Al Jazirah NewsPaper Friday  17/09/2010 G Issue 13868
الجمعة 08 شوال 1431   العدد  13868
 
سياحة العيد الخارجية لبعض كبار السن
بذخ ساذج وخروج عن الوقار..!

 

جدة - صلاح الشريف

مع بدء العطلة الصيفية أو إجازات الأعياد والربيع يبدأ التفكير في قضاء هذه الإجازة كل على هواه، فالأسرة تفكر في قضائها داخل المملكة وبين ربوعها، والشاب يفكر في قضائها خارج المملكة مع الشلة، وهناك فئة أخرى تخطط لهذه الإجازة منذ بداية العام وهم الكبار أو (المراهقون الكبار)، وأطلقنا عليهم هذا الوصف لأن تصرفات عدد منهم تصرفات مراهقة ناهيك عما يحدث لهم وما يتعرضون له من مواقف محرجة بسبب هذه التصرفات. وعلى الجانب الآخر هناك من يسافر ويراعي أشياء كثيرة كالعادات والتقاليد الإسلامية والقيم الأصيلة، ويستمتع بإجازته في الترفيه البريء الذي لا يخرجه عن طوره. ولمناقشة هذا الموضوع التقينا بعدد من كبار السن والشباب الذين تحدثوا عن السفر وما يحدث من مواقف.

فوائد ومواقف

قال محمد العتيبي: للسفر فوائد كثيرة منها التعرف على أماكن وبلاد جديدة والتعرف على ثقافات وعادات هذه البلاد، كذلك من أهم الفوائد في السفر التي ربما تغيب عن الكثير من الذين يسافرون خارج بلدهم، مدى قدرة الشخص على التمسك بعاداته وتقاليده الأصيلة عندما يجد المغريات الكثيرة التي لا تمت لديننا بصلة لا من قريب ولا من بعيد، وللأسف أن هناك البعض من الذين يسافرون خارج المملكة لا يفكرون في هذه الأشياء عندما يجدون أن كل شيء متاح أمامهم ويتصرفون تصرفات تسيء لأنفسهم أولاً ثم لبلدهم ناهيك عن ما يحصل لهم من مشكلات تعرضهم لإحراجات كثيرة هم في غنى عنها بسبب تصرفات لا تليق بأبناء هذا الوطن وطن الحرمين الشريفين، وهم بذلك يفقدون فوائد السفر السبعة. فأتمنى ممن ينوي السفر إلى خارج المملكة أن لا ينسى أنه يمثل بلده..

من جهته قال حسين: أنا ضد السفر للخارج لأن ذلك له سلبيات كثيرة منها أنه يشجع الآخرين على السفر وصرف آلاف الريالات، فلو أنه صرفها في بلده ومع أسرته وفي ربوع وطنه الذي يتمتع بمقومات سياحية جميلة لكان أفيد، فإذا أراد المدن الساحلية والبحر فمملكتنا تزخر بذلك وبها سواحل جميلة، وإذا أراد المناطق الجبلية أو البرية فهي أيضاً موجودة. ولكن للأسف أن الكثير ينتظر هذه الإجازة بفارغ الصبر وتجده يجهز ويستعد لها منذ وقت طويل ويعد البرنامج لهذه الإجازة ويقوم بإرسال زوجته وأبنائه ليقوموا بواجب المناسبات العائلية وعندما تسأله زوجته عن سبب سفره يتحجج بالأعمال والتجارة أو العلاج، وهذه للأسف أعذار واهية. ومن المواقف التي سمعتُ عنها وحصلتْ لأحد الأشخاص الذي سافر للخارج أنه تعرض لعملية نصب من أحد الأشخاص الذي أوهمه بصفقة تجارية وبدأ يسحب منه مبالغ كبيرة، وفي الأخير وجد أن ذلك كله كذب ونصب فذهب للجهات الأمنية هناك حتى يستعيدوا له حقه ونصحوه بمحام وبدأ مشوار المحاكم وأخيراً عاد لبلده بخفي حنين، وهذه للأسف إحدى القصص التي تحدث والتي سببها الطيبة الزائدة أو غياب الوعي لدينا التي تستغل من ضعاف النفوس والمتربصين.

من جهته قال يحيى الشريف: السفر للخارج وبخاصة خلال العطلة يستهوي الكثير من الشباب والكبار، والمؤسف أن المواطن السعودي عندما يسافر للخارج تجده يُستَغَل منذ وصوله لمطار الدولة التي يريد أن يستجم فيها وأن يقضي فيها أياماً جميلة تنسيه تعب عمل عام كامل، ومن أوجه الاستغلال أصحاب سيارات الأجرة والذي يبدأ بعرض خدماته كتأمين الشقة في موقع مميز وبسعر مغر، وهذا للأسف نصب يعرف به الزائر بعد أن تتكرر زياراته ويعرف حقيقة ذلك. ونقطة أخرى يقوم بها أصحاب سيارات الأجرة وبخاصة مع كبار السن حيث يعرض عليه الزواج بعد أن يكون جس نبضه حول هذا الموضوع خلال حواره في السيارة وتبدأ المفاوضات من السيارة وقبل أن يوصله إلى وجهته يوصله إلى بيت الزوجية الجديد ليريه عروسة المستقبل الجديدة والتي تتغير لاحقاً بعد العقد.

ومن القصص الحزينة والمخجلة التي حصلت لأحد المواطنين عندما ذهب لإحدى الدول الآسيوية وبدل أن يستجم تزوج من هناك وبدأ يغدق على زوجته من الأموال وبنى لها القصر المجهز بكل الاحتياجات الضرورية وغير الضرورية والسيارة، وبعد كل ذلك وبدل أن تمتعه زوجته الجديدة في حياته أرسلت له إخوتها وهددته بالقتل أو أن يغادر دون رجعة ففضل حياته ورجع بخفي حنين وبدرس لن ينساه طوال عمره.

وهذه للأسف قصة من قصص تحدث للكثير ربما بسبب الطيبة أو الثقة أو التصرف دون تفكير للعواقب.

فرائس للمحتالين

من ناحيته قال صالح محمد: السفر للخارج أصبح من الضروريات للكثير وخاصة في العطلات الموسمية وعلى أبواب العطلة الصيفية يستعد الكثير للتجهيز للسفر ويضطر الكثير أيضاً أن يبيع أشياء تخصه أو يقترض حتى يؤمن ما يحتاجه للسفرية. أنا لست ضد السفر، بل بالعكس، فالسفر له فوائد كثيرة من أبرزها التعرف على عادات وتقاليد لثقافات أخرى أو السفر للعلاج فلا بأس به، ولكن هناك من يسافر للهو وصرف المال في غير محله وما أكثر الذين يتعرضون لابتزازات من ضعاف النفوس الذين أصبح هؤلاء فريسة سهلة ويصطادونهم بسهولة تحت إغراءات الزواج الذي أصبح تحت مسميات كثيرة، أذكر منها الزواج السياحي وزواج المتعة وزواج المسفار وغيرها من أنواع سيتم اكتشافها، فكثيراً ما نرى في صالات المغادرة هؤلاء المسافرين وقد كثرت أحمالهم وعند العودة نراهم خالي الوفاض كثيري الهموم، فمنهم من يتذكر الدين وكيف سيتم قضاؤه والبعض الآخر ينتظر كارثة قد تحل به عند عودته للبيت، والأغلب يفكر متى سوف يستطيع السفر المرة القادمة، وقد نرى البعض ممن يسافر للعلاج ويقعون ضحاياً لسماسرة العلاج ولبعض الأطباء الذين امتهنوا الطب للمادة ليس إلا ولا يراعون الله، وهؤلاء المرضى الذين غُلبوا على أمرهم بل أصبحوا مجرد سلعة يتم المتاجرة بهم وقد وقعوا نتيجة لجهلهم وقلة معرفتهم بتلك البلدان.

النضج العاطفي الفكري

سحر الضيف اختصاصية علم نفس قالت: بلوغ سن الخمسين ليس بالأمر الهين لدى الرجال. فإن كانت الأربعون سن النضوج والحكمة، فالخمسون بوابة العبور إلى الستين فالتقاعد فالشيخوخة، ومن الطبيعي أن يسبب اقتراب الكهولة قلقاً كبيراً لكل من يخاف سنينها؛ فذلك يعني للبعض توديع الصبا والشباب والعبث وانتقاء كرسي في زاوية محددة من المنزل للجلوس وانتظار النهاية، وكذلك يصورها أبو العلاء المعري في نشيده العتيق:

وما بعد مَرّ الخمسَ عشْرَة من صِبىً

ولا بعد مرّ الأربعين صَباءُ

هكذا صورها بعض مشاهير الرجال وليس جميعهم..

أما البعض الآخر فقد يراها بداية لحياة جديدة، فهي مرحلة النضوج الفكري والقدرة على التحمل ومرحلة الاستقرار الأسري والعملي.

فهذا الاختلاف في النظرة للحياة وللذات في هذه المرحلة بالطبع يُولِد عنه اختلاف في ردة فعل الفرد وتصرفاته؛ فهذه المرحلة مرتبطة بتاريخ الخبرات السابقة للفرد ومدى تحقيقه لذاته من خلال إنجازاته في جميع النواحي العملية والأسرية والاجتماعية والعضوية أي (مرتبطة بتاريخ بيولوجي، وتاريخ نفسي، وتاريخ اجتماعي).

فالرجل الذي لم يُحقق ذاته مهنيًا، قد يلجأ لإغراق نفسه في العمل متجاهلاً مسؤولياته العائلية والاجتماعية، ومهملاً لنفسه إلى أن يصل لمرحلة الكآبة لرغبته بتحقيق ذاته قبل أن يهرم.

أما الرجل الذي حقق ذاته مهنيًا وأُسريًا واجتماعيًا، وتحمل المسؤولية في مرحلة مبكرة من العمر وتعدى فترات شبابه وهو مُنهِكًا نفسه بأعباء المنزل والعمل متجاهلاً احتياجاته ومطالبه النفسية، فقد يشعر بأنه يُريد أن يبدأ صفحة جديدة من حياته، ولكن ذلك يستلزم الابتعاد عن الزوجة والأولاد والتحرر من قيودهم، وبالفعل يبدأ بالتغيب عن المنزل ويرتبط بمجموعة من الأصدقاء الجدد الأصغر سنًا، فيفتحون أمامه أبوابًا متعددة للمتعة وقضاء الأوقات ويشعر معهم أن شبابه قد عاد ويبدأ يهتم بنفسه ويلجأ إلى التصابي كمراهق في ملابسه وسلوكه، وربما يستعجل الواحد منهم الفرصة التي يعتبرها أخيرة - نظرًا لقرب غروب شمس الشباب -فقد يقع في المحظور.

فكلما كان الرجل على قدر من الوعي والثقافة بما يمر به من تغيرات، وكان مؤهلاً لتقبلها وكان متسامحًا مع ذاته ويُدرك قيمته في المجتمع ومدى نفعه- وهذا نوع من التكيف والتوافق مع قدراته وذاته- فسوف يتخطى هذه المرحلة بسلام ورضى، أما إذا كان غير متوافق وغير مُهيأ لتقبل هذه التغيرات ولديه رفض داخلي وإنكار لذلك التغير، فهذا يُولد لديه نوع من المقاومة تظهر من خلال عدة تصرفات تختلف باختلاف ما أفتقده الفرد في مراحله السابقة.

وقد يكون من العوامل المساعدة لهذا النوع من السلوك، أن الرجل نتيجة نضجه العاطفي والفكري في هذه المرحلة فيبدأ بالتفكير في مشاعره وفي صواب اختياره اتجاه الشريك (الزوجة)، ففي الاختيار الأول كان اندفاع ناتج عن نقص الخبرة ولهفة مشاعر لم تنضج أو رغبة في إرضاء الأسرة والمجتمع، وكذلك قد تكون الإمكانات المادية لديه ترغمه على خيارات محدودة.

أما في مرحلته الحالية فيصبح متحرراً نوعًا ما من قيود مادية وأصبح لديه شعور أكبر بالحرية وتوافر الإمكانات للاختيار الشعوري أكثر من الاختيار العملي -إن صح التعبير. فيبدأ بالبحث عن شريكة أخرى وبهمل زوجته وأولاده أو قد يقع فريسة لنزواته ويتبع رغباته؛ ليملأ ما يشعر به من فراغ عاطفي وليثبت لنفسه وللآخرين بأنه ما زال يتمتع بكل قدراته وبأنه ما زال شابًا كما لو كان في العشرين من عمره.

فالضغوط المحيطة بالرجل وصراعه مع ذاته في هذه المرحلة قد يجعله يتخذ من الهروب والتعويض السلبي بالتصابي أفضل الوسائل الدفاعية التي يستخدمها للتخلص من أعبائه النفسية.

ولتخطي هذه المرحلة بسلام لابد من إ براز دور التوعية الإرشادية التي نعاني من نقصها في مجتمعاتنا العربية، فمن خلال تثقيف أنفسنا والمجتمع ودور وسائل الإعلام التي لها الأثر الأكبر ومن خلال التربية الصحيحة في الأسرة والمدرسة وغيرها، ويبرز هنا دور الزوجة في مساندة زوجها وإعطائه قيمته وزيادة ثقته بنفسه وبأنه ما زال له نفس الجاذبية التي كان يتحلى بها في شبابه وفتح قنوات جديدة للتلاقي من خلالها واحتوائه عاطفياً وفكرياً وصحيًا. حيث أن بعض السيدات قد يغرقن أنفسهن برعاية الأبناء متجاهلة بأن الرجل في هذه المرحلة يحتاج لرعاية تفوق رعايتها لأبنائها؛ لنخرج الرجل من هذه المرحلة دون خسائر وهذا هو الجانب الوقائي للكثير من المشكلات التي قد تظهر إلى السطح.

والأهم هو العلاقة مع الخالق وقوة الإيمان التي تحقق لدى الفرد الرضا والسلام الداخلي وتُشبع الجانب الروحي وهو أفضل حُصن نفسي لتخطي جميع الأزمات، فالوعي الذي يحققه الوازع الديني لدى الشخص يجعله ينظر للحياة من منظور آخر، فالدنيا ليس إلا مرحلة كما هي مراحل العمر وهي موصولة بالدار الآخرة، فما لم يستطع تحقيقه في الدنيا يجعله يسعى فيها بالأعمال الصالحة لينال الآخرة والجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أُذنٌ سمعت.

أما في الجانب العلاجي، حيث يكون الرجل يعاني بالفعل من آثار تلك الأزمة وعدم مقدرته على السيطرة على نفسه فهنا لا بد من اللجوء إلى الإرشاد النفسي الفردي أو الجماعي أو إلى الطب النفسي ليتم العلاج.

وقالت شفاء هوساوي أخصائية نفسية: يمر الإنسان بمراحل مختلفة ما بين مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشيخوخة، وهناك أشخاص ينقصهم التوازن والصحة النفسية لعدم شعورهم بالتقبل وتقدير الذات والثقة والشعور بالرضا عن النفس مما يجعلهم يرغبون للعودة إلى مراحل سابقة، وهذا ما نسميه علمياً بالنكوص لرغبتهم في التغيير وعدم قدرة على التعامل بمرونة مع مراحل العمر المتقدمة فيظلون يحنون لمرحلة الشباب بكل ما فيها ويصرون على عيشها لكن بطريقة مختلفة ومرضية ظنًا منهم بأن ذلك يساعدهم في التخلص من شعورهم بالحزن وفقد الأهمية ويجدد شبابهم ويلغي فكرة التقدم بالسن وفقد مقومات الرجولة ويضيع على غالبيتهم استشعار أهمية وجمال هذه المرحلة، حيث يصل الفرد إلى الاستقرار النفسي العاطفي والعقلي والاجتماعي ويقف ليرى إنجازاته وثمرة زرعه من خلال الأشخاص من حوله. ولذلك أشير لأهمية الاحتواء العاطفي لكبار السن داخل أسرهم وإشعارهم بأهميتهم وأنهم ما زالوا قادرين على العطاء والإنجاز وتوجيه ذلك في إطار عائلي متناسق حتى لا نفقدهم توازنهم ونفقد نحن سعادتنا بسبب اضطرابهم ولجوئهم لتصرفات مستهجنة لا تتناسب مع أوضاعهم والصورة العامة لهم خارج أوطانهم.

وشارك ناصر العبيد قائلاً: يعد السفر في هذا الزمن عند الكثير من الناس من متطلبات الحياة التي لابد منها، سواء كان سفراً طويلاً أو قصيراً أو كان قريباً أو بعيداً، صغيراً أو كبيراً، لوحده أو مع أسرته، بماله أو بدين أو غيره، وأظن في نظري أن هذا مع ضغوط الحياة أصبح من الضروريات التنفيسية التي يحتاجها الكثير.

وفي جانب سفر كبار السن دعونا نتحدث بصراحة وشفافية بعيداً عن التعتيم والانطواء عن هذه الظاهرة وأسبابها والتي قد تكون من جانب هذا الرجل أو تلكم المرأة أو ممن حولهما، فالبعض يسافر بقصد الترويح، والبعض يسافر بقصد الزواج، والبعض يسافر بقصد المتعة، وكلهم يعدون مسافرين كما هو معلوم لكنا نجد الأبعاد المترتبة على كل واحد منهم مختلفاً عن الآخر... فالذي سافر بقصد المتعة والترويح لم يسافر إلا لأنه لم يجد في بلده ما يجده في تلك البلاد، وكم حاول البعض من الإعلاميين والدعاة أن يداري هذا الكلام بجموده بأن بلادنا فيها البحار والربيع والمناظر الخلابة وفيها وفيها.. تعصباً ومحاباةً دون النظر للواقع والحقيقة ليجد نفور الناس وكلها من حديثه الممل جواباً وانصياعاً فيعمي العيون ويستصغر العقول ليصور لك أن بلده فيه كل شيء وغيره من البلاد لاشيء ولا أي شيء. وإني أتساءل أين تلك الواحات الخضراء التي يزعمها ذلك المتغزل وأين تلك المنتجعات التي يتحدث عنها وإن وُجِدتْ كم هي أسعارها وكم هي أعدادها التي قد تفي الناس أو لا تفيهم وما هي نظافتها وأناقتها؟! إننا بهذا القول لا نذم بلادنا كما يتصوره بعض الجهال من المساكين ولكننا نتحدث عن الواقع الذي كلت منه الأقلام والأصوات.

أما الشق الثاني الذي يسافر للفساد أو للزواج من مسيار أو مسفار أو غيرهما فبالله على من تقع الملامة على شباب عجز وهو يصرخ بطلب المساعدات في أمور الزواج ولا مجيب! أم على كهال فتنوا في أموالهم والنساء حتى غدا الزواج لبعضهم كمناسبة وليمة أعدها لعزيز عليه في ليلة من الليالي. إن الأمر ولا شك أنه مؤسف كل الأسف، فكم سمعنا ولا نزال نسمع من المآسي في ذلك والتي وصلت إلى أن أحدهم قد يتزوج العشرات من النساء في رحلة واحدة بل وربما الثلاث في سفرة واحدة. إننا بحاجة إلى مصارحة ومكاشفة وفلترة المفاهيم والثقافات التي يجب أن نكون عليها وبحاجة إلى أن ننبه هؤلاء المزاويج إلى أن مصارع الأمراض الجنسية والإشكالات كلها قد فتحت من هذه الأبواب والمسميات التسترية بل إن الكثير من هؤلاء النساء من تربصت بنوعيات معينة من الرجال لسحره أو لسرقته أو لتهديده حتى تجمع من ورائه الأموال الطائلة، بل وصل الأمر من بعضهن إلى أن تنسب له طفلاً في بطنها ليس منه، بعد أن تدفع رشاويها المنسق منها لمن حولها ممن تعرفه لإثبات ذلك البهت من النسل! فإلى متى نظل أضحوكة المجتمعات وإلى متى نظل فريسة البغيات!؟ حكموا العقول يا أرباب الأسفار وزنوا الأمور بميزانها قبل أن تكونوا الضحية المقبلة.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد