Al Jazirah NewsPaper Saturday  18/09/2010 G Issue 13869
السبت 09 شوال 1431   العدد  13869
 
الذهب يخاطب العقلاء في أسواق المال
قمة تاريخية للمعدن النفيس.. وتدخلات تضع حداً لجنون الين

 
تحليل - وليد العبدالهادي* :

تحليل - وليد العبدالهادي* :

المركزي الياباني يتدخل بعنف للحد من صعود الين الذي أرهق المصدرين ويبيع كميات كبيرة من العملة والحال في سويسرا مستقر ويميل إلى التحسن برفقة ألمانيا، لكن الرؤية على هامش الأرقام الشهرية تظهر قلقا حيال الركود خصوصا في بريطانيا؛ حيث أرقام إعانات البطالة جاءت بنبأ يزيد من مستوى الضبابية في العاصمة لندن ويرفع درجات الحذر لما تبقى من هذا العام، والأهم من ذلك جنون المتحوطين في الذهب أفرز قمة سعرية تاريخية تؤكد أن الأسواق برمتها عرضة في أي لحظة لحركة سعرية حادة ومباغتة لكن المشكلة بالتوقيت، ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة اقتصادية نروي خلالها أحداث هذا الأسبوع لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم:

الدولار الأمريكي

خام نايمكس تعرض لسلسلة من تراجع في أرقام مخزونات النفط الأمريكية، هذه المرة تراجعت بقيمة 2,5 مليون برميل ولا يزال يواجه مشكلة عند 78 دولار للبرميل تحدثنا عنها كثيرا واستمرار التذبذب فوق مستوى 70 دولار للبرميل قد يستمر، أما العملة الخضراء هبطت هبوطا عنيفا مع نهاية الأسبوع إلى 81 أمام سلة عملاتها وفر المتحوطون بسيولتهم إلى الذهب، وعلى ذكر الذهب الأصفر فهو نجم الأسبوع حيث سجل أعلى قمة سعرية في تاريخ البشرية بوصوله إلى مستوى 1274 دولار للأونصة هذا يصيب المستثمرين بالغثيان خصوصا عشاق الاتجاهات الصاعدة القوية في أسواق الأسهم؛ لأن فيه إشارة إلى ضعف الاقتصاد العالمي ولا أحد يعرف ماذا يخبئ القدر للأسواق لكنها إشارة للعقلاء بالاكتفاء بالمضاربات المحدودة مع مستوى عال من القناعة في تحقيق الأرباح.

أمريكا من حيث الأرقام تميل للتفاؤل قليلاً نبدأ بمبيعات التجزئة التي استقرت عند 0.4% لكن هذا الاستقرار مطلوب في مثل هذه الجواء، كذلك أسعار الواردات تراجعت إلى معدل 4.1% بسبب تراجع الطلب على المنتجات الصينية واليابانية من قبل المستهلكين الأمريكيين، لكن بشكل عام ومع ندرة الأرقام يجب أن نراقب جيدا سلوك المتحوطين في الذهب والدولار والفضة أيضا، ومتى ما غادروا هذه الأوعية يحق للجميع أن يتفاءل.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي

دخول جديد إلى حاجز 1.30 لكن بهمة أضعف من آخر محاولة، وهو الآن يشكل قاع مرحلي فهو إما نقطة التماس في مسار جانبي، وهذا مرجح أو قاع صاعد لاستكمال اتجاه صاعد صغير قد بدا فيه ولا يتوقع ذلك وأفضل التقديرات الشخصية تشير إلى إمكانية زيارة مستوى 1.33 بشكل خجول.

الجنيه الإسترليني

مقابل الدولار الأمريكي

حساسية عالية من خط الاتجاه الهابط المخفي تقع عند 1.60 ويعتبر مستوى 1.55 صمام أمان للمشترين لكن يبدو أن تجاره لديهم محاولات عديدة لتخطي الحاجز النفسي 1.60 الصعب جدا أما الاتجاه فلا يزال جانبيا وتشوبه ضبابية عالية.

الدولار الأمريكي

مقابل الين الياباني

بيوع المركزي الياباني تنقذ الدولار من الين حيث مكنته من اختبار عمق المياه عند 82.8 وهو لا يزال الآن تحت خط الاتجاه الهابط لكنه قادر على مغازلة مستوى 88 مجدداً، أما زخم المضاربين يتوقع أن يستمر في هذا الزوج لجاذبيته فنياً.

اليورو

منطقة اليورو استقبلت الأسبوع بنمو عشر في المئة لشهر أغسطس في أسعار المنتجين السويسريين كان نتيجة نمو الاقتصاد بسبب السياحة مما يدل على أن الطلب مستمر في النمو لكنه ضعيف، ومؤشر أسعار الجملة السنوي في ألمانيا يظهر نموا إلى 6.4% دليل استمرار الطلب من بائعين التجزئة المدعوم بالمنتجين مسبقاً، أما الإنتاج الصناعي في المنطقة تراجع بشكل طفيف لكنه مزعج حيث غالبا ما تتراجع مبيعات التجزئة بعده، والمخاوف الأكبر تتمثل في استمرار التقارير السلبية من صندوق النقد الدولي بشأن اليونان المتعثرة لبقية العام، بينما نجد أن المفوضية الأوروبية ترصد توقعات إيجابية للنمو في المنطقة والكلمة الأخيرة للذهب فطالما هو يعانق السحاب لا يمكن أن نتوقع سوق مليء بالاخضرار للمستثمرين.

الجنيه الاسترليني

العملة الملكية نالت نصيبها من ثقة المستهلك؛ حيث وصل المؤشر إلى مستوى 61 بعد أن كان يقف عند 56 أيضاً أسعار المستهلكين على المقياس السنوي لشهر أغسطس أظهرت استقرارا عند 3.1% حيث لا زال بنك إنجلترا مسيطرا تماما على التضخم، والجيد أن طلبات الإعانة توقفت عن الصعود وبقيت عند 4.5% كمعدل أعطت ارتياح بأن سوق العمل لا يعاني من ضغوط خفض التكاليف على المقياس السنوي أما من حيث الأرقام الشهرية فقد ارتفعت لأعلى مستوى منذ ستة أشهر وهو ما يخيف المضاربين ذوي النفس القصير، وحتى الآن الصورة ضبابية في لندن بطبعها ولم يستجد أي جديد والأسواق هناك لم تأخذ منحى قوي بقيادة المشترين.

الين

الإنتاج الصناعي في اليابان على المقياس السنوي تراجع ستة أعشار في المئة يظهر أن النمو في الاقتصاد المصحوب بالتضخم تراجع بسبب قلة الطلب خصوصا من العملاء خارج محيط الدولة، ولفت الانتباه أن المركزي الياباني لأول مرة منذ 2004م يتدخل وينعش الصادرات والسلع المتراكمة على سواحل البلاد ببيع كميات كبيرة من الين، وبشكل عام هناك حلحلة جزئية في شهية المخاطرة في اليابان لا يتوقع أن تستمر طويلاً لكن على صعيد العملة يبدو أن استمرار الصعود وارد جداً.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد