Al Jazirah NewsPaper Sunday  29/08/2010 G Issue 13849
الأحد 19 رمضان 1431   العدد  13849
 

من المعالم الأثرية في جلاجل
مرقب جلاجل

 

يسمى برجاً أو مرقباً وهو للمراقبة، إذ له أهمية في الرقابة والاستشراف على الأراضي المتباعدة عن البلد تحسباً لأي هجوم على البلد في الزمن السابق، حيث اضطراب الأمن.

وهو شاهد من شواهد جلاجل ومعلم أثري من معالمها ورمز مميز لها وهو بناء دائري الشكل مرتفع يبلغ ارتفاعه 12 متراً بني بالحجارة والطين.

وقد بناه أحد البنائين المهرة من أبناء جلاجل هو إبراهيم بن حسن المعيوف ومعه جماعة من أهل جلاجل - رحمهم الله- وهو الذي اختار مكانه واسمه، حيث كان قبل بناء المرقب المذكور يوجد مرقب صغير يقع على درب (ابن مجلي) مقابل نخل (الفايز) المسمى (القبية) من الجهة الشرقية كما أن إبراهيم المذكور هو الذي بنى جامع بلدة أشيقر بالوشم.

قال ابن عيسى في تاريخه (عقد الدرر) في سنة 1311هـ وفي ربع الثاني من هذه السنة: شرعوا في عمارة مسجد الجامع في بلد أشيقر زادوا سرحته بالدكاكين الشرقية عنه هدموها وادخلوها معه. وأستاذ البناء إبراهيم بن معيوف من أهل جلاجل- فجزى الله من قام في عمارته خيراً- وفرغوا من ذلك في جمادى الأولى. انتهى.

وقد جدد المرقب عدة مرات منها ما تم سنة 1321هـ وهي السنة التي جاءت فيها الحامية العسكرية التي أرسلها الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود إلى جلاجل بقيادة الأمير مساعد بن عبدالمحسن السديري الذي مكث في جلاجل عدة سنوات وتزوج فيها من لطيفة بنت منصور بن علي الواصل وأنجبت له ابناً وكانت من أجمل نساء جلاجل.

وفي السنة المذكورة أرسل الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود خليفة بنت عبدالرحمن بن بديّع من أهل الدرعية لسدير البقاء في مرقب جلاجل للمراقبة وخليفة المذكور ولد بالدرعية سنة 1288هـ وانتقل إلى الكويت شأن الأسر التي انتقلت من نجد للتجارة والعمل وطلب الرزق وانضم إلى الإمام عبدالعزيز حينما كان في الكويت وشارك معه في خروجه من الكويت ضمن الرجال الذين خرجوا مع الإمام لاسترداد الرياض سنة 1319هـ وتوفي في العلب بالدرعية سنة 1374هـ رحمه الله تعالى، وفي آخر رجب من السنة المذكورة 1321هـ قدم الإمام عبدالعزيز إلى جلاجل ومكث أربعين يوماً يعد القوة لفتح القصيم، حيث جدد المرقب في هذه السنة.

ويقع المرقب على الجبال الشرقية لجلاجل (ظهرة المرقب) أو (ظهرة بكران) على الطريق العام القديم (الرياض - سدير - القصيم).

ويمتاز بموقعه المرتفع ويوجد أعلاه فتحات وذلك لرؤية القادم إلى البلد من عدو وغيره لمسافات بعيدة.

وفي سنة 1421هـ رمم المرقب على نفقة ابن مدينة جلاجل البار وصاحب الأيادي البيضاء عليها رجل الأعمال الوجيه الأستاذ عبدالعزيز بن علي الشويعر جزاه الله خير الجزاء وأفضله وجعل ذلك في ميزان حسناته ووفقه برضاه.

يقول الشاعر أبوحافظ:

حدثي أم عنيق عن جلاجل

وأفيضي بلسان غير واجل

يقف البرج على القمة رمزاً

شاهداً يروي حكايات المراجل

كان بالأمس نذيراً لحماها

وأراه اليوم وكراً للزواجل

وأرى حاضرها الزاهر ينبي

عن غدٍ من البهجة عاجل

الباحث/ عبدالعزيز بن محمد بن سليمان الفايز

سدير - جلاجل

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد