Al Jazirah NewsPaper Monday  20/09/2010 G Issue 13871
الأثنين 11 شوال 1431   العدد  13871
 
شيء من حتى
لا يمتلئ الاستاد إلا بحضرة الأسياد
عبد العزيز الوطبان

 

هي قاعدة ثابتة راسخة، بل قانون تعرض عليه الأمور فإن وافقته دونت حقيقة وإلا فهي مما لا يثبت عقلا ولا نقلاً، إنه الجمهور الهلالي العظيم، إنه الدعم الهلالي الكبير إنهم أنصار سيد آسيا مروض المستعصي ترويضه، إنهم جمهور نادي القرن الآسيوي، ولم تعد جهينة وحدها صاحبت الخبر اليقين، بل آسيا بأسرها من عرفت الحق المبين والخبر اليقين.. نعم وحده الجمهور الهلالي من يستطع تحويل الخيال إلى حقيقة لا تحتاج إلى برهان، فحتى بعض العقول قد تقصر خيالاتها عن ما تفعله جماهير الزعيم حقيقة، في لقاء السيد بمنافسه الغرافة، كان جمهور السيد على قدر المسؤولية، وهو يملأ جنبات الدرة ويكسيها زرقة بعثت الروح والعزيمة في روح لاعبي زعيم القرن الآسيوي، وأوقدت الحماس و(شعللت) ذكريات جميلة في نفوس لاعبي الهلال عن أجياله المُذهّبة التي صنعت قاعدة البطل راسخة لتتكئ عليها أجيال وأجيال في حصد ما يليق بمقام الزعيم.

هذا الجمهور العملاق يعرف متى يقول كلماته، وعندما يقولها فهي كالشهب عاجلة تبصرها نوافذ تُطل منها تلك الأنفس التي استيقنت ماجحدتها ألسنتهم عن مكانة هذه الجماهير العملاقة، فكما أنها دبّت الرعب والخوف في نفوس المنافس القوي الغرافة وأصابتهم بصدمة لم يفيقوا منها إلا بعد نهاية اللقاء، فقد أخرست أيضًا تلك الألسن التي لم ترتبط يومًا بمنطق أو بعقل سليم سوى أنها عضلة (إرادية) على غير هدى ولا كتاب منير!

سفيرا الوطن

قطع ممثلا الوطن الهلال والشباب نصف مشوار التأهل بفوزين عريضين على منافسيهما، وبقي النصف الأهم الذي يحكم به فعليًّا تأهلهما وإن كانت فرصة الشباب تبدو أسهل بكثير من الهلال إلا أن عدم احترام الخصم والاتكال على نتيجة لقاء الذهاب قد تعصف بأمل الفريقين في التأهل، ولا أظن ذلك مما يفوت على جهازي الفريقين الإداري والفني، ويبقى دعم الجماهير السعودية لممثل الوطن فريق الشباب في لقاء الإياب في الرياض ضرورة ملحة وواجب وطني، وخاصة أن الجمهور الهلالي العظيم سيكون مشغولًا بمتابعة لقاء فريقه مما قد يعطّل الاستفادة منه في دعم الشباب، وكل التوفيق لممثلي الوطن الرائعين..

ديربي جدة

الفرق الكبيرة تعرف كيف تتعامل مع المباريات ذات الحجم الكبير، فقد وضح ذلك في لقاء ديربي جدة، فكانت المعطيات تشير أن الفريق الأهلاوي سيبدأ مهاجمًا ومتحمسًّا ليعوض إخفاقاته الكبيرة قبل فترة التوقف، وتقديم الفوز على الجار اللدود هدية لجماهيره الصابرة، والعودة إلى المنافسة عبر البوابة الكبيرة، فبدأ اللقاء وترك الاتحاد لمنافسة المبادرة في هجومه، فهاجم الأهلي الاتحاد بمهاجمين صريحين دون تحفظ أوإدراك لمغبّة التهور أمام فريق كالاتحاد، فدخل الأهلي اللقاء عاطفيًّا، وابتعد عن الواقعية كثيرًا، بينما غلب على الجانب الاتحادي الثقة بقدراتهم وقدرات مدربهم الكبير عندها قرأ الفريق الاتحادي خصمه فوجد أن فريق الأهلي أقرب إلى الجعجعة من الطِّحن؛ فخطف الفريق الكبير نقاط اللقاء من ضربتين مباغتتين وفي دقيقة واحدة فقط، وبأقل مجهود، وقذف بمنافسه (القديم) فريق القلعة إلى المجهول.

وأعتقد أن إدارة الأهلي لن تجد ما تقوله هذه المرة، وجميع الشماعات التي تلقي عليها عادة أسباب الخسائر قد شغلت وامتلأت، وإن أرادت إعادة الفريق إلى منصات التتويج عليها أن تحتذي بمثالين ماثلين أمامها من سنوات وهما فريقا الهلال والاتحاد، فحينها ستشرع تلك القلعة أبوابها للكؤوس والبطولات.

بقايا حتى

أحسن السيد جريتس قراءة خصمه قبل اللقاء وأثناءه، وشجاعته وثقته بفريقه قادته إلى الفوز العريض، ففريق تغيب عنه أبرز أسلحته الدفاعية، ثم يلعب بمحور فعلي وحيد، ثم يصاب رادوي قلب الفريق، وتستمر الطريقة على ذات النهج وكأن شيئًا لم يكن فيه دلالة على أن الهلال قادر وبأحلك الظروف أن يُسيّر أية لقاء وفق ما يشتهيه في حال طرح الثقة بأفراده واللعب بالطريقة الهجومية التي هي هواية هذا الفريق ومبتغاه.

رغم قدرة الفريق الهلالي على مضاعفة نتائجه أثناء اللقاءات إلا أن شيئًا من ذلك لا يحدث، فكم من لقاء حلّت الشفقة في قلوب الهلاليين على خصومهم وتركوهم يرحلون بنتائج لا تتناسب مع مجريات اللقاء وكمية الفرص المهدرة وما لقاء الهلال بالغرافة عنّا ببعيد !

عندما يكون حارس الهلال حسن العتيبي واقعيًّا في خروجه، ويبتعد عن المغامرات غير المحسوبة فهو يقدم نفسه بشكل يوحي أنه الأفضل بين أقرانه.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد