Al Jazirah NewsPaper Monday  13/09/2010 G Issue 13864
الأثنين 04 شوال 1431   العدد  13864
 
علاقة على صفيح ساخن

 



أنا فتاه عمري 20 سنة طالبة جامعية... أنا آخر العنقود ولدي 6 إخوة وأخت واحدة فقط...أختي تكبرني ب4 سنوات وهي أقرب إنسانة لي في حياتي....وكل إخواني متزوجون إلا الأخ الأصغر أعزب. وزوجات إخواني محترمات. ...إلا 2 من زوجات إخواني فهم بنات خالتي وأخوات بنفس الوقت....

مشكلتي يا د.خالد أنهم أصحاب عقول صغيرة لايفكرون إلا بالمظاهر فقط...لا يهتمون بالجوهر أبدا. ..تعبت معهم بجد.. حاولت بجميع الوسائل أن أفهم تصرفاتهم معي من ناحيتي فلم أستطع أبدا...يحسدونني على كل صغيرة وكبيرة وأسكت.... يرمون علي بالكلمات الجارحة واسكت.. ويتهمونني بالغرور والتكبر لأنني جميلة وأسكت.. ويشيعون بين أقاربي أنني متسلطة وقوية وأنانية، وكل هذا بسبب تافه لأنني أجمل منهن...

يا د. خالد أنا لا أسكت ضعفا مني... لا والله. ...بل حتى لا أنزل مستواي العقلاني لمستواهم وحتى لا يحصل بيننا قطيعه لا سمح الله. ولا أريد أن احرم نفسي من الجنة بسببهم. فهم ينتظرون مني غلطة وزلة حتى يمسكوها علي مدى الحياة...ولكنني ولله الحمد الذي عطاني العقل والتفكير والصبر والحلم فأنا طيبة وصبورة وحليمة عليهم.

يا د.خالد...كيف أتصرف مع هؤلاء الصنف من الناس؟

ولك سائلتي الفاضلة الرد:

أوصيك أيتها الفاضلة أن تطبقي قاعدة (الحوار الداخلي) وهي قاعدة جميلة ستعيدين معها صياغة الأحداث بأسلوب أكثر واقعية وتطبيق تلك القاعدة يتمثل في الإجابة على أربعة أسئلة هي:

السؤال الأول: هل هناك دليل واضح وإثبات جلي على أن زوجات إخوانك يغرن منك وأنهن فعلا تحدثن عنك؟

أخشى أن يكون أمر الغيرة مجرد توقعات منك نسجتها أفكارك وتخيلاتك: هل ثبت لك بما لايدع مجالا للشك أنهن فعلا نقلن عنك هذا الكلام فربما يكون الأمر قد ضُخم أو فُهم خطأ, جربي أن تتصلي على العاقلة منهن وتستفسري بهدوء وأدب عن الموضوع؟

السؤال الثاني: هل هناك بديل؟ أي: هل هناك سبب آخر جعلهن يتصرفن معك بجفاء غير سبب (الغيرة منك أوكونهن صغيرات العقول) كما وصفتهم؟ ربما كنت أنت السبب في هذا! راجعي نفسك واسألي من تثقين فيه عن الموضوع فقد تسلط الضوء على زوايا مظلمة عندك.

السؤال الثالث: هل ردة فعلك موازية لفعلهن؟ بمعنى لو فرضنا جدلا أنهن فعلا يغرن منك , فهل يستحق الأمر أن تكدري صفو حياتك وان يقض الأمر مضجعك وينال منك؟!

السؤال الرابع: ماذا يمكنك فعله الآن؟ وكيف تتصرفين؟

يقول العلامة المفكر عبدالرحمن حبنكة الميداني في كتابه البديع (الأخلاق): «من صبر على سوء أخلاق من أساء إليه مرة بعد مرة ولم يقابل سفاهته بالغضب، ونصحه برفق، لا بد أن يحرك فيه جذر الحياء الكامن في أعماقه، فتتصاغر نفسه وتتهدَّم عداوته التي حرَّكته إلى الإساءة حتى يكون ولياً حميماً». لا تكن تصرفاتك متطرفة فكلا طرفي الأمور ذميم إما المبالغة في الاحتفاء والرعاية والإقبال على البشر يزهدهم فيك والإدبار والجفاف والغلظة كذلك.. وفقك الله ويسر أمرك.

شعاع:

سافر في كل مكان فلن تجد سفراً هانئاً كسفرك إلى نفسك !



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد