Al Jazirah NewsPaper Sunday  29/08/2010 G Issue 13849
الأحد 19 رمضان 1431   العدد  13849
 

لواء دكتور متقاعد مساعد بن منشط اللحياني
غازي القصيبي وإمامة المصلين

 

أن تكتب عن شخصية عادية فهذا شيء طبيعي وربما تكتب وأنت مطمئن البال وتدع قلمك يسترسل دون عناء, لكن أن تكتب عن رجل استثنائي كغازي القصيبي فإنك سوف تحمل قلمك بين أصابعك فترةً من الزمن قبل أن يخط كلمةً واحدة على ظهر الورقة، وقد بحثت ملياً عن الكلمات المناسبة والعبارات الشافية التي سوف تكون منصفة لهذا الرجل.

القصيبي الذي وقف الناس أمام شخصيته وفكره ما بين مؤيِّد وهم كُثر وما بين معارض وهم كُثر, تركهم يسهرون الليالي جراء شخصيته وفكره وهم يتخاصمون وكأني به يردد بيت صديقه المتنبي فيقول:

أنام ملء عيوني عن قناعاتي

ويسهر الخلق جراها ويختصمُ

إن في شخصية غازي خفايا كثيرة، دعوني أقف أمام حدثين مما سمعته وقرأته عن شخصية هذا الاستثناء, الأولى حكى لي أحد الإخوة المبتعثين للدراسة في بريطانيا أنه كان مراجعاً للسفارة السعودية إبان تقلّد القصيبي لمنصب السفير فيها فحانت إحدى الصلوات الجهرية فإذا بالقصيبي يؤم المصلين ويقرأ من كتاب الله آيات بصوت جميل خاشع. والثانية ما ذكره معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر في مرثيته للراحل الكبير في صحيفة الجزيرة يوم الثلاثاء 7-9-1431هـ (أن الفقيد بدأ منذ سنوات في تفسير القرآن الكريم بعد دراسة وافية ومتأنية لتفاسير القرآن، وأنه قال له بأنه وجد أفضل التفاسير تفسير الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان).

إن شخصاً هذه توجهاته وهذه غاياته وأهدافه - ولا نزكي أحداً على الله- وأن يختارة الله إلى جوارة في العشر الأولى من شهر رمضان عشر الرحمة لا نقول عنه إلا ما يرضي ربنا جلَّ وعلا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، وما يرضي نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم (اذكروا محاسن موتاكم), رحم الله غازي وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد