Al Jazirah NewsPaper Wednesday  01/09/2010 G Issue 13852
الاربعاء 22 رمضان 1431   العدد  13852
 
مدائن
التجار وتعازي الوزير
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

 

الملفت أن رثاء وتعزية الدكتور غازي القصيبي -يرحمه الله- جاءت من الجهات الرسمية والشخصيات القيادية في الدولة ومن الكتّاب والمثقفين ومن الأكاديميين وعامة الناس من أحبوا غازي وزيراً وكاتباً وشاعراً فلم تأتيه التعازي والرثاء من التجار وقطاع المال والأعمال وبيوتات المال رغم أنه وزير للعمل وأيضاً وزير (للعمال).

عندما يتوفى (ابن) أو فقيد لأحد الوجهاء أو المسؤولين في أحد القطاعات الخدمية تنهال على الصحف الإعلانات والبكائيات المدفوعة والملونة والمخضبة بالحناء الأحمر والمداد الأسود ولا يكتفي بإعلان واحد في الصحيفة بل يعمم مدفوعاً على جميع الصحف.. ولكن في رحيل غازي غابت تلك الصفحات المسودة بالحزن والأسى وحل محلها تعزية الدولة رسمياً والكتّاب والمثقفين والأكاديميين وعامة المجتمع.

أما لماذا فلأن غازي القصيبي لم يجعل من قطاعه مطية للمنتفعين ولم يعط الموافقة مجاملة للوجهاء وأصحاب النفوذ والسطوة.. ولم يجعل من قطاع العمالة مجالاً مباحاً للوساطة والاعتبارات والمحسوبيات ووقف بقوة أمام من هدد في تفكيك مصانعه ونقلها إلى الخليج، وقال غازي حينها: (سأحتفل معك في ذلك اليوم أو سأكون في وداعك بالمطار).. وغياب إعلانات التعزية في الصحف في رحيل غازي القصيبي لا يلغي تلك الروح الاجتماعية التي يتصف بها مجتمعنا للتعبير عن الحزن والفراق أو الفرحة في الشفاء وتجاوز الأخطار وهذا تقليد اجتماعي إعلامي يرى المجتمع أنه أبلغ تعبير لترطيب نفس المفجوع أو من يمن الله عليه بالشفاء لكن الملفت هو أحجام رجال الأعمال عن التعزية الصحفية في رحيل غازي في حين أن المقالات والقصائد مازالت تصل الصحف وتتزاحم عندها.

وهنا على المسؤولين في قطاع وزارات الخدمات التنبه (للزفة) والحملات الإعلامية التي تصلهم في أي مناسبة في التعيين والترقيات وتحقيق النجاحات والإنجاز من أولئك النفعيين والمتسلقين على أكتاف الوزراء دون علمهم ومن النافذين من خلال مديري المكاتب أو من وكلاء ومديري عموم المشاريع المالية والإدارية الذين يحولون الموظفين في قطاعات الدولة إلى ممرات ومعابر للوصول إلى غاياتهم من المشاريع والتعاقدات والمنافسات.

غازي القصيبي الذي ولد وفي فمه ملعقة من الشرف الإداري والكرامة الوطنية كان بعض رجال الأعمال (الاختراقيين) غير مرحبين به لأن الكرامة الإدارية تزهو وفواحة في تعاملات غازي القصيبي والبعض منهم يريدها روح (خابئة) وذائبة ومسلوبة حتى يقيم مجده المالي وشهرته وصيته على حساب نزاهة وصدق وطننا.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد