Al Jazirah NewsPaper Monday  20/09/2010 G Issue 13871
الأثنين 11 شوال 1431   العدد  13871
 
عذاريب
تستاهل قطر
عبد الله العجلان

 

جاء موقف المملكة الداعم لطلب قطر استضافة مونديال 2022م على لسان سمو الرئيس العام الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل ليجسد قولاً وفعلاً وبصدق معنى الاتحاد والتضامن الخليجي، وليرسم ملمحاً حضارياً للعلاقة الأخوية والمحبة الحقيقية التي تربطنا بالأشقاء الأعزاء في قطر..

عندما تتحمس الشقيقة قطر وتخطط بإتقان وتنفق بسخاء من أجل استضافة حدث رياضي عالمي بحجم نهائيات كأس العالم فهذا حق مشروع لها ليس فقط لكونها الدولة الخليجية العربية وإنما لأنها جديرة بنيل هذا الشرف، ولأنها تملك التجهيزات والإمكانات والخبرات التي تجعلها بلا مجاملة في مصاف الدول الكبرى، كما أن نجاحاتها المشهودة في تنظيم العديد من البطولات والدورات الآسيوية والعالمية يمنحها المزيد من الثقة والإصرار والقدرة على استضافة المونديال..

قطر اليوم بتنظيماتها المتطورة في سائر المجالات الإعلامية والاقتصادية والثقافية وملاعبها الراقية المبهرة أصبحت مضرباً للمثل ومحط أنظار العالم كدولة فرضت اسمها وأبدعت في سباقها مع الزمن، هي بجد مفخرة لنا كسعوديين وتستاهل منا جميعاً دعمها والوقوف معها رسمياً وشعبياً..

الصعب في الحسم

تجاوز الشباب أزمته الفنية في الدوري وعاد من كوريا بانتصار قوي وثمين جعله على أعتاب الدور نصف النهائي الآسيوي، ومثله استطاع الهلال التخلص من أجواء الشحن والضغوط الجماهيرية والإعلامية والخروج من لقاء الغرافة بنتيجة سهَّلت له مهمة لقاء الإياب في الدوحة، لكن في الوقت ذاته ومثلما فعل الشباب والهلال فمن الممكن أن يفعلها تشونبيك الكوري ويعود من الرياض فائزاً ومتأهلاً إلى دور الأربعة، وكذلك الحال بالنسبة للغرافة وهو يلعب بعد غد على أرضه وبين جماهيره..

نعم تفوق الشباب وتألق الهلال في الذهاب، بيد أن المواجهة لم تنته وبقي شوط آخر فيه من الحسابات والاحتمالات الشيء الكثير، إضافة إلى أن قيمة وأهمية الإياب في بطولة شرسة ومباراة مصيرية من المفترض أن تأخذ من مسيري الفريقين اهتماماً بالغاً في الجانب الإداري والنفسي قبل الفني، وخصوصاً في ظل التخدير الإعلامي المحلي والخليجي والتأكيد على أن تأهلهما بات أمراً محسوماً ومفروغاً منه..

أضحوكة العالمي وسالفة القلعة

أكثر ما يسيء للأندية ويورطها ويدمر حاضرها ومستقبلها ويمنع تطورها أن تكون فريسة سهلة للمطبلين والمرجفين وأن تستسلم بسذاجة لمعلقات المادحين وأطروحات المستنفعين حتى في انهياراتها وعز الإخفاقات، أن يروق لجماهيرها الإطراء ويجذبها التهويل على حساب الحقيقة والواقع وضد مصلحة النادي، المهم عندهم الصيت بالضجيج المزعج والشهرة بالصخب الفارغ القاتل.. كثيرون استغلوا أجواء هذه الأندية صعدوا على أكتافها وعلى انكساراتها وانتكاساتها، تلاعبوا بها وبأعصاب وبمشاعر جماهيرها سنوات طويلة من الهم والغم والمعاناة، أرضوا غرورها بادِّعاء حب تافه والتغني بمجد غابر والتباكي على أطلال وهم وخيال والتباهي بتاريخ كذب فاضح، مقابل شتم الآخرين وملاسنتهم والنيل منهم ومحاربتهم والتشكيك بإنجازاتهم..

في النصر على سبيل المثال، من المؤسف أن يذهب بكل ما ينفق عليه وبحجم ما تتطلع إليه جماهيره موسمياً وبما تبذله إداراته الواحدة تلو الأخرى ضحية مثل هذه الثقافة المهلكة، ومن الغريب أن الأغلبية من أعضاء شرفه وجماهيره لم تكتشف حتى اليوم حقيقة وأبعاد هذه الكارثة، لم يظهر أحدهم ليقول: اطردوا المرتزقة وأبواق التلميع والتدليس، كفانا تهريجاً، مللنا سواليف الماضي ومهاترات الحاضر، مالنا ومال بطولات الهلال، لنعترف بنجومه وبشعبيته وتفوقه..

في الساحل الغربي تألق الاتحاد وطار بما لذ وطاب من البطولات بينما الأهلاويون ما زالوا يبحثون عمن يجاملهم ويسترزق من وراء نفخهم ويذرف من أجلهم دموع التماسيح، يقارعون ويتغزلون ب(قلعتهم) المتهالكة المسكونة بالخراب والمغطاة بالغبار والدمار والأتربة..

لأنها أبو ظبي لا مشكلة!

أقمنا الدنيا ولم نقعدها عندما كانت (art) تنقل الدوري المحلي والدوريات العربية والإسباني والإيطالي والإنجليزي والعديد من البطولات الخليجية والعربية والإفريقية والأوربية للأندية والمنتخبات وغيرها من الألعاب المختلفة وأيضا مونديال 2002 و2006 بقيمة اشتراك لا تتجاوز 1200 ريال سنوياً، في المقابل هاهي قناة أبو ظبي تقتحم السوق السعودية وتكثف دعاياتها في الميادين والشوارع والصحف والمجلات لتبشرنا بنقل الدوري الإنجليزي وحيداً باشتراك سنوي قدره 1013 ريالاً، ومع هذا لا اعترض ولا احتجاج ولم نسمع أحداً يتذمر من مبلغ يفوق بكثير الاشتراك في art سابقاً والجزيرة الرياضية حالياً..

كيف تسمح الجهات المختصة للقناة بأن تسرح وتمرح وتدخل السوق السعودية المربحة دون أن تضع الشروط والضوابط وتحدد الأسعار المناسبة؟ أين اختفت تلك الأصوات التي لم تترك كلمة نابية وشتيمة قاسية إلا وقالتها في art؟ ألم يحن الوقت الذي يكون لنا فيه رأي ومشاركة في قرارات تتعلق بحقوق وقوت وهموم المواطن؟ إلى متى يقال له ادفع وأنت ساكت؟!

تكرار الإنجاز العالمي لمنتخب ذوي الاحتياجات الخاصة يسجل لصانع الإنجازين المدرب عبد العزيز الخالد..

نجحت إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد في تهيئة الهلال في لقاء الذهاب، فهل تواصل النجاح بقيادة الأمير نواف بن سعد هناك في الدوحة؟

مطلوب من كافة الجماهير السعودية الوقوف مع الشباب في مهمته الوطنية والمساهمة بإذن الله في وصوله بعد غد إلى دور الأربعة..

ليست المرة الأولى التي تؤكد فيها الجماهير الهلالية أنها من عوامل تفوق الهلال وسر زعامته..

أمام الأهلي أكد الاتحاد بمدربه الداهية جوزيه أنه الفريق الأقوى والأكثر ترشيحاً للحصول على بطولة الدوري..

فاز التعاون على جاره الرائد لأنه باختصار شديد كان الأفضل تحضيراً وتعاملاً قبل وأثناء المباراة.



abajlan@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد