Al Jazirah NewsPaper Saturday  18/09/2010 G Issue 13869
السبت 09 شوال 1431   العدد  13869
 

جداول
وماذا بعد رحيل د. غازي..؟
حمد بن عبدالله القاضي

 

(1)

أجل ماذا بعد رحيل د. غازي القصيبي الذي أعطى لهذا الوطن حياته وشبابه ووقته ورؤاه من أجل سموقه ولحاقه بالعالم الأول؟..

لقد كتبنا عن رحيله.. رثيناه بحروفنا وكتاباتنا ودموعنا.. لكن ماذا بعد؟..

حق هذا الرجل علينا كبير جداً.

سأذكر له فقط موقفاً وطنياً واحداً يسجل له بحروف ماسية عندما وقف بقلمه وفكره مخاطراً بنفسه تجاه الآلة الإعلامية «الصدامية» فكان الأقوى «بوجه عاصفتها» بجرأة وشجاعة ووطنية.. لقد كان لحروفه وقع السلاح، فكان وقتها وزارة إعلام كاملة -رحمه الله-.

مثل هذا الموقف وغيره يوجب على أبناء الوطن أن يبقوا ذكره وذكراه بعمل إنساني ثقافي وطني مثل المبادرة (بإنشاء مؤسسة ثقافية إنسانية تحمل اسم «غازي القصيبي»).

فهل يبادر أحباؤه -وهم كثر- من أصحاب الأعمال مثل صديقه الوفي أ. عمران محمد العمران، وصديقه أ. عبدالعزيز الشويعر، وصديقه م. عبداللطيف جميل، وغيرهم ويتعاضدوا مع أصدقائه من أصحاب القلم والرأي والخير من أجل قيام مثل هذه المؤسسة، لتكون أحد شواهد الوفاء له، ولتستكمل الأدوار التي كان يقوم بها في ميادين العطاء وطنياً وإنسانياً وثقافياً، وأتطلع أن يتولى رفيق دربه أ. هزاع العاصمي التنسيق بين أصدقاء ومحبي الراحل وهو الأعرف بهم بحكم ارتباطه بالدكتور غازي على مدى ثلاثين عاماً حتى نسعد بميلاد هذه المؤسسة التي تحمل اسم هذا الرمز الوطني.

رحم الله الراحل الباقي د. غازي القصيبي.. هذا الذي كلما ذكرناه أحسسنا أنه باقٍ بيننا بشخصه وعمله وعطائه المتنوع الثري.

(2)

رمضان ووفاء وامتنان لهؤلاء الأئمة

ليس أبهى من الوفاء

وقمة الوفاء يتوجه إلى أولئك الأئمة ذوي الأصوات الندية الخاشعة التي علت أصواتها بآي المثاني في الحرمين الشريفين وفي مساجد بلادنا المباركة في شهر رمضان، فكم شدّ أئمة بيت الله الحرام ملايين المسلمين، مثل الشيخ عبدالرحمن السديس ذي الصوت المؤثر والحضور البليغ عند قراءة الآيات.. والشيخ ماهر المعيقلي بصوته الندي البهي.. وفي مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم الشيخ الخاشع صلاح البدير، والشيخ خالد الغامدي وهو يتلو آيات ربه بإخبات.

وفي الرياض كم سعدت قلوب الناس وخشعت وهم يصلون في مساجدها وجوامعها التي حظيت بأئمة ذوي أصوات جميلة مخبتة مثل جامع الملك خالد رحمه الله وإمامه ذي الصوت الرخيم الشيخ خالد الجليّل، وفي جامع العم الشيخ محمد بن سليمان القاضي رحمه الله وإمامه الشيخ ناصر القطامي بصوته المؤثر الباكي.. وفي مسجد الملك فهد -رحمه الله- بالمعذر مع الإمام ذي الصوت العذب الشيخ جمعان العصيمي وفي غيرها بالرياض وفي مساجد بلادنا العامرة بالإيمان.

جعل الله ثواب هؤلاء الأئمة جنّة المأوى كفاء ما حفزوا المؤمنين على الصلاة والدعاء والخشوع، وجعل الله النار لا تمس عيونهم التي بكت من خشية الله.

(3)

تهنئة من أبناء وبنات المرحوم..!

عشرات بل ربما المئات من رسائل التهنئة الجوالية تصل الواحد منا أيام العيد.

لكن هناك رسالة تهنئة كانت بالغة التأثير.. سعدت بها لأنها تشي بالوفاء والترابط وحفظ عهد من ربّاهم وعاش لهم.

هذه الرسالة المهنئة فرحت بها كثيراً فقد جاءت موقعة باسم: «أبناء وبنات المرحوم....».

لقد كانت غبطتي بهذه الرسالة لما دلت عليه من برّ هؤلاء الأبناء والبنات بوالدهم ووحدة مشاعرهم وبتماسكهم بعد رحيله، ولا أعتقد أن هناك شيئاً أسعد على والدهم -رحمه الله- من ترابط أبنائه وبناته وعدم تفرقهم.

رحم الله من خلّفهم.. لقد كان رجلاً فاضلاً صالحاً، وهؤلاء أحد ثماره.. و»البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه».

(4)

آخر الجداول

للشاعر المرحوم «غازي القصيبي» عندما فقد واحداً من أصدقائه:

(يا أعز الرفاق! يعرف قلبي

أن حِمل الفراقِ عبءٌ ثقيل

ولياليه.. موحشاتٌ.. شكُولٌ

وأماسيه.. رنّةٌ وذهولُ

هذه سنةٌ الحياةِ: غروب

وشروقٌ.. ومنزلٌ ورحيلٌ)

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد