حوار / محمد آل راجح- الرياض
أوضح مدير إدارة المعاهد بجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالرياض الشيخ حماد العمر أن الجمعية اعتمدت دبلوم مديرات المدارس النسائية الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ العمل الخيري على مستوى المملكة العربية السعودية. وأكد العمر أن نشاط الدبلوم بدأ ببداية العام الدراسي 1430/ 1431هـ مبينا أن الجمعية شرعت في إعداد الوثيقة الخاصة بالخطط والمقررات الدراسية له، جاء ذلك في ثنايا حوار موسع أجراه فضيلته أكد فيه أن مشروعات معاهد التحفيظ تسير قدما وفق ما أعد لها من تخطيط مسبق.
ما المقصود بمعاهد التحفيظ؟
هي معاهد لإعداد معلمي ومعلمات القرآن الكريم تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمتابعة مباشرة من الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض. وإدارة المعاهد تسعى من خلال ذلك إلى تأهيل المتعلمين والمتعلمات تأهيلاً شرعياً ومهنياً متوازناً بالأخذ بالاتجاهات التربوية لتخرجهم متمثلين قيماً إسلامية ثابتة ومهارات عالية، تتيح لهم أن يكونوا قادرين بإذن الله على الإنتاج والنجاح في تدريس القرآن الكريم خاصة.
يخلط البعض بين المعاهد العلمية ومعاهد التحفيظ في الجمعية، فما الفرق بينهما؟
المعاهد العلمية تابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وهي خاصة بالبنين يدرس فيها طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية وتؤهلهم لدخول الجامعة، أما معاهد الجمعية فهي للبنين والبنات بعد المرحلة الثانوية (على الأقل) لإعداد معلمين ومعلمات جدد أو لرفع من هم على رأس العمل في الحلقات والمدارس النسائية لتحفيظ القرآن الكريم.
ما الدوافع الداعية إلى إنشاء مثل هذه المعاهد؟
تشهد حلقات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات بالمملكة -ولله الحمد- عناية ودعم ولاة الأمر وفقهم الله وإقبالا من المجتمع. فعلى سبيل المثال بلغت عدد المدارس النسائية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض أكثر من (285) مدرسة ويوجد بها أكثر من (60,000) دارسة، ويعمل بها أكثر من (3471) معلمة وإدارية. وهذا التمدد الأفقي بلا شك يحتاج إلى تمدد رأسي يتزامن معه، أي إلى مزيد من العناية بالكيف؛ لذا قرر المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم برئاسة معالي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الموافقة للجمعيات التي بها إمكانات بشرية ومادية على افتتاح معاهد إعداد معلمي القرآن الكريم.
منذ متى بدأ نشاط هذه المعاهد؟
بدأمن تاريخ 2-7-1424هـ حيث تم افتتاح معهدين لمعلمات القرآن الكريم بغرب وشرق الرياض.
ما مدى التعاون بين هذه المعاهد والمؤسسات التربوية والتعليمية في القطاعات الأخرى؟
هناك تعاون مع بعض المؤسسات التربوية والتعليمية في القطاعات الحكومية والتجارية والخيرية من خلال تبادل الخبرات والمنافع. ونتطلع إلى مزيد من مد الجسور معها ونرحب بكل خطوة في هذا المجال.
ما الصعوبات التي تعترض برامجكم في المعاهد؟
قلة الكوادر المميزة والمتخصصة والدعم المالي.
كيف ترون سير العملية التعليمية في المعاهد، وفق نظريات التعليم الحديثة؟
تتضمن رسالة المعاهد «الأخذ بالاتجاهات التربوية» لذا أبرز ما تميزت به معاهد المعلمات (مثلاً) إكساب الطالبات المهارات والخبرات اللازمة لمعلمة القرآن الكريم لا الاقتصار على إعطائهن المعارف والمعلومات فقط، ليكن مواكبات لمتطلبات العصر في التجديد والإبداع ويظهر هذا واضحاً في مجال الإعداد التربوي. فيقدم فيه مادة المهارات الشخصية التي تكسب الطالبة كل ما تحتاجه في مقوماتها الشخصية لتتفاعل مع بيئتها التعليمية أو في مجتمعها بشكل إيجابي.
التقنية جزء من التعليم في عصرنا الحالي، فأين تقع معاهد الجمعية من التقنية الحديثة؟
تسعى المعاهد إلى توظيف التعليم الإلكتروني ضمن أساليبها، وتزداد يوماً بعد يوم في تطبيقاته، وقد بدأ فريق عمل الآن لتأسيس مركز للتعليم الإلكتروني في المعاهد. وتم مؤخراً تجهيز معامل حاسب آلي فيها. وأثناء دراسة الطالبة لمادة تقنيات التعليم تتدرب فيها على استخدام أدوات التقنية الحديثة.
كيف ترون تعاون مؤسسات المجتمع معكم؟
متعاونون جداً سواءً الحكومية أو التجارية أو الخيرية.. وقد لفت نظري تعاون مسؤوليها مع ما يخدم القرآن الكريم بكل فرح وسرور.
ما أبرز الأهداف التي تسعون إلى تحقيقها من خلال هذه المعاهد؟
هناك جملة من أهداف جوهرية يمكن إيجازها في:
- المساهمة في سد احتياج الحلق والمدارس النسائية لتحفيظ القرآن الكريم من المعلمين والمعلمات المؤهلين وتطوير من هم على رأس العمل.
- المساهمة في تطوير عمل الحلق والمدارس النسائية والارتقاء به تعليمياً وتربويًا وإداريًا.
- المساهمة في نشر الاهتمام بالقرآن الكريم وتعليمه.
· المساهمة في رفع مستوى معلمي ومعلمات التعليم العام في مجال تدريس القرآن الكريم.
ما البرامج الدراسية التي تقدمها المعاهد؟
للدراسة في معاهد المعلمات ثلاثة دبلومات:
1 - برنامج الدبلوم العالي: ومدته سنة للحاصلات على شهادة المرحلة الجامعية.
2 - برنامج الدبلوم: ومدته سنتان، للحاصلات على شهادة المرحلة الثانوية.
3. دبلوم مديرات المدارس النسائية ومدته سنة (فصل دراسة والآخر تطبيق ميداني).
4 - وهناك برامج أخرى غير الدبلومات مثل محاضرات مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ لجميع منسوبات المعهدين والإجابة عن أسئلتهن، والبرنامج الصيفي ومتابعة الخريجات.
أما معاهد المعلمين فتقدم برامج تعليمية وتربوية مثل: حلق تلاوته، والموهوبين.
كيف تم إعداد المناهج الدراسية بالمعاهد؟
تم إعدادها وتحكيمها من قبل ما يزيد على 57 من المتخصصين والمتخصصات من الأكاديميين والميدانيين وغيرهم تحت إشراف «المجلس العلمي للمعاهد» و»لجنة الخطط والمقررات الدراسية» اللذان أصدرا «وثيقة الخطط والمقررات الدراسية لمعاهد معلمات القرآن الكريم». وقد استغرق ذلك مدة تزيد على سنة ونصف قبل بدء الدراسة. أما مناهج دبلوم المديرات فعن طريق مؤسسة المربي، وهي وغيرها موجودة على موقع الجمعية قسم إدارة المعاهد.
من أعضاء هيئة التدريس بالمعاهد؟ وما رأيهم بها؟
لعظم دور معلمة القرآن الكريم واحتياجها لاكتساب المهارات والخبرات والعلوم التي تحتاجها فقد رُوعي في انتقاء أعضاء هيئة التدريس بالمعاهد التميز العلمي والعمق التربوي (من المتخصصين والمتخصصات في الجامعات وغيرها).
بالنسبة لرأيهم في المعاهد فلا أدل من أقوالهم عنه، ومنها:
«إن هذه المؤسسة التربوية تعد نموذجا للمشروعات الرائدة التي تقدم منتجاً متميزاً لهذا المجتمع» د. محمد بن عبد الله الدويش
«لمست من الأخوات الحرص على طلب العلم والتفقه في الدين...، ويشرف على المعهد أخوات ثقاة معروفات بالصلاح والاستقامة» د. سعد بن تركي الخثلان
«تكونت لدي صورة مضيئة براقة عن المعهد وبرامجه الموفقة التي روعي فيها إخراج طالبات علم مزودات بالعلوم التربوية التأهيلية» د. شيخة المفرج
«رأيت لدى طالبات المعهد الأدب الجم والحرص على تعلم العلوم الشرعية، واكتساب الخبرات والتسابق على ذلك» د. لولوة القضيبي
من خلال البرامج التي تقدمها المعاهد، ما الانعكاسات الإيجابية التي لمستموها على المستهدفين؟
تم تخريج 862 طالبة من الدبلوم العالي والدبلوم ولعل الأقوال التي عبرت بها بعض الخريجات مما أثلجت صدورنا وسرنا. منها:
- «أعطاني المعهد أكثر مما توقعت... بل إنه أطلعني على قدرات لم أكن أعلم أني أملكها»
·«دراستي في المعهد سنة واحدة عادلت دراستي في الكلية لأربع سنوات»
·«وجدت في المعهد بغيتي وفتحت لي مفاتيح العلم»
·«تطور أدائي في تدريسي للقرآن الكريم في دور التحفيظ»
وقد ذكر لي الشيخ د. عبد الملك بن محمد القاسم أن إحدى قريباته أحرزت المرتبة الأولى على دفعتها من كلية الشريعة ثم التحقت بالدبلوم العالي في المعهد وهو سنة وتقول إنها استفادت من المعهد في سنة واحدة أكثر من استفادتها من الكلية.
ما نصيب الفتيات من برامجكم في المعهد؟
معاهد المعلمات بدأت قبل معاهد المعلمين، ويوجد حالياً في الرياض أربعة معاهد للمعلمات وثلاثة للمعلمين تابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، والمعاهد تستهدف ما فوق الثانوي أما طالبات الثانوي وأقل فلا تستهدفهن المعاهد بل المدارس هي التي تستهدفهن.
الدعم المالي يعد حجر الزاوية في كل منشأة، فكيف تجدون الدعم المالي لهذه المعاهد؟
المال عصب الحياة، وقد كان لدعم ومؤازرة المحسنين أعظم الأثر في تحقيق منجزات المعاهد وثمراتها، وهناك الكثير من الطموحات والمشروعات للمعاهد التي تحتاج إلى دعم مثل تأسيس مركز البحوث والدراسات، وتأسيس مركز التعليم الإلكتروني، وتشغيل المعاهد خصوصاً مع افتتاح أربعة معاهد جديدة للعام الدراسي القادم، وشراء أرض لمعهد المعلمات بشرق الرياض، وتوسعة مبنى معهد المعلمات بغرب الرياض ولإدارة المعاهد رقم حساب بمصرف الراجحي 140608010000793 لمن أراد المساهمة.
كم عدد المعاهد التي افتتحتها الجمعية هذا العام؟
تم بحمد الله افتتاح أربعة معاهد جديدة لمعلمي ومعلمات القرآن الكريم بالجمعية في مدينة الرياض وهي: معهد الشيخ سليمان القاسم للقرآن الكريم وإعداد المعلمين بحي الشفا ومعهد حمد بن صالح الحمودي للقرآن الكريم وإعداد المعلمين بوسط الرياض ومعهد معلمات القرآن الكريم بشمال الرياض في حي المصيف ومعهد معلمات القرآن الكريم بجنوب الرياض في حي العزيزية.
ما الجديد الذي تقدمه إدارة المعاهد للدارسين هذا العام؟
إدارة المعاهد قدمت هذا العام برنامجا جديدا، يعد الأول من نوعه على مستوى العمل الخيري في المملكة وهو اعتماد «دبلوم مديرات المدارس النسائية لتحفيظ القرآن الكريم».
كيف لنا أن نتعرف على الخطة الزمنية لسير برنامج دبلوم المديرات ؟
وقت الدراسة: من الساعة 7.30 إلى 11.15 صباحاً يومياً لمدة فصل دراسي كامل، والفصل الدراسي الآخر تطبيق ميداني للمعلمة وهي على رأس العمل. وقد أعطت الجمعية ميزة لمديرات الدور وهي استمرار مكافأة المديرة من الجمعية مع تفريغها للدراسة.
ما الأهداف التي بني عليها برنامج دبلوم المديرات؟
بني برنامج دبلوم المديرات على حزمة من الأهداف تتلخص في:
- إعداد وتطوير قيادات نسائية لتولي مناصب قيادية في المدارس.
- رفع مستوى الأداء الإداري والقيادي لمديرات المدارس.
- تنمية المعارف والمهارات الإدارية والقيادية والتربوية لمديرات المدارس.
- إعداد الكفاءات العلمية والمهنية في مجالات الإدارة والقيادة والتربية لتأهيل وتطوير القيادات النسائية في تلك المدارس.
- تأهيل وتدريب مديرات المدارس لتحقيق عدد من المهارات.
- تطوير البرامج والخطط الإشرافية بما يتلاءم مع المسؤوليات المناطة بمديرات المدارس.
- إطلاع مديرات المدارس وإثرائهن بالنماذج والاتجاهات الحديثة في مجالات الإدارة.
- تدريب مديرات المدارس على تطبيق بعض أنماط الإدارة التطبيقية.
