Al Jazirah NewsPaper Saturday  18/09/2010 G Issue 13869
السبت 09 شوال 1431   العدد  13869
 
أضواء
الفتنة القادمة
جاسر الجاسر

 

( كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (64) سورة المائدة.

وهذا ما يتكرر حدوثه في لبنان الشقيق، فالذين يعملون لتحقيق مصالح وتنفيذ أجندات قوى أجنبية تأكد عدائها للبنان خصوصاً والعرب عموماً لم ينفكوا من إثارة المشاكل وافتعال الأزمات التي كثيراً ما تنتهي بمعارك يسقط فيها العديد من الضحايا الأبرياء، وتدمر السلم الأهلي والاجتماعي في بلد عُرف بالتعايش والتسامح، صفة كان لبنان يعرف بها، وتعرف به، هذه الصفة أصبحت من الماضي، بعد أن أخذ قادة العمل السياسي وزعماء الطوائف يتبادلون الاتهامات والشتائم إلى درجة إلصاق صفة الخيانة والعمالة ببعضهم بعضاً.

وهذه الأيام تلوح في الأفق السياسي اللبناني، وتشير إلى أن هناك مواجهة قد تتحول إلى صدامات مسلحة بين الفرقاء السياسيين اللبنانيين بعد أن أعاد منفذو الإملاءات الأجنبية نبش ملف صلاحيات الرئاسات الثلاث والمؤسسات السيادية وأجهزة الدولة الأمنية والقضائية.

التنابز السياسي والطائفي وصل إلى مستوى أصبح اتهام تغير السلطة والحكم بالقوة (انقلاب بقوة السلاح) يتداول ليس على مستوى التصريحات والاقوال بل أصبح مادة طاغية على نشرات الأخبار في المحطات الفضائية اللبنانية والعربية، والصحف العربية، وبدأت قوى الثامن من آذار في إصدار البيانات التي تحمل اتهامات وتخوين للقوى الأخرى التي تقود السلطة (14 آذار) التي ردت باتهام آخر تتهم (قوى 8 آذار) بالقيام بحملة «انقلابية شرسة» هدفها إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

هذه الاتهامات المتبادلة التي أعادت التوتر والقلق إلى الأجواء السياسية اللبنانية والتي تلجم أقوالاً وأفعالاً كالتي يقوم بعض ممن يصنفون أنفسهم في جانب المعارضة وهم مشاركون أصلاً في السلطة كجماعة ميشيل عون وحزب الله اللذين لهما وزراء في حكومة سعد الدين الحريري الذي يطالبونه باتخاذ مواقف لا يمكن لأي إنسان أن يقدم عليها، لأن ما يطلبونه يتداخل فيها الشأن الإنساني والموقف السياسي وما صدر من تلك الجماعات التي تصنف نفسها كمعارضة ابتزاز فاضح سيقود لبنان إلى كارثة سياسية أخرى ما لم يتوقف هؤلاء عن مثل هذه المواقف غير المسؤولة.



jaser@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد