Al Jazirah NewsPaper Monday  30/08/2010 G Issue 13850
الأثنين 20 رمضان 1431   العدد  13850
 
أبي.. إلى جنة الخلد يا أعز إنسان
ابنك: غازي القرشي

 

(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)، الحمد لله على قضاء الله وقدره.. قبل أيام معدودة رحلت عنا يا أبي من دار الفناء إلى دار القرار، شهر كامل منذ مرضك في المستشفى, ونحن نفتقدك لم نتعوّد غيابك عن المنزل ملابسك وعصاك وأحذيتك, ذكرى جميلة لك حتى غرفتك بكت على فراقك. كنت أتمنى أن أكون مكانك على فراش المرض لأحمل آلامك. كان أنينك سهاماً في القلب تضاعف أحزاننا، لن أنسى ما حييت نظراتك لي ولإخوتي وقد أعياك المرض وأنهك جسدك الطاهر, لن أنسى ما حييت دمعة ذرفتها عينك وأنت على فراش المرض وكأنك تقول وداعاً يا أحبتي.. مشاعرنا وكل إحساس ينبض كانت معك.. أتلمس بيدي جسدك الطاهر، كنت أبكي في داخلي بكاء الأطفال, وأنا أشاهد الأجهزة الطبية تساعدك على التنفس بعد أن أعياك المرض وغاب وعيك عن الدنيا عندها شرد ذهني لمناسبة عظيمة إسلامية على قلوبنا وهي شهر رمضان الكريم. بعد رحيلك يا حبيبي عن الدنيا ماذا عسانا نفعل كيف ستمر أيام وليالي هذا الشهر الكريم ومكانك على مائدة الإفطار خال يشهد الله أن دموعي تسبق إفطاري كيف نستقبل عيد الفطر, وكيف لنا أن ننسى احتفالك بهذه المناسبة وأنت تتقدمنا لصلاة العيد وملابسك الزاهية تزيِّن جسدك الطاهر ووالدتي - حفظها الله- تقدّم لك مبخرة العود حول ملابسك. أي عيد يحلو بعدك يا حبيبي لقد أحببت الحياة معك لطيب أبوتك الحانية وعطفك وتسامحك مع الجميع. لن أنسى في طفولتي حينما تعود من عملك في أعمال البناء بثيابك الرثة وأنت منهك القوى لتوفر لنا لقمة عيش هنيء، حق علينا يا أبي أن نظهر وفاءك وتأديتك لرسالتك في الحياة بأنها مثال للعطف والرحمة والتسامح، وحق علينا أيضاً أن نقول إننا افتقدناك وأفتقدك أصدقاؤك وقبلهم شريكة حياتك وأبناؤك افتقدك المصلون في جامع المهاجرين الكل يذكرك بخير ويدعو لك.

حبيبي ووالدي وأبي أنت كل شيء في حياتي لن تفلح كلماتي ولا آهاتي ولا دموعي فأنت تعيش في قلبي وذهني وثنايا صدري ولن أسلم عهدتي ووثائق أسراري لأنجو من حزني، بل سأعيشه عمراً, إن ما يخصني قد رحل وأدركه الموت ولا شيء ينسيني إلا موتي .

رحمك الله يا أبي رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته، ونسأل الله العظيم أن يلهمنا الصبر، (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).

خاتمة: بقدوم هذا الشهر المبارك شهر رمضان المبارك ليس لنا إلا أن ندعو الله لمن رحلوا عنّا بأن يكرم الله نزلهم ويجزيهم مثوبة وغفرانا.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد