Al Jazirah NewsPaper Monday  30/08/2010 G Issue 13850
الأثنين 20 رمضان 1431   العدد  13850
 

رحمك الله يا أبا يوسف
إبراهيم بن خليف مسلم السطام

 

في يوم الاثنين 28-8-1431هـ فُجعت منطقة الجوف بوفاة الأديب الفاضل والشاعر القدير الأستاذ: عيد بن نعيم السهو، من قبيلة السرحان فخذ المرعي بمنطقة الجوف. وهو من الأعيان البارزين في هذه المنطقة. وكان لفقده صدى عميقاً وحزيناً في نفوسنا جميعاً, فقد كان الصديق والأخ لكثير من أبناء منطقة الجوف, وفي كل يوم يرتاد منزله نخبة القوم والوجهاء والمؤرخون والشعراء. وفيما مضى من أيامه كان منزله في القريات ثم في عرعر مقصداً لكثير من زواره ومعارفه وأصدقائه يستقبلهم بالابتسامة المشرقة ويحتفل بهم بكرمه المعهود.

تقلب في عدة مناصب إدارية: مديرا لإدارة الجوازات والجنسية بمنطقة القريات ثم في طريف ثم في عرعر عاصمة إمارة الحدود الشمالية حتى عام 1415هـ يستقبل قاصديه في مكتبه بالترحيب بهم ويتفانى في سبيل إنجاز موضوعاتهم. كان أبو يوسف الأخ والصديق والقدوة الحسنة لكل مواطنيه.

اختتم حياته العملية عندما رُشح كأول رئيسٍ لمجلس إدارة النادي الأدبي في منطقة الجوف عام 1422هـ، نال كثيرا من الجوائز والشهادات التقديرية وأثرى المكتبة الأدبية بإنتاجه من الشعر والتراث ونشر الثقافة من خلال دواوينه الشعرية ومؤلفاته المتعددة ومن أبرزها كتابه: (السرحان تاريخ وقبيلة) رزقه الله ثلة من الأبناء الطيبين والصالحين إن شاء الله يعملون في خدمة دينهم ووطنهم. وليس لنا ما نملكه إلا الدعاء له بالغفران وفسيح الجنان ولأخيه ولأنجاله الكرام نتقدم بجميل العزاء بفقيد الجوف الغالي.

وسوف تبقى ذكراه وذكرى قصائده عطرة ملء أسماعنا, وما أجمل أن نقف عند أبيات منها يشيد فيها بمآثر المؤسس لهذا الكيان الكبير طيب الله ثراه إذ يقول المرحوم الشاعر:

آلت إليك أمور الناس في زمن

كانت به الناس في عَوْزٍ وفي مِحن

فجُدتَ مما حبا ك الله من مدد

بالمكرمات لأهل البدو والمدن

فنعم ما قدَّمتْ يُمنا ك مِن كرم

ونعم ما أخمد السلطان من فتن

كانت شتاتاً وأوصالاً ممزقة

كل على نفسه في غير مؤتمن

فجئتَ بعثاً من المولى على قدر

تخلِّص الناس من ظلم ومن إِحَنِ

منا عليك سلام دائماً وابدآ

ندعو لك الله في سِرٍّ وفي علن

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد