Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/09/2010 G Issue 13855
السبت 25 رمضان 1431   العدد  13855
 
يا ساتر.. يا ساهر
فهد بن هليل الحربي

 

كثيرون هم من أثنوا على نظام المرور الجديد (ساهر)، كثيرون هم من ثمنوا للإدارة العامة للمرور ومَن خلف هذا النظام دورهم الكبير، وإحساسهم بعظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم تجاه أبناء هذا البلد والمقيمين على أرضه، الذي استنزفت الحوادث المرورية منهم أعداداً كبيرة، عطفاً على الخسائر المالية الباهظة ... نعم.. أثنوا ومدحوا وشكروا لأنهم فهموا عن قرب.. بُعد الأفق الذي رآه مَن وضع هذا النظام ولكن تذمر من هذا النظام أكثر ممن أثنى عليه.. فلماذا؟

فلا تكاد تجد دائرة حوار إلاّ ويحلو الكلام فيها عن هذا النظام والانتقاد، وشطحات الكلمات (هذا.. أتعبنا ساهر .. وذاك يا ساتر من ساهر .. وغيرها من كلمات التذمُّر) .. فالسؤال هنا لماذا لا يستشعر كل من ينتقد هذا النظام أنه وضع حرصاً على سلامته وسلامة الآخرين وحفاظاً على ماله ومال الآخرين.. وليعي كل منتقد ونقده نابع من خوفه من الوقوع في فخ المخالفات المرورية أن هذه المخالفات والعقوبات والجزاءات هي حصيلة عدم الالتزام بقواعد المرور ونتيجة ارتكاب مخالفة نظامية مرورية.. وهذه مسؤولية قائد المركبة نفسه.

والأهم من ذلك أن هذه العقوبات والجزاءات من باب الحفاظ على ما هو أغلى وأثمن منها، وهي الأرواح، وهي عقوبة رادعة عن مخالفة ربما تكلف قتل نفس بريئة أو تخلّف عاهة مستديمة يلوم الإنسان نفسه بعدها ولات حين مندم عطفاً على الخسائر المادية الكبيرة في الممتلكات التي لا تساوي معها تلك المخالفات شيئاً.

فلنع ونضع الأمور في مواضعها الصحيحة، ونحرص على تطبيق الأنظمة المرورية بحذافيرها، لأنّ مخالفتها تعتبر مخالفة لولي الأمر في المقام الأول، وتعريض النفس والمال للمخاطر ثانياً.. وعندها لن يخيفنا ساهر بل سيصبح نظاماً مرغوباً فيه ويشكر القائمون عليه.

أدام الله السلامة للجميع.

القصيم – الفوارة


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد