Al Jazirah NewsPaper Monday  06/09/2010 G Issue 13857
الأثنين 27 رمضان 1431   العدد  13857
 
المعينا للحربش: نحن الذين أحضرنا العمالة لإعراض أبنائنا عن الحرف

 

سعادة الدكتور جاسر عبدالله الحربش الموقر

جريدة الجزيرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اطلعت على مقال سعادتكم في الصحفة الأخيرة من جريدة الجزيرة بعددها رقم 13852 وتاريخ 1-9-2010 بعنوان (لا مجال للمنافسة).

إنني أتفق مع سعادتكم حول ضرورة إفساح القطاعات التجارية المجال أمام الشباب السعودي للعمل في أجواء عمل صحية وعادلة.. إلا أنني -وبكل وضوح- نريد أن نتصارح مع أنفسنا قليلاً ، وأن نكون أكثر واقعية حول وظائف البقالات، بالإضافة إلى العديد من الوظائف المشابهة الاخرى كوظائف المهن المساندة الاخرى مثل السباكة والكهرباء والنجارة والدهان والميكانيكا والسمكرة والحلاقة وحتى النظافة.. إلخ، والتي تمتلئ عن بكرة أبيها بالموظفين غير السعوديين.

إن الإقبال على مثل هذه المهن من قبل السعوديين في حقيقة الأمر لا يلقى رواجاً لدى أبنائنا.. ولا أريد أن أقول إنها غير مرغوبة بتاتاً إلا لأعداد محدودة جداً.. ولأسباب اجتماعية واقتصادية معروفة.. وأريد أن أتساءل هنا: من أحضر تلك العمالة إلى المملكة؟!

ألم يحضرها مواطنون سعوديون وبشكل رسمي!! وقاموا بتشغيل العمالة بأجر شهري زهيد.. إلا أن المؤكد ومن خلال سؤال العديد من العمالة فإن المواطنين هم أنفسهم الذين قاموا بفتح تلك البقالات مقابل دخل شهري ثابت ومضمون!! مع العلم أن العديد من المواطنين لهم أبناء يبحثون عن وظيفة او فرصة عمل؟! وببساطة، بإمكانهم عدم الاستقدام من الخارج وتشغيل أبنائهم أولاً في منشآتهم أو حتى البقالات.. فلو حصرنا أعداد البقالات والمهن الأخرى فإنها تصل إلى عشرات الآلاف وأصحابها مواطنون سعوديون بالتأكيد.. مقترحاً في الوقت نفسه ألا يتم منح هؤلاء تأشيرات حتى يتم تشغيل أبنائهم فيها أولاً واعتبار ابنائهم الباحثين عن فرصة عمل هم موظفون فيها دون أن يتم اعتبارهم في خانة العاطلين عن العمل.

إن راتب البنغالي في حدود 800 ريال شهرياً ولساعات عمل قد تطول لاكثر من 12 ساعة متواصلة.. ولن يتمكن أبناؤنا من العمل في مثل هذه الظروف.. وبإمكاننا الاستماع الى شهادات رجال الأعمال أو حتى المواطنين السعوديين المستثمرين في مثل هذه الأنشطة التجارية البسيطة التي سبق ذكرها كوظائف المهن المساندة لتجد أن المستثمر يفضل تشغيل البنغالي مقابل مبلغ شهري مقطوع على أن يقوم بتشغيل ابنه في نفس المنشأة؛ لأنه يتمكن من الحصول على راتبه وهو جالس في منزله.. كما بالامكان الانتقال إلى مكاتب العمل لمشاهدة اختيارات المواطن السعودي للوظائف التي يرغب العمل فيها، والتي تجدها في أغلب الاحوال وظائف إدارية.

نتطلع سوياً الى استراتجية شاملة يشترك فيها جميع الاطراف دون استثناء وتستند الى الحقائق والوقائع والارقام والاحصائيات العلمية المدروسة حتى نتمكن من وضع التوصيات والحلول.

آمل من سعادتكم التفضل بموافاتي برقم الجوال والبريد الالكتروني حتى أتمكن من التواصل معكم، مقدراً لكم.

وتقبلوا وافر تحياتي وتقديري..

خالد المعينا
رئيس التحرير جريدة عرب نيوز


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد