Al Jazirah NewsPaper Friday  03/09/2010 G Issue 13854
الجمعة 24 رمضان 1431   العدد  13854
 
السدحان وقطرات من سحائب الذكرى

 

هذا الكتاب مختلف عن غيره.. كتبه الأستاذ عبدالرحمن السدحان واختار له اسم (قطرات من سحائب الذكرى) وهو سيرة ذاتية..

وقدم له الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- قائلاً: بين يدي القارئ سيرة ذاتية فريدة إلى أبعد الحدود وعادية إلى أقصى مدى، هي سيرة فريدة بملابساتها الغريبة التي أحاطت بطفل من أم عسيرية وأب نجدي عرف اليتم في حياة والديه وغامر في سنينه الأولى بركوب الهول في هجرة بعد هجرة ولم يسلم من الموت مرة بعد مرة إلا بما يشبه المعجزة وهي سيرة عادية فصاحبنا لم يدَّعِ أنه ترعرع في مجتمع يختلف عن مجتمعات البشر التي تعرفها، هذا المزيج العجيب من الفريد والعادي هو الذي يجعل من السيرة كل سيرة متاعاً ذهنياً لا تلقاه خارج السيرة.

وقد أشار الأستاذ عبدالرحمن السدحان إلى أن الكتاب يعرض قوافل متلاحقة من الذكريات بدءاً بفجر الطفولة مروراً بضحى الصبا ثم ظهيرة العمر.

وقال: لست أدري كيف أصف هذا الكتاب أو أصنفه! إن قلت انه سيرة ذاتية ففيه بعض من ذلك، لأنه يستعين في معظم فصوله بفن السرد المصاحب للسيرة الذاتية!

وإن قلت إنه رواية فإن فيه شيئاً من ذلك، غير أنها تتكئ على منظومة من الحقائق والشواهد والمواقف عرضت بسرد روائي لا خيال فيه. وقد تضمن الكتاب قصة لقاء والده مع المؤرخ العربي الكبير أمين الريحاني.. وقال: روى لي والدي مرة قصة لقائه مع المؤرخ العربي الكبير أمين الريحاني الذي كان يرقد مريضاً بالحمى في منزل السبيعي في شقراء، وقد جاء إلى هذه المدينة مرافقاً للملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، قال والدي: إن الريحاني استدعاه ذات يوم وهو لم يبل بعد من مرضه وعرض عليه أن يصطحبه معه إلى بيروت لاستكمال دراسته هناك حتى ما بعد الجامعة، وقد ذهل والدي لذلك العرض السخي، لكنه طلب مهلة ليشاور جدي عبدالله، وعندما أبلغه عرض الريحاني قال له الجد: (هل جننت يا محمد حتى ترافق هذا الرجل الغريب إلى بلد لا نعرفها وتدرس ما ليس له صلة بالعلم الشرعي).

وروى المؤلف حكايته مع بيع القماش وهو طفل صغير وقال: كان مشهد البشر من رجال ونساء يفدون إلى الدكان ليبتاعوا ما يرغبون متعة متفردة خاصة حين اسمع لغط بعضهم الذي يحسبونه همساً تعليقاً على البائع الصغير عمرا والقصير قامة الواقف أمامهم، وهو يحاول جاهدا تلبية ما يطلبون وكان التعامل مع الهنداسة لقياس القماش مشهدا يثير عجبهم وربما اعجابهم فيسألني بعضهم عن اسمي وعن عمري او عن دراستي وكنت أتلعثم في الرد خجلاً لكنهم في النهاية يحصلون على ما يريدون وكانت هناك متعة أخرى مصاحبة وهي التمتع بتناول الحلوى والحنبص بأي قدر أريد.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد