Al Jazirah NewsPaper Monday  13/09/2010 G Issue 13864
الأثنين 04 شوال 1431   العدد  13864
 
شهرا عيدٍ لا ينقصان
د. خالد بن عبد الله السبيت

 

رأيتُ بعضَ الأفاضل قد سعد جداً لسماعه خبر تمام شهر رمضان ثلاثين يوماً وتأكيداً لشعوره هذا نقل عن بعض الأعيان قصصاً مشابهة في المعنى؛ ففلان حزن وبكى عندما أخبروه بالعيد عندما قدم باكراً ليلة الثلاثين، وعلان فرح لإبلاغه باكتمال شهر رمضان، معللاً هذا الفرح لاكتمال الشهر واغتباطه بالطاعة، ولعمري إنه شعور جميل أشكرهم عليه، بل وأدعو الله لي ولهم الرضا والقبول.

ولكنني مع ذلك لا أقرّهم على هذا وأرى أنهم جانبوا الصواب، وأنَّ عليهم إظهار الفرح والسرور في كل الأحوال، وإلا : فلِمَ سُمِيَ اليوم التالي لشهر رمضان عيداً ؟؟؟.

ومما يدل لمشروعية الفرح والسرور ما جاء في حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم - أنه قال (شهران لا ينقصان، شهرا عيد، رمضان وذو الحجة) وقد بيَّن أهلُ العلم أن معنى كونهما لا ينقصان أي لا يتأثر فضلهما والأحكام المتعلقة بهما أو الأجر الوارد فيهما على تمام الشهر أو نقصانه، بل هما شهران لا ينقصان كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم.كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله (للصائم فرحتان يفرحمها، إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) والفرح المقصود عند الفطر : هو أحد معنيين أحدهما الفرح الطبيعي بذهاب الجوع والعطش، والمعنى الآخر فرحٌ شرعي بحصول تمام الأجر لاكتمال العبادة، ولذلك؛ فالصائم يفرح هذا الفرح مرة أخرى يوم القيامة عند لقائه ربه إذا رأى الأجر العظيم المترتب على صومه وعبادته.. والحديث بإطلاق لفظ الفرح يشمل المعنيين.

وما يهمنا هنا هو الفرح الأول: الفرح الذي يعقب فطره، فطره كل يوم، وفطره خاتمة الشهر، فإن الإنسان يفرح لحصول الأمرين: الفرح الطبيعي والفرح الشرعي. وعليه فلا مكان للحزن مهما بدا المُبرِّرُ ومهما أُلبِسَ من لباس.

ولذلك، فأنا أحمدُ الله إلى الأمة الإسلامية أن بلغها هذا العيد السعيد، ففرحوا به اقتداءً بنبي الهدى عليه الصلاة والسلام. سائلاً المولى عز وجل أن يتم عليها هذه الفرحة بالفرحة الأخرى يوم يلقونه إنه سميعٌ مجيب.

أستاذ الدراسات الإسلامية المشارك


khalsubait@gmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد