Wednesday  22/09/2010 Issue 13873

الاربعاء 13 شوال 1431  العدد  13873

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

اليوم.. الإنترنت.. هو نافذتك للدنيا كلها.. كل ما تريده وتبحث عنه.. تحصل عليه بضغطة زر..

لم تعد داخل منزلك تحتاج إلى تلك الأوراق من (صحف ومجلات وكتب).. كل هذا موجود في جهازك.

أي معلومة تريدها.. تحصل على أضعاف أضعاف ما كنت تبحث عنه بل تصل إلى شيء لم يخطر على بالك أصلاً..

وبدون شك.. فإن المعلومة الإلكترونية أثرت في كل شيء ورقي.. أثَّرت في المقام الأول على المجلات الأسبوعية والشهرية والدورية فأوقفت الكثير منها.. وأثَّرت على الكتاب ومبيعاته.. وهي اليوم.. تغزو الصحافة اليومية وتُسهم في إضعافها وإضعاف دورها.

وهذا.. ليس موضوعي.. ولا ما كنت أعنيه في هذه الزاوية.. بل أعني ما يفعله البعض عندما يجمع المعلومات الإلكترونية التي أخذها من أكثر من موقع خلال يومين أو ثلاثة.. ويُحوّلها إلى كتاب من تأليفه.. وهي مجرد معلومات موجودة أساسًا في النت.. وليس له أي جهد أو فضل في توفيرها.. بل هو مجرد ناقل لها..

بعض الكتب المطروحة اليوم في الساحة.. هي من هذا القبيل، هي مجرد تجميع فقط.

يدخل أحدهم على النت و(يخم) معلومات من هنا وهناك ثم يُحوّلها إلى كتاب، ويحرص على أن يُكبِّر اسمه على الغلاف ويقول (تأليف)، وبعضهم لا ينسى أيضًا.. صورته مع ابتسامة عريضة يعني (سروق.. و.. وجه قوي).

وعلى هذه الطريقة المخجلة.. يمكن للإنسان أن يُؤلف عشرة كتب في كل شهر.. بمعنى أنه يستطيع تأليف أكثر من مائة كتاب كل عام.. وبحيث إذا وافته المنية (بعد عمر طويل إن شاء الله) يكون مجموع مؤلفاته فوق خمسة آلاف مؤلف.. منها ما هو مطبوع ومنها ما هو مُعدّ للطباعة ومنها ما هو تحت الطباعة.. وهكذا.

والمشكلة.. أن هذا الصنف من المؤلفين موجود.. وكتبهم موجودة.. بل تملأ المكتبات، وستكون عبئًا مستقبليًّا يستنزف المال والورق (على.. لا شيء).

هل يُقبل من شخص يستنسخ ما هو موجود في النت ويُقدمه لنا في كتاب ويقول.. هذا من مؤلفاتي؟

اليوم.. كل العلوم والمعارف والمعلومات تقريباً موجودة في النت؛ وبالتالي عندما يأتي أحدهم ويجمع بعض المعلومات حول موضوع معين ويقول إنه ألّفها.. فهذا كذب وتزوير، ولا يمكن قبوله أو إقراره.. ذلك أن التأليف بهذه الطريقة سهل جداً وميسور ومتاح لكل أحد.

نحن لا نحتاج إلى من يتذاكى علينا.. ولا إلى من يحاول استغفال المتلقي.

ويشبه هؤلاء مسألة غثائيات التأليف الحالي.. مَنْ يسافر خمسة أيام أو أسبوعًا إلى بعض البلدان ثم يؤلّف كتابًا في ذلك يضيفه بطريقته إلى أدب الرحلات..

وينقل إلينا نومه وتسكعه في المقاهي وتنقله بالباص وسهراته.. وأكله وشربه على أنه معلومات نافعة ومفيدة للقارئ.. ولو أن كل إنسان سافر وتنقّل بين البلدان ألَّف كتابًا في ذلك.. لأصبح لدينا ملايين الكتب.

والله إنك لتقرأ هذا الصنف من الكتب وتخجل وأنت تقرؤها؛ لأنها من أردأ أنواع (السواليف)، فكيف تُجمع وتُطبع في كتاب؟

يجب أن يكون هناك احترام (للكتاب)، وأن نعي معنى كلمة (مؤلّف)، وألا نقفز على هذا المجال دون أن نملك أدواته الحقيقية.

أحياناً.. تزور بعض المكتبات وتجد كتبًا تُصنَّف على أنها (فشيلة) تسيء إلى صاحبها وتجعله مكانًا للتندر والسخرية.. ليس إلا.

 

مستعجل
غثائيات التأليف والمؤلفين..!
عبدالرحمن بن سعد السماري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة