Al Jazirah NewsPaper Monday  13/09/2010 G Issue 13864
الأثنين 04 شوال 1431   العدد  13864
 
فلنفرح بالعيد
خالد عبدالعزيز الحمادا

 

«الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله والله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد»

هذه أفضل عبارة وأعظم كلام ينبغي أن نستفتح به مقالنا ونبدأ به حديثنا عن هذا اليوم الفضيل، ولذلك قال ربنا في آخر آية (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن... ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون). فمن مغرب ليلة العيد حتى صلاة العيد ونحن نكبّر ونلهج بالتكبير... لماذا ؟

لأن ربنا هدانا وتفضل علينا وأنعم علينا بنعم كبيرة لا تعد ولا تحصى.. نكبِّر لأن ربنا أنعم علينا برمضان شهر فضيل عظيم.. نكبّر لأن ربنا سنَّ لنا سنناً وعلمنا تشريعات.. نكبّر لأن ربنا وقت لنا مناسبات وأعطانا موعداً لاحتفالات كبيرة مثل هذا اليوم.. يوم العيد هذا موسم احتفالي كبير لا بد أن نفرح فيه وأن نظهر البسمة والفرحة فيه، وأن نلهج بالشكر والثناء الكثير لهذا الرب المنعم الجواد الكريم.. هذا اليوم لم نوقت له من عند أنفسنا، بل ولو أردنا لما استطعنا ولو استطعنا لأصبح عيداً ميتاً وناشفاً لا تتهيأ له النفوس مثل ما تتهيأ لأعيادنا الشرعية، ولذلك جاء هذا العيد في نهاية شهر فضيل عظيم هو شهر رمضان.

في رمضان تغتسل القلوب وتتطهر وتقترب إلى ربها تصفو نيتها وتخلص بالصيام.. هذا الجو الإيماني والروحاني ونحن فيه مقبلون على ربنا وخالقنا نتدبر آياته ونتلو قرآنه والمساجد عامرة في صلاة وعبادة وتراويح وتهجد كل هذه العبادات ترقق القلوب وتليِّن الجلود وتصفِّي النفوس وتجبر النفس على أن تعود إلى خيريتها وحبِّها للخير وتطرد عنها الغل والحسد والشحناء، وعندما يأتي يوم العيد نكبر شكراً لله على نعمة الصيام، وكذلك نكبر تفاؤلاً بقبول صيامنا، فربنا كريم أكرمنا بهذا الشهر، يسّر فيه كل طرق الخير «فتح أبواب الجنان وأغلق أبواب النيران وصفَّد الشياطين» وهذا معناه أن شهر رمضان هو شهر الجنة، فكل طرق الجنة ميسَّرة.. فكأن يوم العيد هو يوم المكافأة للصائمين، هو يوم الجائزة، ولذلك حثّ الإسلام على حضور صلاة العيد وأمر الجميع بالخروج لهذا الاحتفال العظيم الكبير الصغير حتى المرأة الحائض لا تعذر، تخرج وتعتزل المصلى، كذلك التي لا تجد جلبابا «فلتعطها أختها من جلبابها».

الله أكبر ديننا عظيم وتشريعنا كبير.. الله أكبر نحن في يوم عظيم يوم عيد.. يوم فرح.. يوم سعادة.. لا بد أن نظهر الفرح وأن تكسو البشاشة وجوهنا، وأن ينبع الفرح من نفوسنا.. فلنشكر ربنا ولنكبره على إكرامنا بشهر رمضان وعلى إعطائنا لهذا اليوم يوم العيد.. فأهلاً بك يا عيد وسأفرح بك وسألبس الجديد وسأستقبلك بالزهور وسأوزع عطري وأنشر بخوري في دروبك فأنت جئت لتحفزنا على الفرحة وتحثنا على البسمة، ولن أطرح عليك أسئلتي التي تعكر صفو فرحتك مثلما طرحها عليك شاعرنا الكبير «عيد بأية حال عدت يا عيد»؟ فأنت لا تملك الفرحة والسعادة لتدخلها إلى قلوبنا وإنما أنت تساعدنا وتحثنا بأن نفرح وأن نسعد، فأنت حددت لنا اليوم ووقت لنا الزمن ونحن علينا أن نغير من أنفسنا وأن نبدل من حالتنا وأن نحفزها على ترك الحزن والهم والغم ومغادرته إلى حالة من السعادة والفرح.. فاليوم.. عيد أي يوم بشاشة وسعادة.. لا وقت للتفكير بالمآسي والأحزان، فهو فرصة وزمنه بسيط فعلينا أن نستغل هذا اليوم وأن نستثمر هذه الفرصة، وأن نذوق طعم السعادة والفرح الحقيقي، وكلنا نستطيع إن أردنا ذلك.. فقط علينا أن نعيش الحالة، وأن نستحضر اللحظة، وأن نستعد وأن نتهيأ للعيد بالاغتسال ولبس أجمل الثياب وأجدها وحضور صلاة العيد وبعد الصلاة نخرج من المصلى بثياب جديدة وقلوب جديدة وأنفس طيبة بشوشة نقبل على أهلنا وأقاربنا ومعارفنا بكل حب وود وصفاء.. أسأل الله أن يجعلنا كذلك وأن يديم مسراتنا وأفراحنا وأن يتقبل صيامنا.

سطور أخيرة:

العيد يوم احتفال وموعد فرح مشروع كبير للبشاشة والبسمة لكن فرحته وبسمته لا تكتمل إلا من عند أنفسنا، من عندنا نحن، لا بد أن نتفاعل معه، وأن نتحفز وأن نفرح وأن نجعل منه فرصة للتغيير إلى البشاشة والسعادة وأن يصبح لأنفسنا عادة.



Alhamada1427@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد