Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/09/2010 G Issue 13872
الثلاثاء 12 شوال 1431   العدد  13872
 
قطار المشاعر.. مشروع حضاري لخدمة ضيوف الرحمن
د. جرمان أحمد الشهري

 

جاء تنفيذ مشروع قطار المشاعر لخدمة ضيوف الرحمن بمكة المكرمة وإنني متفائل إن شاء الله بنجاح تلك التجربة الحضارية، وعندما أقول حضارية، فذاك هو ما نطمح إليه ونتأمله في حالة نجاح المشروع مع بداية انطلاق التشغيل لقطار المشاعر في مرحلته الأولى وتجربته البكر في حج هذا العام 1431هـ، وبذلك سوف يمثل صافرة البدء لخوض تجربة استخدامات القطار كوسيلة نقل عصرية وفاعلة ليس في المشاعر المقدسة فقط وإنما في أرجاء الوطن.. لقد كنت ضمن المجتمعين في مجمع الحرس الوطني للقطاع الغربي مع ممثلين من وزارة الشؤون البلدية والقروية الذين قدموا لنا ملخصاً معلوماتياً وعرضاً مرئياً لما تعتزم الوزارة تنفيذه في موسم حج هذا العام، حيث سيتم تشغيل المرحلة الأولى لقطار المشاعر عبر طريق رقم 3 الممتد من عرفات إلى الجمرات مروراً بمنى ومزدلفة بطول 18 إلى 19 كيلومترا وبواقع ثلاث محطات بكل مشعر، يغطيها تسيير من ستة إلى تسعة قطارات، في رحلات متتالية ومنظومة متكاملة لخدمة ضيوف الرحمن، تستغرق كل رحلة سبع دقائق فقط، وقد استمعنا وشاهدنا كثيراً من المعلومات الخدمية المستهدف تحقيقها لخدمة الحجاج هذا الموسم، وأمام هذا الجهد الرائع والمشروع الضخم أعتقد من وجهة نظري الشخصية أن المنتج النهائي الذي يهم المستهدفين من الخدمة وهي تذاكر القطار، أعتقد أنها لا تزال بحاجة إلى آلية معينة لكيفية توزيعها تلك على الحجاج، وقد ذكر لنا مندوب وزارة الشؤون البلدية والقروية خلال الاجتماع المهندس عبدالوهاب الغامدي مستشار تصميم المشروع بالإدارة المركزية (أن التوجه الآن بخصوص ذلك هو توزيع التذاكر عن طريق المطوفين من منظمي حملات الحج والذين بدورهم يتولون توزيعها على حجاجهم بالحملة)، وهذا جيد ويحقق جزءا من الحل وليس كله، ولذلك أرى أن تفكر وزارة الشؤون البلدية والقروية في طرق أخرى إضافية لتوزيع التذاكر، الطريقة الأولى، أن تخصص موظفاً من قبلها لدى كل إدارة من إدارات الأحوال المدنية وإدارات الجوازات بجميع مدن المملكة، ليمثل ذلك الموظف منفذاً أو نقطة مبيعات لتذاكر قطار المشاعر، لمن أراد الحصول عليها من الحجاج الذين حصلوا على تصاريح الحج وليسوا تابعين لحملات المطوفين، ومن أولئك ضيوف بعض الوزارات والجهات الحكومية التي تتولى رسمياً استخراج تصاريح الحج لضيوفها وتأمين إسكانهم وإعاشتهم فقط دون تأمين وسائل النقل، وبالتالي فإن أولئك الضيوف بحاجة إلى خدمات قطار المشاعر عن طريق توفير التذاكر في منافذ البيع المذكورة، ومن ذلك على سبيل المثال الحرس الوطني، حيث يستضيف الحرس الوطني ضمن ضيوفه في كل عام بضعة آلاف من المنسوبين ممن يؤدون الفريضة على نفقة الحرس الوطني كسكن في المخيمات وتأمين إعاشة ولكن دون نفقات النقل، أي أن الحاج هنا يتحمل تأمين تنقلاته في المشاعر بطريقته الخاصة وعلى نفقته الخاصة، والطريقة الثانية، أن تفتح في محطات القطار بالمشاعر مكاتب للبيع الفوري للتذاكر أيام الحج، للحجاج الذين لم يتمكنوا من الحصول عليها بالطريقتين السابقتين.. مجرد اقتراح أقدمه لوزارة الشؤون البلدية والقروية لعلها تستفيد من تطبيقه، مع أمنياتي لهذا المشروع بالنجاح وللقائمين عليه بالتوفيق والسداد.



jarman4444@yahoo.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد