Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/09/2010 G Issue 13859
الاربعاء 29 رمضان 1431   العدد  13859
 
إلى الأمام يا لجان
فهد بن عبدالعزيز التويجري

 

يكرّر بعض الزملاء الكتَّاب الرياضيين وحال كل سقطة جديدة تتحفنا بها إحدى لجان كرة القدم التساؤل عن التغيير الجذري للجان اتحاد الكرة السعودي والذي كان من المفترض وحسب ما أعلن أن يتم بداية هذا الموسم. ولكنه لم يحدث.. ولا أظنه يحدث!! وإصرار الجميع على سرعة إنجاز هذا التغيير نابع من الشعور بعدم الرضا، بل السخط الكامل على عمل معظم اللجان وكذلك الأمانة وأمينها، فالأخطاء ما زالت تتكرّر وبشكل يدعو للسخرية والتندر، والثغرات أكثر من أن تحصيها أقلام النقاد, والقصور بدا واضحاً وجلياً، بل أسهل من أن يوصف!! تلك المناشدات المتكررة للتغيير هي مطالبات واقعية ومنطقية فرضتها سلسلة أعمال عشوائية لا تستند إلى عقل ولا منطق ولا أنظمة ولا لوائح، فمعظم اللجان ما زالت تجتر أخطاءها ولا تملك من الفكر التطويري ما يساعدها حتى على تطوير نفسها ناهيك عن تطوير منافساتنا الكروية.. أنا شخصياً لست متحمساً لهذا التغيير، لا لكفاءة الموجود بالطبع وإنما لإيماني الكامل ومن خلال متابعة دقيقة للنهج الذي يسير عليه الاتحاد السعودي لكرة القدم أن التغيير لن يضيف شيئاً للكرة السعودية، والتجارب السابقة خير برهان على ما أقول، فالتغيير وكما تعوّدنا ليس بأكثر من إبرة تخدير تخفّف قليلاً من آلام من أعيتهم سقطات وكوارث اللجان!! ذلك التغيير أو التبديل أو التدوير (لا فرق) للجان اتحاد الكرة!! لذلك لم ولن نرى ما يعزّز التفاؤل برؤية تغيير حقيقي ينقلنا من مرحلة العمل العشوائي المعتمد على الاجتهاد والتجربة والخطأ إلى مرحلة العمل الاحترافي المرتكز على أسس وثوابت علمية ومهنية.

هكذا علمتنا التجارب وهكذا يحكي واقع الكرة السعودية اليوم.. ولن آتي بالجديد عندما أقول إن الفوضى العارمة التي افتتحنا بها موسمنا الرياضي الحالي ما هي إلا أحد مخرجات تلك اللجان الموقرة. قد يقول البعض إنني أبالغ في تحجيم قدرات وكفاءة مسؤولي اللجان ولكن ها هي تلك اللجان تأبى إلا أن تكشف واقعها الأليم وأمام الملأ، بل ببروده تحسد عليها، فإذا استثنينا لجنة الحكام كون الميت لا تجوز عليه إلا الرحمة!! ها هي لجنة الانضباط توقف لاعباً قبل انطلاق مباراة فريقه بساعات قلائل!! بل والأدهى والأمر من ذلك أن تهمل كل ما لديها من لوائح وأنظمه لتلجأ للتصويت في عملية اتخاذ قراراتها!! وكأنها بذلك تقول لسنا بأقل دهاءً من اللجنة الفنية!! أما الكوميديا الحقيقية في عمل لجنة الانضباط فهو ذلك البيان (شديد اللهجة) الذي أصدرته اللجنه تحذيراً للجميع من الإساءه للحكام.. ولعل أطرف ما جاء في البيان هو عندما ذكرت اللجنة أن لديها (لوائح وأنظمة) ستطبقها على الجميع.. ولا أدري حقيقة هل لوائح اللجنة وأنظمتها هي للتطبيق أم للتهديد والوعيد؟ حقيقة لا أدري.. ولكن أكثر ما أخشاه أن يكون اللجوء للوائح يتم بالتصويت أيضاً!!

ختاماً أترك القارئ العزيز يتأمل القرار الذي قام بتعميمه الأمين العام لاتحاد الكرة على الأندية والمتضمن تقليص عدد مرات الاستعانة بالحكم الأجنبي.. وهذا بالطبع هو ردة فعل سريعة لكوارث التحكيم المحلي في بداية أولى مسابقاتنا!! من أشار بالقرار؟ ومن درسه؟ ومن أقرّه؟ حقيقة لا أدري ولكنه قرار والسلام.. هذا وللجميع كامل الحريه بالتعليق.. وإصدار الحكم!! وإلى الأمام يا لجان..



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد