من ضمن المشاهد التي أعجبت بها عند متابعتي للمحطات التلفازية الفضائية هي كثرة بث الإعلانات التي تحث على تقديم العون للجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تساعد المرضى.
محطاتنا الفضائية تقدم إعلاناً واحداً عن ضرورة تقديم المساعدة لجمعية فهد بن سلمان لرعاية مرضى الفشل الكلوي (كلانا)، وهو إعلان مطلوب وضروري، وأتمنى أن يكون مشاركةً مع المحطات الفضائية، وليس إعلاناً مدفوع الثمن.
أما المحطات الفضائية المصرية فتقدم عدداً من الإعلانات الخيرية التي تحث على التبرع للمؤسسات والمستشفيات والجمعيات الخيرية، حيث استرعى انتباهي نجاح أهل الخير في مصر في إكمال إنشاء مستشفيات تقدم خدمات طبية متخصصة ومتقدمة بمستوى متقارب مع ما تقدمه مستشفيات أوروبية وأمريكية، والرائع أن هذه المستشفيات أقيمت وأنشئت بجهود أهل الخير من أبناء مصر ومحبي مصر، فاكتمل بناء مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، وهذا المستشفى الذي اكتمل بناؤه وبدأ العمل فيه لعلاج الكثير من أطفال مصر الذين منّ الله عليهم بالشفاء، تم بتبرعات المواطنين عبر إرسال التبرعات برسالة إلى الرقم 57357.
مؤسسة صحية كبرى أخرى أقيمت بتبرعات المصريين لعلاج أمراض القلب للأطفال في أسوان تحمل اسم مستشفى مجدي يعقوب لعلاج القلب، وهذا المستشفى أقيم وأنشئ بأموال أهل الخير من المصريين وغيرهم، وهناك مستشفى آخر لأمراض العيون والرمد، وجميع هذه المستشفيات التي تنشر إعلاناتها المحطات الفضائية المصرية تُظهر أن تكافل أهل الخير في مجتمع ما يحقق الكثير ويعالج الكثير من العجز في تقديم الخدمات الطبية وهو ما نعاني منه هنا في المملكة، إذ أصبحت عبارة (لا يوجد سرير) وتباعد مواعيد استقبال المرضى، وضعف استيعاب المستشفيات من الصور المؤلمة المعاشة في بلادنا على الرغم من أن المملكة تزخر بأهل الخير وأصحاب الأموال الذين يستطيعون بما يقدمونه من صدقات من بناء عشرات المستشفيات المتخصصة ونشرها في جميع مناطق المملكة.
ونتساءل هنا، لماذا لا يقوم أهل الخير من الأثرياء الذين تتعدى ثرواتهم المليارات بإنشاء المستشفيات المتخصصة الخيرية؟ فكم سيكون طيباً ومفرحاً أن يُنشأ مستشفى لعلاج سرطان الأطفال يحمل اسم (شركة بكر بن لادن)، وكم يكون جميلاً أن تقام مستشفى لأمراض القلب تحت مظلة (سعودي أوجيه)، ويكرم من خلاله اسم (رفيق الحريري)، وكم هو رائع أن يقيم (آل جميح) مستشفى لعلاج العيون والرمد، وأن ينشئ (الراجحي) مستشفى متكاملاً لعلاج الكبد. وكم سيضيف لحسناته (محمد عبداللطيف جميل) إذا أقام مستشفى لعلاج أمراض الكلى.
الدكتور ناصر الرشيد سبق كل هؤلاء وتوسع في إنشاء والمساعدة في إقامة المراكز الطبية لعلاج السرطان والأورام وجراحة القلب.. وإذا ما انضم من ذكرت ومعهم جماعة أخرى من أهل الخير، لأمكن نثر شبكة من المستشفيات المتخصصة تمتص قوائم الانتظار وتسهم في تحسين الحالة الصحية لأبناء المملكة الذين يعاني منهم الكثيرون رغم التقدم الطبي والمستوى المادي الذي يتحدثون عنه ولا نرى له تأثيراً بدليل ما يواجه المرضى السعوديين من استقبال بعباراة (لا يوجد سرير).
jaser@al-jazirah.com.sa