Al Jazirah NewsPaper Monday  06/09/2010 G Issue 13857
الأثنين 27 رمضان 1431   العدد  13857
 
مستعجل
القرار الحكيم
عبد الرحمن السماري

 

تابعنا خلال الأيام الماضية ردود الفعل الكبيرة على القرار الملكي القاضي بضبط الفتوى وضبط مسألة الحسبة والخطب والقضاء على تلك الآراء الطائشة التي تطلق ما بين وقت وآخر.. سواء جاءت على شكل فتاوى.. سؤال وجواب.. أو جاءت على شكل آراء وطروحات.. ولكنها في مضامينها تحمل فتوى أو فتاوى في مسألة أو مسائل مختلفة..

الإشادة.. لم تكن في الداخل فقط.. بل أشاد بها العالم الإسلامي كله.. بل العالم كله.. ذلك لأن الجميع قد تضرر من إطلاق بعض الفتاوى التي مصدرها من ليس لهم نصيب من العلم.. أو بعض المندفعين لأغراض وأهداف معينة..

نحن في هذا البلد.. لدينا دائرة ضخمة اسمها (دار الإفتاء) تضم في داخلها هيئة كبار العلماء.. واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.. وتضم نخبة من كبار العلماء والمفتين الذين لم يقصروا في شيء.. ولم يدخروا وسعاً من أجل إيصال كلمة الحق.. ومن أجل إيضاح كل ما التبس على الناس من أمور الدنيا والدين..

دار الإفتاء.. لها عشرات الخطوط الهاتفية.. ولها موقع على النت وبوسع أي شخص أن يسأل ويتواصل معها.. ولم تقصر في واجبها أو رسالتها أو دورها.. ومع هذا كله.. سيتم دعمها وفق الأمر الملكي بمفتين آخرين.. سيتم الرفع عنهم من خلال سماحة مفتي عام المملكة.. إلى مقام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-.. لمنحهم الترخيص اللازم للإفتاء.. ومعالجة أمور وقضايا الناس وفق رؤية شرعية صحيحة.. فالغش في كل شيء خطير..

الغش في الدواء يترك أثراً قاتلاً.. وهكذا الغش في المأكل والمشرب ينجم عنه سموم قاتلة.. والغش حتى في قطع غيار السيارات يسبب حوادث مميتة فما بالك بالغش في أخطر شيء وهو التجرؤ على الدين.. وغش الناس في أعز ما يملكون.. وهو دينهم؟

فهذا الغش.. جرأة على الله.. وجرأة على الدين.. وتضليل للناس وإفساد لدينهم..

ولهذا كله.. كان القرار حازماً وحاسماً وواضحاً.. ووضع الأمور في نصابها الصحيح..

العالم الإسلامي كله.. تباشر بهذه الخطوة المباركة.. وقد قرأنا أيضاً.. آراء عدد من الفقهاء في عالمنا الإسلامي.. وآراء عدد من الهيئات الشرعية والفقهية.

هؤلاء كلهم.. رحبوا بهذه الخطوة المباركة.. ورحبوا بهذا القرار الصائب.. وأكدوا أنه حل مشكلة عانت منها الأمة الإسلامية لعقود طويلة..

بعض الفتاوى.. كانت وراء الإرهاب والقتل والموت.. وبعضها كان وراء إشاعة الفوضى في الكثير من البلدان.. ووراء اقتتال المسلمين بينهم.. ووراء حالة الشحناء والبغضاء التي وقعت في بعض بلدان الإسلام.

إذاً.. كان لابد من هذا القرار الحكيم.. ولابد من أن تسند الأمور لأهلها.. وتكون في نصابها الصحيح..

لابد من حماية الدين من هؤلاء العابثين.. ولابد من حماية المسلمين من هذه الفتاوى الطائشة.. التي أسهمت في صنع ضلالات وجهالات وأدخلت الأمة في أنفاق مظلمة..

ومع صدور هذا القرار الحكيم.. توقفت مثل هذه الفتاوى الطائرة.. والآراء الشاطحة.. قبل أن يدخل القرار حيز التنفيذ.. وقبل أن يتم اتخاذ التدابير اللازمة والآليات المطلوبة لتنفيذه..

ولاشك.. أن هذه الخطوة الموفقة.. هي أيضاً.. لصيانة المجتمعات والمحافظة عليها من أي ضرر قد يلحق بها.. وهل هناك أخطر من الغش في الدين؟

حفظ الله قائد المسيرة.. وأمد في عمره في طاعة الله.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد