Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/09/2010 G Issue 13870
الأحد 10 شوال 1431   العدد  13870
 
مسؤولية
إدارة جوازات الرياض
ناهد سعيد باشطح

 

فاصلة:

(ظلم يرتكب بحق شخص واحد هو خطر على الجميع)

-حكمة لاتينية-

تعمدت أن انشر هذا المقال بعد انتهاء ما يمكن تسميته مشكلة خاصة حتى لا يفهم إننا ككتّاب نستغل مساحة القراء لحل مشكلاتنا الحياتية، فبعد أن سارت الأمور بشكلها الصحيح قررت أن أكتب لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.

قد كان يسعدني كأيّ مواطنة أن تصدق الدوائر الحكومية حينما تعلن عن تجنيد وقت موظفيها لخدمة المواطنين في أوقات الدوام غير الرسمية مثل نهاية شهر رمضان وأيام العيد.

وشاء الله أن اكتشف خطأ في تاريخ جواز سفر ابنتي الصغيرة حيث سينتهي بعد شهرين بينما تنتهي صلاحية جميع جوازات سفرنا بعد فترة طويلة، كان ذلك في آخر دوام للمديرية العامة للجوازات، لكنهم أعلنوا عبر الصحف وعبر موقعهم الإليكتروني الرسمي بأن دوامهم مستمر لحالات الضرورة في كافة مناطق المملكة. واعتبرت أن تجديد جواز سفر الصغيرة من الضرورات لأن علينا السفر إلى الخارج قبل عودة الدوام الرسمي للدوائر الحكومية.

لكن المفاجأة هي الفوضى التي كانت تعم خارج مبنى إدارة الجوازات بمنطقة الرياض، فالمراجعون من الرجال والنساء متجمهرون خارج المبنى، والموظف هو الذي يحدد إن كانت حالة المراجع أو المراجعة ضرورية أم لا!!، الأمر الذي يثير الدهشة أن الموظف يقول إنهم موجودون فقط لتجديد جوازات المقيمين، أما المواطنون فلا، وهو أمر أشك في أن المسؤولين في المديرية العامة للجوازات يقبلون به، ولكن هي تصرفات بعض الموظفين غير المسؤولة والمواطن في نهاية الأمر هو الضحية.

بقي أن أتقدم بالشكر إلى القسم النسائي بإدارة جوازات الرياض، فقد كانت الموظفات على قدر كبير من التعاون واللباقة، كما أشكر إدارة الجوازات بمنطقة الدمام، فقد كان النظام هو سيد الموقف، وتم تجديد جواز ابنتي بكل يسر.

أما إدارة جوازات الرياض فأظن أن بعض موظفيها بحاجة إلى الشعور بعظم مسؤولية موظف الدولة أمام الله ومن ثم ولاة الأمر عن تعطيل شؤون المواطنين إلى الحد الذي لم يكتف فيه بعض المواطنين بعدم تجديد جوازات سفر المواطنين، بل إنهم أوصوا الموظفين في فرع الدمام بألا يجددوا جوازات المواطنين من أهل الرياض إذا أتوهم إلى الدمام، حسبما قال الموظف في إدارة جوازات الدمام!.. ترى كيف يمكن أن نفهم هذا الموقف؟.. هل نفهم أن بعض الموظفين وصلوا إلى قناعة مؤكدة بأن المواطن لا يستحق هذه الخدمات لأنه ربما كان غير مسؤول أو مستهتراً بالأنظمة؟.. وكيف يمكن لأيّ عاقل تعميم افتراض لا يمكن بأيّ حال تعميمه؟.. هل نفهم أن انعدام الرقابة جعلت بعض موظفي الدولة يترفعون عن خدمة المواطنين وفق الأنظمة ويصبح تقديم الخدمة وفق الأهواء والرغبات؟.. وكيف سيثق المواطن البسيط الذي لا يملك واسطة وليس له قريب يعمل في هذه الوزارة أو تلك بأن موظفي الدولة يتحملون مسؤولية رعاية شؤون مواطني هذا البلد، وهي مسؤولية جسيمة لا تليق إلا بمواطن يدرك أن المسؤول راع وهو مسؤول عن رعيته؟.



nahedsb@ hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد