Al Jazirah NewsPaper Monday  13/09/2010 G Issue 13864
الأثنين 04 شوال 1431   العدد  13864
 
التصحر العاطفي

 

أنا شابة حديثة عهد بالزواج، لدي مشكلة تؤرقني وجعلتني أعاني عزلة اجتماعية رهيبة مردها أني سليطة اللسان، ولا أتردد في إلقاء الكلمات الجارحة، وغالباً ما أنهي نقاشي مع الآخرين بشجار، والكل يتحدث عني بأني أفتقد للباقة الاجتماعية: فما الحل؟..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

حياك الله أختي وأبشرك أن شفافيتك ووضوحك وإدراكك حقيقة تصرفاتك قد قطعت معها نصف طريق الحل، كم هو جميل أن نذكر بخير وأن يتحدث عنا الآخرون بخير وثناء. أولى خطوات الحل هو أن تستشعري عظم قدر حسن الخلق والأجر العظيم الذي يناله حسن الأخلاق، وقد جاء في السيرة جملة من الأحاديث توضح وبجلاء عظم أجر حسن الخلق ومنها.. قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً) كما أن حسن الخلق يبلغ معها درجة الصائم القائم، وفي المقابل فسوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل.

أختي الكريمة: الخطوة الأهم أن تتشربي تلك المعاني والمفاهيم الراقية وتعلمي علم اليقين أن فيها الذكر الحسن في الدنيا والأجر العظيم في الآخرة.. ما أجمل الحياة وما أروع العيش عندما ندير ذواتنا إدارة جيدة ومن أهم مفرداتها الكلمة الطيبة، فعليك بتعويد نفسك وإلزامها تدريجياً بانتقاء جميل الكلام ولابد أختي الكريمة أن تجعلي بين المؤثر والاستجابة مسافة مناسبة لتتمكني معها من اختيار ما يناسب من الحديث، وعليك بمجالسة صحبة كريمة تستفيدي من طرائقهم في التعامل وحسن الحديث وعليك بقراءة الكتب التي تعينك على كسب الآخرين، وأذكر منها كتاب (كيف تكسب الأصدقاء لديل كار نجي)، وكتاب (الأدب الصغير والأدب الكبير لابن المقفع)، وقبل هذا عليك بالدعاء بأن يهديك الله بأحسن الأخلاق فلا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يجنبك سيئها, أسأله تعالت قدرته أن يعينك ويسددك.

شعاع:

الجهد الذي يبذل في كسب الآخرين أقل بكثير من ذلك الجهد الذي يبذل لاستعدائهم!!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد