Thursday  23/09/2010 Issue 13874

الخميس 14 شوال 1431  العدد  13874

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

اليوم الوطني

           

منذإعلان توحيد المملكة تحت اسم (المملكة العربية السعودية) في سنة (1351هـ) والبلاد تخطو خطوات إلى الأمام إما سريعة أو بطيئة، فالملك عبد العزيز جمع أجزاء البلاد في جهاد طويل، ثم ثبَّتَ الأمن الذي هو مفتاح التقدم في جميع المجالات، فلا تجارة بدون أمن، ولا طلب رزق بدون أمن، وفي آخر عمره التفت إلى تحديث التعليم بعد اكتشاف البترول وزيادة دخل المملكة، وقد أنشأ سكة الحديد بين الرياض والدمام، وتلك خطوة جريئة في مجال المواصلات وربط المدن بعضها ببعض، وجاءت الخطوات الجبارة في عهد الملك سعود حيث أعلن أنّ عهده سيكون حرباً على الجهل والفقر والمرض، وقد صدق قوله، فنشر التعليم الحديث في أرجاء المملكة وفتح المستشفيات والمستوصفات، وارتقت معيشة المواطن بشكل كبير عن طريق الوظائف الحكومية والتوسع في التجارة وفتح الشوارع في المدن، وفي عهد الملك فيصل خطت المملكة خطوات جريئة، فقد فتحت مدارس البنات وأنشئ التلفزيون، وتطوُّر الهاتف من الهاتف اليدوي إلى الهاتف المباشر، وتتابعت الخطوات في عهد الملك خالد حيث ارتقت معيشة المواطن وأطفئت فتنة جهيمان ورفاقه، وفي عهد الملك فهد تقدمت المملكة في مجال التقنين، فأوجد أنظمة الحكم القانونية والإدارية وطوّر مجلس الشورى، وقنّن سنوات الوزراء وشاغلي الممتازة، وأسهم في تحرير الكويت من احتلال جيش صدام الذي جرَّ على العراق مصائب متتابعة لا زال يعاني منها إلى يومنا هذا.

والآن تتقدم البلاد في خطوات جريئة وسريعة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - أمدّ الله في عمره - وأعانه على تحمُّل المسؤولية وإكمال المسيرة، فالملك عبد الله - يحفظه الله - يشعر أنّ المملكة جزء من العالم، ولابد لها من التفاعل مع المستجدات العالمية في التعليم والصحة والاتصالات والتجارة والمسائل القانونية في المعاهدات الأمنية والتجارية، فالعالم اليوم عالم الفضائيات والهاتف المحمول ونقل الصورة، فلا حواجز بين أجزاء العالم، ولذلك تسابقت الدول في التقدم وفي الاستفادة مما عند الآخرين، ومن منطلق فهم الملك عبد الله بأنّ المملكة جزء من العالم، ولابد لها من تحمُّل مسؤوليتها تجاه التقدم والرقي أنشأ جامعة الملك عبد الله التي يعلّق عليها آمالاً في حل مشكلات تواجه المملكة مثل قلة المياه والتحلية وزيادة الطاقة الكهربائية، فالجامعة نقلة جريئة نحو التطوُّر، ولعلنا نجني ثمارها في السنوات القريبة القادمة إن شاء الله ويُسَرُّ ملكنا العظيم بثمار ما زرعه. ومما يشعرنا بالتقدم تقدم رتب الجامعات والمستشفيات في منظومة المؤسسات العالمية، فلا تمر سنة إلاّ وتعلن جامعة أو مستشفى بتجاوز الترتيب القديم إلى ترتيب جديد، اعترفت به المؤسسات العالمية في الصين أو أستراليا، حتى إنّ جامعاتنا ومؤسساتنا الصحية أصبحت تنافس على مستوى العالم، وليس على مستوى مؤسسات العالم العربي أو العالم الإسلامي، فأصبحنا نحلم حقاً بأننا سنصل إلى ما وصلت إليه الأمم المتقدمة، لأننا سرنا في الطريق الذي سارت فيه تلك الأمم، وذلك الطريق أوصلها إلى الصناعة المتقدمة والاقتصاد الثابت، واعتمادها على أبنائها الذين كوّنوا أنفسهم لبناء البلاد في جميع المجالات، من تعليمية وصحية وقانونية وتجارية وعمرانية وغير ذلك، ومكانة المملكة العالمية في تقدم، فالعالم يحترم اتزان المملكة وعدم اندفاعها ضد أي طرف، فهي لا تُقْدم على خطوة إلاّ بعد دراسة وتمعُّن، ولذلك قدّرت المنظمات العالمية في إطار الأمم المتحدة دور المملكة في الإسهام في حل مشاكل العالم ومكافحة الفقر والمرض، والإسهام الفعّال في مساعدة المتضررين بسبب الكوارث العالمية من زلازل وسيول وجفاف. ومما يميّز مساعدات المملكة أنها تمنح من أجل الإنسانية بدون مقابل، ولذلك عرفت المملكة بمملكة الإنسانية وعرف الملك عبد الله بملك الإنسانية، وشواهد البذل بدون مقابل فصل التوائم، فالعملية تكلف أموالاً كثيرة، بالإضافة إلى أنّ فريق الجراحة الماهر في عمله لا يأخذ أجراً على العملية، وبسبب النهج المعتدل للمملكة كتبت الصحف العالمية عن عظمة ملكنا وإنسانيته فعدّته في الصفوف الأولى من رجال العالم، ولم يحصل الملك عبد الله على هذه المنزلة اعتباطاً، وإنما حصل عليها بعمله الجاد في بناء وطنه وتطوير التعليم والإسهام في إرساء قواعد الأمن العالمي. ومما يتصف به خادم الحرمين الشريفين متابعة المقصرين من المسؤولين، فيقظة الملك خلف المسؤول المقصر يتبعها إعفاء، فقد برزت الإعفاءات بوضوح في عهد خادم الحرمين الشريفين، حتى إنّ الوزراء وشاغلي الممتازة أصبحوا يحسبون حساباً للناس، لأنّ الشكاوى إذا وصلت إلى الملك فسيحاسب المسؤول، وقد يعفى من عمله الذي وضع له منزلة مرموقة في المجتمع. لقد أصبح المسؤول يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه مجلس الشورى أو غيره من مؤسسات محاسبة المسؤولين، فلمليكنا من شعبه الشكر والتقدير على هذه اليقظة التي تصب في مصلحة الشعب. ونحتفل باليوم الوطني في هذا العام واقتصاد المملكة ثابت بينما الاقتصاد العالمي في اضطراب واهتزازات. ومن شواهد ثبات اقتصادنا النهضة العمرانية التي عمّت أرجاء المملكة وتسابق الشركات العالمية الكبرى للعمل في المملكة، فالثقة في اقتصادنا فتحت الأبواب للمملكة للدخول في مجموعة العشرين وفي منظمة التجارة العالمية.

ويحق لنا أن نحتفل باليوم الوطني في عام أثبت فيه جنودنا أنهم أهل لحماية الوطن، فقد ردعوا المعتدين وأوقفوهم عند حدهم، وكانت أطماعهم تتمثّل في اختراق حدود المملكة الجنوبية، وكانوا يعتمدون على دعم خارجي يسعى جاهداً لزعزعة الأمن في المملكة وينتهز أي فرصة تسنح له، لكن صمود جنودنا ودعم قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين، حرمهم من تحقيق مآربهم الشريرة، فخادم الحرمين الشريفين زار جنوده في الجبهة ووقف معهم ضد المعتدين على أمن الوطن، فتحقق النصر وانتهت الحرب في صالح الوطن، وإذا كان الوطن قد انتصر في حرب الحدود الجنوبية، فإنّ حربه مع المفجِّرين والمخرِّبين رجح ميزانها في صالحه، فمنذ ما يقرب من عشرين عاماً والوطن في حرب مع الأيدي الخفية التي تعمل في الظلام منذ تفجير السليمانية إلى يومنا هذا، ولكن يقظة رجال الأمن قللت من شر هؤلاء الذين استهدفوا في رمضان الماضي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وقد جاءت زيادة رواتب العسكريين مكافأة لهم على أعمالهم في حماية الوطن، فخادم الحرمين الشريفين لا ينسى رجاله المخلصين، فهي لفتة كريمة من ولي الأمر يقدِّرها له أبناؤه المخلصون، ودعم الملك ورفده لأصحاب الضمان دليل على العناية بكل فرد من أبناء الشعب، فهذه مكرمة ملكية استقبلها المحتاجون بالدعاء لولي الأمر، بينما لقيت الترحيب من الأسر المحتاجة، وتمتد خيرات الوطن إلى إخواننا في الباكستان، فقد تسابق أبناء المملكة لمساعدة إخوانهم منذ سماع نداء خادم الحرمين الشريفين، فنكبة الباكستان أيقظت القلوب فهبت المملكة حكومة وشعباً لنجدة المتضررين. هذا هو الوطن في يومه الوطني، ثبات على المبادئ وتطوُر وتقدم والتفاف حول القيادة الرشيدة، فالتهنئة مقرونة بالعزّ والتمكين لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني، والله المستعان في كل أمر.

 

خطوات إلى الأمام في يومنا الوطني
أ. د. عبد العزيز بن محمد الفيصل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة