Al Jazirah NewsPaper Saturday  18/09/2010 G Issue 13869
السبت 09 شوال 1431   العدد  13869
 
المركز الإسلامي.. الحدث والأثر
علي سالم العنزي

 

أثارت قضية تمسك الجالية الإسلامية في أمريكا حيال إقامة مركز إسلامي في نيويورك (بمنطقة جراوند زيرو) وهو موقع الهجمات التي وقعت على أبراج التجارة في 11 سبتمبر والذي تبنته القاعدة بقيادة أسامة بن لادن ضجة إعلامية أخذت حيزاً كبيراً في الإعلام العربي والأجنبي.

مما أدى إلى تمادي المسيحيين على حرمة القرآن الكريم فمنهم من أحرق نسخاً منه، على سبيل المثال إقدام القسان الأمريكيان بوب أولد وداني أولد في مدينة «سبرنج فيلدا» بولاية تينيسي الأمريكية على ذلك زاعمين أن القرآن الكريم كتاب للكراهية وليس كتاباً يدعو للحب والتآخي، وهذا جهل بالقرآن لمن لم يقرأه ويعرف مقاصد الإسلام السمحة وهذا ما اعترف به القس الأمريكي «تيري جونز» أي اعترف بعدم قراءته، أي أن تلك الحركة لم توقف إهانة القرآن الكريم في أمريكا ونفذ ما كان يتوعد به القس الأمريكي من غيره بعد أن أخذ الشهرة الإعلامية التي كان يطمح إليها، حيث أصبحت تلك الكنيسة من أشهر الكنائس ليس في أمريكا وحدها بل في العالم أجمع.

مما يجعلنا نراجع تمسك إمام المركز الشيخ فيصل عبدالرؤوف الذي يقف خلف بناء المركز الإسلامي في تلك المنطقة والتي تعتبر من أغلى المناطق في أمريكا ليس في محله، وهذا حسب اعتقادي الشخصي؛ هنالك أماكن كثيرة في أمريكا في حاجة لمثل ذلك المركز الذي بقيمته قد يتمكن المسلمين من بناء أكثر من ثلاثة مراكز إسلامية يستفيد منها آلاف المسلمين المهاجرين في أمريكا والتي تعتبر من أولى الدول التي يحلم فيها أي مواطن عربي يسعى إلى الهجرة من بلاده هذا من ناحية؛ أما من ناحية أخرى يؤكد وجود هذا المركز وبالقرب من موقع أبراج التجارة الربط الغربي السائد ما بين الإرهاب والإسلام لاعتقاد شريحة كبيرة من الأمريكيين أن الإسلام هو خلف ذلك الهجوم الذي راح ضحيته ما يقارب 3000 شخص.

إذا كان أمام المركز يسعى إلى نشر الإسلام في تلك المنطقة التجارية والتي تعرف بوجود ناد للتعري فيها، فالأجدر أن يتخذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة في نشر الإسلام, حيث انتقل عليه الصلاة والسلام من مكة مكان ولادته ومقر أسرته وقوته القبلية إلى المدينة المنورة عندما وجد من يسانده، فلماذا لا يتبع ذلك وبالتي هي أحسن.

وأقول بناءً على ما سبق من تحليلات سيؤثر سلباً على الجهود التي تسعى إلى نشر الصورة الصحيحة عن الدين الإسلامي والذي يقوم على التسامح والتآخي والمودة والحب، وهذا ما رأيناه في تمادي الأشخاص على كتابنا الكريم؛ الكل يعلم أن أمريكا بلد ديمقراطي إلا أن السيطرة اليهودية على مراكز القوى الأمريكية سيجعل لهم هذا الحدث مدخلاً هاماً وسهلاً من خلال استغلال آثاره بأن تتجه بالنظرة التي طالما سعت الشعوب العربية إلى تغييرها لدى الشعب الأمريكي تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي أصبح بعدها الأمريكيين والغرب يتوجهون إلى نقل الصورة الحقيقة عن التمادي اليهودي ضد الشعب الفلسطيني.

أرى أخي الداعية فيصل تمسكك ببناء ذلك المركز سيقوض جهود الشعوب العربية في التقدم تجاه قضية طالما تمنينا أن تسمع وترى للعالم أجمع بتفاصيلها الحقيقية من ما يمارسه اليهود المغتصبون ضد إخواننا الفلسطينيين.

وبالتالي أظهر التسامح الذي دعى إليه ديننا الإسلامي، ووضح وجهة النظر الحكيمة المستمدة من الإسلام، والاقتداء بقوله تعالى :{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (125) سورة النحل.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد