Al Jazirah NewsPaper Monday  06/09/2010 G Issue 13857
الأثنين 27 رمضان 1431   العدد  13857
 
(البدائع والرس).. تعطشان والماء إليهما محمول..!!

 

قرأت ما كتبه الأستاذ صالح بن عثمان أبا الخيل في العدد (13812) بعنوان (وهل يروي البحر عطش البدائع).. الذي تحدث فيه عن السحب الهائل لمياه البدائع الجوفية لسقيا الرس والبدائع، وعن أن بعض الآبار جفت وغارت.. بل إن بعض المناطق زادت ملوحتها في آبار البدائع.. وأصبح ماؤها كماء البحر.. ولا شك أن السقيا بمياه البحر هو الخيار الأفضل وهي الخيار الإستراتيجي لجميع مناطق المملكة؛ وذلك بسبب أننا دولة صحراوية قليلة موارد المياه الجوفية فيه (حول المدن). وبما أن خيار التحلية هو الخيار الأقل تكلفة بالنسبة للمملكة التي هي أول مصدِّر للنفط في العالم وكانت تحلية المياه هي الخيار الأقل تكلفةً بسبب التكلفة الكبيرة لتشغيل وصيانة آبار صحراوية كثيرة، حيث يتم حالياً حفر 27 بئراً إضافية فلا شك أن هذا العدد سوف يتضاعف إلى مئات الآبار مما يجعل التكلفة باهظة من ناحيتين هما تكلفة مشاريع التوسع والتشغيل والصيانة إضافة إلى نضوب المياه (حول المدينة).. ولكن البدائع والرس ينطبق عليهما قول الشاعر:

كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول

وبالفعل فقد حمل الماء إلى (وسط القصيم) من البحر (الخليج العربي) ومنطقة القصيم التي تقع في قلب المملكة تقريباً حظيت بمشروع ولا ككل المشاريع.. وجهد ولا ككل الجهود.. وإنجاز ولا ككل الإنجازات.. إنه إنجاز ضخم بمقياس الزمان والمكان.. إنجاز ضخم بمقياس الإمكانات.. فالقصيم تعيش في زمان قلّت فيه الإمكانيات وفي مكان قصي وسط صحاري الجزيرة العربية اللاَّهبة وتبعد عن سواحل الخليج العربي والبحر الأحمر مئات الكيلومترات ومع ذلك حدثت المعجزة وتحقّق الحلم وحدث حدث استثنائي في هذه المنطقة بدعم من سمو أميرها وتحقق المشروع الحلم لوزارة المياه والكهرباء وها قد وصلت أنابيب المياه إلى وسط المنطقة وبنيت خزانات المياه والمنطقة تترقب اللحظة التي تنطلق فيها مياه البحر فتشرب ماءً عذباً زلالاً.. وهي قريبة جداً، حيث تمَّ إيصال خط المياه من محطة التوزيع وسط القصيم إلى مدينة بريدة وهو حدث بهيج في تاريخ المنطقة ويوم تاريخي.. وجهد إيصال المياه إلى منطقة القصيم وبناء الخزانات ومحطات الدفع ومحطات التحلية جهد جبار لخط مياه يقرب من 1000كم ووصوله إلى منطقة القصيم يعتبر الخطوة 999 من مسيرة الألف خطوة.. ولم يتبق منه إلا الشيء القليل وهو توزيعه على بقية مدن المنطقة الكبرى كعنيزة والرس والبكيرية والمذنب والبدائع والخبراء ورياض الخبراء والشيحية والهلالية وعيون الجواء والدليمية والنبهانية.. ولا شك أن لدى وزارة المياه والكهرباء خططها لإيصال المياه لهذه المدن؛ فهناك مدن في القصيم تقع على الدرع العربي أو على حافته كالرس والبدائع، حيث إن هذه المدن أو المحافظات تقع غرب القصيم والرس خصوصاً تقع على الدرع العربي ويجلب لها المياه من مسافة بعيدة إلى الشرق منها. وفي رأيي أن الوزارة يجب أن تعطي أولوية لإيصال مياه البحر المحلاَّة إلى محطة «مياه الرس - البدائع».. وذلك للأسباب الآتية:

1- وقوع الرس على الدرع العربي يجعلها شحيحة في المياه إلا من مياه الأمطار، ولا شك أن مدينة تقع على صخر ولا يوجد بها مصدر للمياه أولى من مدينة توجد بها المياه غزيرة في إيصال مياه البحر إليها.

2- تعاني محافظتا الرس والبدائع مع كل صيف لاهب من شح المياه التي يتم تقاسمها بين هاتين المحافظتين من محطة تنقية مياه ( الرس - البدائع)، حيث تعطش هاتان المدينتان وتظمآن مع كل صيف، حيث زيادة استهلاك المياه وشح المياه المنقَّاة من هذه المحطة وزيادة الطلب والاستهلاك من هاتين المدينتين اللتين تنموان نمواً سريعاً.

3- محطة (مياه الرس - البدائع) قريبة نسبياً من محطة توزيع المياه (خزانات مياه التحلية) الواقعة إلى الجنوب من مدينة بريدة.. فخط المياه قطع حوالي 1000كم من الخليج العربي وبقي على مرمى حجر من هذه المحطة مسافة تقرب من 50كم، وربما أقل من ذلك إذا كان الخط مستقيماً، لا شك أنها مسافة لا تُقاس بمعيار إذا قورنت بالمسافة التي قطعها هذا الخط من الخليج العربي.. ولن تعجز وزارة المياه والكهرباء عن إكمال هذا الخط؛ فهو مسافة قصيرة إلى هذه المحطة وإضافة إنجاز باهر لهذه الوزارة.

4- لو قورنت تكاليف تشغيل وصيانة محطة مياه (الرس - البدائع) سنوياً لقاربت تكلفة مد هذا الخط لسنة واحدة أو ثلاث سنوات على أكثر تقدير.

إن هذه المحطة يغذيها عشرات الآبار التي تستنزف المياه الجوفية والتي تحتاج إلى وقود وكهرباء وتشغيل وصيانة وعمالة ومعدات.. كان بالإمكان الاستغناء عنها وضخ كل هذه التكاليف في مد خط يختصر كل هذا الجهد.

5- لقد أصبحت أسنان أهالي الرس والبدائع صفراً من استهلاك هذه المياه المليئة بالكبريتات.. وبالإمكان تجاوز هذا بجعلهم يشربون ماءً زلالاً من مياه البحر المحلاَّة.

6- يوجد خط يمتد من محطة مياه (الرس - البدائع) إلى الرس بطول يقرب من 30 كم وبالإمكان استخدامه في ضخ مياه البحر من المحطة فليس هناك تكاليف لإيصال خط مياه البحر إلى الرس فهو موجود. إن إيصال مياه البحر إلى هاتين المحافظتين حلم لأهاليهما نتمنى أن يتحقق على يد معالي وزير المياه والكهرباء ليكتمل الإنجاز الضخم في القصيم.

عبدالعزيز بن محمد السحيباني


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد