع البدوي أن يخصص بقعة صغيرة بجوار خيمته يمارس فيه الصلاة مع إعطائها عناية أكبر وهكذا المزارع. ما عليه إلا أن يحتاط من كلاب الماشية إلا تعبث به ومن الحمير والبغال والإبل والخيل إلا تتمرغ به وتفرغ حمولات بطونها فيه. ومع ذلك فإن الله يسر الأمر بأنه وإن حدث مثل ذلك فالتطهير أمر سهل ومعاودة الصلاة بذات البقعة مرة أخرى. قد لا يتخيل من لم يقرأ عن المسجد الحرام أنه كان بقعة غير مسورة تتوسطها الكعبة وأن الناس كان يصلون إليه بالجاهلية ومن بعد في الإسلام وينيخون جمالهم في تلك المساحة بل يطوفون على جمالهم حول الكعبة.

وتطورت عمارة المسجد الحرام وتوسعته إلى أن وصل أوج سعته في الوقت الحاضر بفضل من الله ثم بجهود المملكة العربية السعودية طيلة أكثر من مائة عام. ولا تزال التوسعة مستمرة وستستمر بإذن الله. تطور بناء المساجد منذ بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده الذي كانت أساساته من الحجارة وجدرانه من قوالب طينية (اللبن) كان مستطيلا مكشوفا ثم سقف بسعف النخل وجريده. وتطورت توسعته حيث ربما كان في بدايته يستوعب بضع عشرات وهو هو الآن ربما يستوعب المليون مصل. من المعروف أن مسجدا واحدا بأي مدينة كان كاف لاستيعاب جماعة المسلمين في بداية انتشار الإسلام وهو مسجد جامع لكل المسلمين وبالذات يوم الجمعة وهو من أول المشاريع التي كانت تتم بنايتها بعد فتح أي مدينة. كان المسجد الجامع يشكل القلب النابض للمدينة فيه يجتمع الناس لصلاة الجمعة وفيه تناقش قضايا عامة تهم أمور المسلمين وكان مركز القيادة أو الإمارة يتم بجوار المسجد. فالمسجد دائما هو الأسبق وهو العلامة المميزة للمدينة بكبر مساحته وعلو مئذنته وعلو شأنه وقدسيته بالنسبة للمسلمين. ولم تكثر المساجد وتتعدد إلا بعد توسع المدن ودعت الحاجة إلى ذلك التوسع ولكن ظل هناك مسجد جامع تؤدى فيه صلاة الجمعة.ولكن مع تزايد أعداد المسلمين فقد زادت الحاجة إلى بناء المساجد بشكل متزايد والعناية والاهتمام بها مع استمرارية أن أرض الله كلها مساجد.

حبا الله المملكة العربية السعودية مكانة دينية تتمناها كل دولة إسلامية بل غير إسلامية. هي حضن للحرمين الشريفين التي يقصدها ملايين المعتمرين والحجاج والزائرين وحامية لها من بعد حماية الله عز وجل لهما. هي مكان تحتضن مهبط الوحي وقبلة يتجه إليها أكثر من مليار مسلم خمس مرات في اليوم ناهيك عن النوافل. إن المسجد الحرام والمسجد النبوي هما الأقدس وهما من أجمل المساجد التي شيدت إن لم يكونا الأجمل. مناراتهما في اعتقادي هي الأجمل.

أفلا يكون هذان المسجدان هما القدوة لنا في بناء المساجد؟ ما مدى اهتمامنا بنمط بناء المساجد في المملكة؟ كيف يتم اختيار موقع المسجد الجغرافي وموضعه؟ من يختار موقع المسجد؟ من يقر التصميم وهندسة البناء؟ من ينفذ؟ من يتابع الإشراف على البناء؟ من يختار مواد البناء؟ من يقوم بصيانة المسجد ومتابعة احتياجاته؟ من يختار الإمام؟ ماذا يمارس في المسجد؟

يسود في الغالب في كل حقبة تاريخية نمط معين للبناء سواء في المساكن أو في دور العبادة. ولكن في اعتقادي ومن ملاحظاتي على نمط المساجد فإنه لا نمط متميز للمساجد في المملكة التي من الممكن أن يستنبط أنها تؤرخ لحقبة تاريخية خاصة المساجد التي بنيت خلال الخمسين سنة الماضية. إنها في غاية التنوع في التصميم. وكم كان بودي أن أقول أن هذا نوع من الثراء الهندسي يستجيب للتطور والتغير ولكن قد لا يكون الأمر كذلك في بناء المساجد من وجهة نظري. لماذا لا يوحد التصميم بشكل كبير في المآذن والمنابر والمحاريب والأروقة في المساجد الكبيرة والصغيرة منها؟

سادت في المملكة بشكل كبير جمع التبرعات لبناء المساجد. يقوم أحيانا قاضي البلدة بالدعوة لهذه التبرعات وحقيقة أسفر ذلك عن بناء كثير من المساجد وبالذات في القرى. يقوم أفراد بالتبرع بالأرض وببناء المسجد وهذا عمل يشكرون عليه ونسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم. جزا الله من قام به كل خير. لم تكن الفائدة بناء المسجد فقط وإن كان هذا وحده يكفي ولكن ترتب عليه تعيين ثلاثة أفراد- مؤذن وفراش وإمام- يتم تعيينهم بعد أن يسلم صكه لوزارة الشؤون الإسلامية. يتبرع أهل القرية أو ربما واحد منهم بهذه الأرض من أملاكه الزراعية في أحيانا كثيرة وهي أغلى ما يملك. ومن بعد تبرعه لا يعود له علاقة بتلك الأرض حتى اسمه لا يكتب على ذلك المسجد وإنما يختار له اسم تاريخي غالبا من أسماء أحد الصحابة- رضوان الله عليهم- أو من التابعين بينما أولئك خلدهم التاريخ. وقد يكون الحي أبقى من الميت. وعلى العموم لا ضير كبير في ذلك. أما التبرع في المدن فيكون من قبل مالك الأرض التي اشتراها ضمن مخطط معين ويقرر بناء مسجد بها دون أن يأخذ في اعتباره موقعه ولا موضعه. لا يأخذ في اعتباره أن بجواره مسجد لا يبعد عنه أحيانا سوى أقل من 200 متر. أسكن في الرياض في حي وفي الركن الذي أقطنه من ذلك الحي أربعة مساجد. تفصل منزلي عن أبعد مسجد فيها مسافة تقدر بنحو (300) متر أما الثلاثة الباقية فمتوسط البعد (120) مترا. المتبرع قد يبني المسجد في أرض مجاورة لمنزله أو ملاصقة له بل قد يبنيه في داخل فناء منزله.. أحيانا يقوم ذلك المتبرع بتحمل كامل التكاليف ولذلك يعتبر المسجد من إخراجه من البداية إلى النهاية. هو من يوافق على التصميم هو من يقرر نوع المواد وهو من يختار المؤذن والإمام. يخرج في النهاية مسجد لا مواقف كافية له يتسبب في زحام بشكل عام وبشكل أكبر إذا كان مسجدا جامعا. التبرع شيء جميل وبناء المساجد من خلال التبرع أمر أجمل ولكن كان من الممكن أن يكون الجمال أكمل وأشمل فيما لو تم مراعاة ما يلي:

أولا دراسة الحي الذي سيقام فيه المسجد وإجراء مسح شامل ومعرفة مدى حاجة ذلك الحي لبناء مسجد حيث قد يكون فيه ما يكفيه من المساجد.ليس بالضرورة أن يبنى المسجد في مكان قريب من مكان المتبرع بالأرض. وفي حالة ضرورة بناء مسجد في ذلك الحي فليكن في مكان مناسب. وأن يكون هناك مواقف للسيارات كافية بنسبة لا تقل عن 70%. هناك كثير من المساجد تبنى على نواصي الطرق الرئيسية وتتسبب في إعاقة المرور بشكل كبير حيث إنه من الغلو بأن يقوم العديد من الناس بإيقاف سياراتهم وسط الطريق المجاور للمسجد وكأن لسان حاله يقول: يجب عليك أن توقف سيارتك وتصلي ولا يجب أن تعترض على إيقافي للسيارة وقفلي للطريق. أنا يا أخي لست مضطرا للصلاة في هذا المسجد كما أنني قد أكون مسافرا وعابر سبيل فلماذا تسد السبيل. ما حكم من يفعل مثل ذلك وهل عليه إثم؟ أسوق هذا السؤال لهيئة كبار العلماء للإجابة عليه وللتوجيه والإفتاء في بناء المساجد بمثل هذه المواقع.

ثانيا: التصميم والإشراف على التصميم. للأسف كثير من المساجد التي تبرع بها أناس أو تم جمع تبرعات لبنائها ليست بذلك التصميم الجيد لا في التهوية ولا في التكييف ولا في مخارج الطوارئ. كما أنها لم تهيأ لاستيعاب أعداد كبيرة كأن تصمم على أساس دورين. ولذا توجد بعض المساجد التي شوهت بعد إضافة ملاحق لها بعد أن دعت الحاجة لذلك.

ثالثا: تصميم المآذن أو المنارات. يظهر لك ذلك التنوع والتفاوت الكبير في أشكال المآذن في المدينة الواحدة وأعتقد أن هذا لا يظهر أي صفة أو شخصية للمدينة التي أقيم فيها المسجد. من المعروف أن المساجد والمساكن تنعكس تصاميمها وبنائها بيئة المدينة. كانت المساجد في المنطقة الوسطى والشمالية والشرقية تبنى من اللبن وتغطى بسعف النخل وجريده وخشب الأثل وفي المناطق الجنوبية من الحجارة وخشب السدر والعرعر. وكانت مصممة بحيث تعطي دفئا في الشتاء وبرودة في الصيف.

لم تعد هذه المواد مستخدمة في الوقت الحاضر وليس من الضروري أن تستخدم ولا مطلوب أنها تستخدم. ولكن من الممكن أن تبنى المساجد بشكل يحاكي الطراز العمراني المستخدم في السابق في المدينة أو يبنى على شكل الطراز لمسجد رسول الله والمسجد الحرام في المآذن. يلاحظ أن المآذن في مدينة الرياض تكون أحيانا وحدة ملتحمة بالمسجد وأحيانا اثنتان متجاورتان ملتحمتان بالمسجد أو واقعتان بمنأى عنه بمسافة بضعة أمتار وقس على ذلك بقية المدن.

رابعا: تصميم المآذن من الداخل: هناك اختلافات واضحة كبيرة بين التصميمات الداخلية فالبعض منها تجدها مزروعة بالأعمدة حيث تحتل هذه الأعمدة مساحة قد تصل لعشر مساحة المسجد والسقف في غاية التبسيط تملؤه إنارة الفلوريسنت التي لا وجود لأي مظهر جمالي بها، كما أن أجهزة التكييف البالية التي تطل برؤوسها من فتحات جدران بالمساجد أو المنتصبة في جنبات المسجد ترسل هديرها إلى شرفات آذان المصلين وتحرف انتباههم عن التركيز والخشوع.. بينما تجد مساجد متباعدة الأعمدة. ذات قباب متعددة تتدلى من أسقفها الثريات.

أما دورات المياه بالمساجد فحدث ولا حرج حيث إن آخر الاهتمام بها هو عند الانتهاء من تشييد المسجد. أحوالها في غالبية المساجد لا تسر الناظرين فما بالك بالمستخدمين.

كيف نجعل مساجدنا ذات طرز معمارية مميزة في التصميم في كل جوانبها؟

لا يكفي أن يتبرع بالأرض وبالمال أو يجمع التبرعات ولكن لابد أن تشرف وزارة الشؤون الإسلامية على التصميم والتنفيذ وأن تقر وأن يكون داخل المسجد مزخرفا بآيات من الذكر الحكيم وأحاديث رسول الله. لا بد أن تكون الأسقف عالية تعطي المسجد بعدا وعمقا روحانيا وراحة نفسية. يحتاج المسجد إلى أن يكون بنيانه متينا مقاوما لكل عوامل التعرية المختلفة لكي يعمر ردحا من الزمن. ولنا في مساجد أسلافنا في الأندلس وبلاد المغرب وأواسط آسيا أمثلة تحتذى. ولكي يكون بهذه المواصفات فمن المفترض أن يكون ذا جدران سميكة ومعزولة ومكسوة من الخارج بالرخام الجيد ليس فقط من الخارج ولكن أيضا من الداخل وأرضية المسجد بكاملها وأعمدته بكاملها. أن يكون نظام التكييف مركزيا وذو نظام للتهوية متقنا. أن يلحق بالمسجد مصلى للنساء وأروقة لممارسة الأنشطة والفعاليات خلاف الصلاة. مساجدنا بحاجة إلى الاهتمام بدورات المياه وتخصيص عامل فقط للعناية بدورات المياه والعمل دائما على نظافتها حيث إن مساجدنا تستقبل المئات يوميا وبالذات من العمال ولذلك فاستخدام دورات المياه مكثف. ولذا ما لم تكن الصيانة والتنظيف مستمرين فإن ذلك ينعكس على رائحة المسجد. إذا غطيت أرضية المساجد بالرخام فإنه لم يعد هناك حاجة لفرش المسجد على الإطلاق. إن غالبية المساجد مفروشة من قبل وزارة الشؤون الإسلامية ولكن فرش المساجد لا يغير ولا يستبدل إلا بعد أن يبلى وحتى لو لم يبلى، فإنه في اعتقادي غير صحي حيث إن رائحته تزكم الأنوف. عندما يتوضأ العمال وغيرهم يدخلون المسجد وأقدامهم مبلولة ويسيرون على السجاد ويتبلل أو بأرجلهم والعرق يتصبب منها أو بجواربهم وراحتها تزكم الأنوف أيضا وكل ذلك يكتسبه سجاد المسجد. وكما ذكرت يمكن الاستغناء عن ذلك والاكتفاء بالصلاة على الرخام حيث يمكن للعامل مسح الرخام بعد كل صلاة وتصبح أرضية المسجد أكثر طهارة وأكثر نظافة وسلامة.

كثير من المساجد الصغيرة أبوابها الخارجية صدئة وأشكالها منفرة وكذلك أجزاء من الأبواب الداخلية. ولذا فإن أبواب المساجد هي عنوان لداخلها والكتاب في الغالب يتضح محتواه من عنوانه. الحاجة ماسة للعناية بالمسجد من بابه إلى محرابه.

الأروقة مفقودة من المساجد ويمكن إضافتها والاستفادة منها في تحفيظ القرآن وإعطاء الدروس الدينية المختلفة وإلقاء المحاضرات بدلا من إدخال الأطفال في المسجد وتعليق اللوحات في جنبات المسجد للصق الإعلانات عليها. إن من شأن الأروقة حماية المسجد والحفاظ على نظافته.

لاشك أن توفر المساجد جانب مهم وأعتقد أنه لا مثيل لكثرتها في بلد من العالم كما هو في المملكة العربية السعودية وهذا أمر يحمد وتشكر وزارة الشؤون الإسلامية وكل من ساهم في بناء المساجد ولكن في اعتقادي أن المساجد بحاجة إلى العناية بها بشكل أكبر بكثير مما هو عليه في الوقت الحاضر.

إذا كان هناك أشكال للمساجد انصبغت تصميماتها وأشكالها بالمكان الذي بنيت فيه في الأساس مثل المساجد المغربية والأندلسية والعثمانية والهندية والمصرية والسلجوقية والصفوية وغيرها، فإنه من باب أولى أن يكون للمساجد في المملكة تصميم مميز يمكن أن يحتذى به في بقية دول العالم الإسلامي ليس من باب العنصرية- معاذ الله- وإنما لأنها مهبط الوحي وهناك الإمكانات لإبراز أفضل التصميمات. الخط العربي وأنواعه جميلة تحتاج لاستخدامها لتزيين المساجد وزخرفتها ولا يقول قائل: إنها تلهي ولكن أقول من تجربة شخصية: إنها تريح النفس وتدفع للتأمل الروحاني.لا أعتقد أن هناك دورا أولى من دور العبادة بالعناية والصيانة والتصميم والنظافة وإبراز الجمال الهندسي والجمالي.

يلحق في الغالب بيت للإمام بجوار المسجد الجامع وأعتقد أنه ليس بالضرورة أن يكون الأمر كذلك فإمام المسجد موظف شأنه شأن بقية موظفي الدولة بل إن نسبة كبيرة هم في الأساس موظفين كقضاة أو مدرسين ويعطون رواتب إضافية. من المفترض أيضا أن يعين أئمة تكون الإمامة وضيفة أساسية لهم، بعد تدريبهم وخريجو كلية الشريعة كثر وكثير منهم بلا وظائف فلماذا لا يوظف المؤهل منهم إماما للمسجد ليتم تخفيف البطالة. على كل حال الحديث عن المساجد وشجونها يطول ولذا قد يكون من الممكن في مقال لاحق أن يتم التعرض لوظائف المسجد وما طرأ عليها.

أسال الله أن تدوم عمارة المساجد كمنشآت وأن تتم عمارتها بعباد الله الصالحين إنه سميع مجيب.



dr.abdullahalzahrani@yahoo.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد