Al Jazirah NewsPaper Monday  30/08/2010 G Issue 13850
الأثنين 20 رمضان 1431   العدد  13850
 
رحم الله فقيد الشعر
عبدالله بن حمد الحقيل

 

ودعت الأوساط الثقافية الشاعر أحمد سالم باعطب بعد معاناة مع المرض، وعن عمر يناهز (75 عاماً) كان شاعراً بارعاً، وكان مخلصاً للأدب وللثقافة والمثقفين، مغرداً بشعره في مختلف الآفاق ومعظم المنابر الشعرية، فأثمرت تجربته الشعرية عن خمسة دواوين تجسد هموم أمته ووطنه فدواوينه وقصائده ترجمة لأحاسيس متنوعة مفعمة بآمال الأمة ومشاعرها وتطلعاتها وطموحاتها نحو المجد والعزة وإشراق الآمال والأمجاد، لقد عرفته قبل أكثر من ثلاثين عاماً في ندوة الراحل عبدالعزيز الرفاعي -رحمه الله- وقد كنا نلتقي فيها في كل خميس، ثم تتابعت اللقاءات به في المنتديات الأدبية والملتقيات الثقافية، وكان يعمل في مؤسسة النقد في الرياض ويزورني في دارة الملك عبدالعزيز؛ حيث نلتقي في مناقشات أدبية، ووجدته متعدد المواهب؛ فدواوينه الشعرية تنطق بملكاته الشعرية، وكان رجلاً وفياً لأصدقائه فخلال حفل تكريمي في «اثنينية الخوجة» في جدة حضر مشاركا بقصيدة وتحية.

نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجبر أهله ومحبيه في فقده بخير، ولابد من نشر أعماله الشعرية الكاملة وتوجيه الباحثين إلى هذه الأعمال بالدراسة والنقد.

لقد عاش معتزاً بأصالته الشعرية ومخلصاً لرسالته الشعرية والأدبية، فعزاء المثقفين والشعراء فيه هو تخليد أعماله الثقافية والتي ستحيي ذكراه العطرة.

وبعد، فهكذا الأيام تفجعنا بمن نحب فهو من الشعراء السعوديين الذين تشع قصائدهم بروح الخلق والدين والمواطنة والمحافظة على عمود الشعر والاهتمام باللغة العربية وتراكيب الجمل، ويلمس المرء حسن اختياره للألفاظ والقدرة على تصوير خلجات النفس، رحم الله فقيد الشعر؛ فقد كان مغرما بالشعر العربي الأصيل وجمال تصويره البلاغي.

عزاء صادقاً إلى أهله وأبنائه وذويه ومحبيه، ودعاء خالصاً بالمغفرة والرحمة.

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد