Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/09/2010 G Issue 13870
الأحد 10 شوال 1431   العدد  13870
 
ملتقى مصر الدولي الأول للعود: أحمد فتحي يصدر بياناً والشركة المنظمة تأسف

 

القاهرة - فن

افتتح الخميس على خشبة المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية ملتقى مصر الدولي الأول للعود وسط حشد إعلامي كبير وإقبال جماهيري.

بعد الإعلان عن افتتاح الملتقى قام الفنان الدكتور رضا الوكيل بتوزيع التقديرات على المكرمين، وكانت لفتة لطيفة من الفنان نصير شمة رئيس الملتقى والفنان الوكيل أن يهبطا أدراج المسرح ليسلما التكريم إلى الحاج فتحي أمين كبير صناع الأعواد في مصر وشيخهم.

وفيما زين بهو الاستقبال الخاص بالمسرح أعواد كثيرة مختلفة الأحجام والأشكال وعالية الجودة عرضها الصناع الذين قدموا من أماكن ودول مختلفة من العالم، وقف عود في منتصف البهو داخل حوض زجاجي كتب تحته عود الموسيقار الراحل جورج ميشيل الذي رافقه طوال حياته.

وكانت الدكتورة كاميليا جورج ميشيل ابنة الموسيقار الراحل وابنه السيد عماد جورج ميشيل قد أتيا إلى حفل الافتتاح بصحبة العود وبصحبة رسالة دكتوراه وضعها أحد الدارسين عن والدهما.

حالة من الفرح انتابت الحضور عند صعود مجموعة بيت العود العربي إلى المسرح، خصوصا بعد التذمر الذي ساد الجمهور بسبب تأخر العرض عن موعده المحدد رسميا والمدرج في أجندة الأوبرا.

وقدمت المجموعة بقيادة نصير شمة مقطوعات موسيقية مختلفة جاءت كلها على هارموني متناسق وشديد الدقة، وكانت روح من المنافسة الجميلة تسود أعضاء المجموعة الذين أصبح أغلبهم عازفا منفردا وله إسطواناته الخاصة، وفيما آثر بعض خريجي بيت العود العربي الابتعاد تماما عن المجموعة وتفضيله تأسيس فرقته الخاصة، ظل بعضهم الآخر ملحا على حالة الفرح التي تجمعهم في بيت واحد ولقاء واحد وعشق واحد لآلة العود.

وسط حالة الموسيقى الجميلة كان الصوت المنفرد يتعالى بين حين وآخر عبر تقسيم الصولوهات على العازفين المتميزين فكان من نصيب كل واحد منهم تصفيقه الخاص من الجمهور وتحيته الخاصة أيضا للجمهور.

مجموعة رائعة تنتمي لدول عربية مختلفة توحدوا تحت خيمة بيتهم جميعا، وصار هذا البيت ملاذهم الأجمل، وهذا ما كان واضحا في العرض من خلال ملاحظة العازفات والعازفين وهم يستمعون إلى صولوهات غيرهم.

في النصف الثاني من الحفل كان الجمهور على موعد مع ضيوف الملتقى في لقطة جماعية قل أن يحدث لها مثيل: مجموعة من عازفين منفردين كلهم له مكانته الخاصة وجمهوره الخاص اجتمعوا في شكل نصف دائري: نصير شمة، شربل روحانا، سامي نسيم، حسين سبسبي، بشار الحسن، حازم شاهين، عيسى مراد، مهمت بتماز وبركليس تسوكالاس. عزفوا بشكل جماعي وارتجلوا بشكل انفرادي وأثاروا حالة عالية من البهجة وسط الجمهور.

وكانت هذه الفقرة قد أضيفت على البرنامج من قبل رئيس الملتقى قبل طباعة البرنامج النهائي بيوم واحد بناء على اتصال تم بين الفنان نصير شمة والفنان أحمد فتحي الذي أكد سعادته بالمشاركة في الملتقى ورغبته بعمل مشترك مع شمة وقد علق شمة في حينه أنه من الصعب كونه رئيس الملتقى أن يختار لنفسه هذا التميز وسط ضيوفه، وبالتالي اتفق مع فتحي أن يبدأ فنان اليمن بمقطوعة ليالي سبأ ويتداخل معه شمة بمقطوعة بعنوان ليالي بغداد ومن ثم تتم المحاكاة مع ضيوف الملتقى الكبار.

وبالرغم من إصرار الفنان أحمد فتحي على هذا التمييز وحجز يوم بالاتفاق بينه وبين «صولو إنترناشيونال» الشركة المنظمة للملتقى من أجل حفله الشخصي إلا أنه لم يأت ولم يعتذر كما قرأنا في بيان لاحق وزعه أثناء تواجد الفنانين على المسرح ليلة الافتتاح.

وكان أحمد فتحي قد اطلع على أسماء الفنانين المشاركين ولم يبد أي ملاحظة على المستوى الفني سواء بالإيجاب أو بالسلب.

من جهتها قالت الشركة المنظمة إن سوء التنظيم الوحيد كان من طرف الفنان الكبير أحمد فتحي من خلال إصراره أولا على التميز في كل ما يخصه وسط هذا الفرح الكبير، ومن خلال إصراره على عدم البوح باعتذاره ليستغل فرصة الإعلام المسلط على الملتقى ويصدر بيانا يقول فيه إنه اعتذر مع أن أقل واجب يتحتم عليه هو أن يعتذر ممن وجهوا له الدعوة لا من الإعلام حتى يثير زوبعة لا يستطيع أن يشرح أسبابها سوى الفنان نفسه.

وقد تحدثنا من جهتنا مع الفنان نصير شمة حول هذه النقطة فأبدى استغرابه الشديد خصوصا أن فتحي ظل يؤكد فرحه بالتواجد في الملتقى حتى آخر مكالمة بينهما.

وأكد نصير شمة على أنه يكن للفنان أحمد فتحي المحبة والتقدير وأنه لو كان على غير ذلك لما دعاه بالأساس للمشاركة في هذا الملتقى، كما يكن كل التقدير والمحبة لكل من دعاهم بصفته رئيسا للملتقى وأكد أيضا أن الاختيارات جاءت كلها بناء على التذوق لا على أسس المجاملات التي قد تسبغ أكثر من ملتقى ومهرجان في العالم.

لكنه في الوقت نفسه أبدى أسفه على هذا التصرف الذي حرم دولة اليمن من التواجد في هذا الملتقى، وتمنى لو كان الفنان أحمد فتحي قد اعتذر فعلا حتى يستطيع دعوة فنان آخر يمثل المدرسة اليمنية في آلة العود.

يذكر أن الملتقى يفتح أبوابه للجمهور يوميا ابتداء من الساعة 11 صباحا عبر أنشطة فنية متنوعة تبدأ بجاليري صناعة العود مرورا بالورشات الفنية المجانية مع كبار عازفي العود وانتهاء بالحفلات الختامية ويستمر حتى 19 من سبتمبر الحالي.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد