Thursday  23/09/2010 Issue 13874

الخميس 14 شوال 1431  العدد  13874

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

اليوم الوطني

 

رمز للانتماء
الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود

 

إن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يعتبر رمزًا يجسد الانتماء ونموذجًا حيًا للبذل والعطاء.

وفي هذا اليوم يحتفل فيه سكان المملكة العربية السعودية بالنمو والتطور والازدهار الذي تشهده جميع مناحي الحياة بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بالقيادة الحكيمة للملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ثم أبنائه البررة الملوك من بعده الذين اتخذوا الشريعة الإسلامية منهاجًا ودستورًا وبذلوا الغالي والنفيس لتحقيق الأمن والاستقرار للوطن وتطوير البلاد.

والمتتبع لمسيرة التطورات التنموية التي شهدتها المملكة منذ تأسيسها على يد القائد الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه - وما تحقق بعد ذلك على أيدي أبنائه البررة من إنجازات هائلة ونهضة شاملة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية يدرك حجم الجهود التي بذلت والتي انعكست إيجابًا على المواطن وساهمت في زيادة وعيه ورفع مستواه الاقتصادي والاجتماعي وعززت قدرته على التعامل والتكيف مع المستجدات والتطورات والمتغيرات العالمية.

ومن خلال خطط التنمية الخمسية الثمانية المتعاقبة التي وضعتها المملكة منذ عام 1390هـ والتي اتسمت بالتوازن والشمولية حققت المملكة نجاحات كبيرة وقفزات تنموية سريعة ونهضة حضارية شاملة نقلتها إلى مرحلة الإنماء السريع العمراني والاقتصادي والاجتماعي مع المحافظة على المبادئ والقيم الإسلامية والعادات والتقاليد.

ولقد حققت المملكة العربية السعودية إنجازات فاقت كل التوقعات على جميع الأصعدة الداخلية والخارجية لا نستطيع حصرها منذ عهد الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه -ثم مرورًا بأبنائه الملوك البررة فكل فترة من فترات حكم كل واحد منهم لها مميزاتها وإنجازاتها المبنية على خطط إستراتيجية وطنية وتنفيذية.

وسأقتصر حديثي على التنمية البشرية والتي ظلت المحور الرئيس والهدف النهائي لحكومات المملكة العربية السعودية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وذلك لتوفير بيئة تمكن المواطنين أن يستثمروا كامل طاقاتهم وقدراتهم ليعيشوا حياة طويلة وصحية ومنتجة وخلاقة تتلاءم مع حاجاتهم ومصالحهم. وقد كانت من أهم الإنجازات في هذا المجال:

- زيادة الإنفاق المخصص للخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية على مدار خطط التنمية المتعاقبة من عام 1390هـ إلى عام 1431هـ

(1970م-2010م) حيث ارتفعت نسبة الإنفاق على هذه الخدمات من 20.6% خلال خطة التنمية الأولى إلى 57.1% خلال خطة التنمية السابعة.

وأدى ذلك للتطورات الملموسة خلال العقود الأربعة الماضية وما رصد لهذا القطاع في ميزانية الدولة خلال خطط التنمية المتعاقبة والذي بلغ ما متوسط نسبته 19% من جملة مخصصات الإنفاق على قطاعات التنمية لتوفير الرعاية الصحية وبإقامة تجهيزات أساس صحية ذات جودة عالية فقد أدى ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى إلى انخفاض معدلات الإصابة بالأمراض وتمكين السكان من حياة صحية أفضل وأطول. حيث تؤكد الإحصاءات العالمية أن المملكة العربية السعودية هي من بين ثلاث دول على مستوى العالم حققت أكبر زيادة في متوسط العمر المتوقع حيث ما يزيد عن 79.6% من السعوديين يتوقع بلوغهم من العمر 65 سنة فأكثر. وعكست الاتجاهات المواتية في متغيرات صحة السكان في المملكة حدوث تحسن كبير في متوسط العمر المتوقع عند الميلاد الذي ارتفع من 53.9 سنة في الفترة من 1390-1395هـ (1970-1975م) إلى 72.7 سنة في عام 2007م وهو أحد الأسباب التي أدت إلى اعتبار المملكة من الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة.

- أما في قطاع التعليم فقد أولت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها اهتمامًا خاصًا بقطاع التعليم وحظي في كل مرحلة من مراحله بعناية كبيرة وعملت على توفيره للجميع في جميع أرجائها الشاسعة ويجسد ذلك ارتفاع الإنفاق على التعليم كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي من 3.5% عام 1390 -1391هـ (1970م) إلى 9.5% عام 1422 -1423هـ (2002م) وأدى ذلك إلى ارتفاع معدل إجمالي القيد بمراحل التعليم المختلفة من 33.9% في عام 1395هـ (1975م) إلى 82.6% في عام 2007م.

وارتفع معدل معرفة الكتابة والقراءة للسكان السعوديين من عمر 10 سنوات فأكثر من 64.3% في عام 1394هـ (1974م) إلى نحو 82.9% في عام 2007م. وبلغت نسبة الأمية بين السكان السعوديين 10 سنوات فأكثر 13.7% في العام نفسه.

ومن الملاحظ أن معدل التعليم للفئة العمرية 15-24 سنة قد بلغ 100% للذكور والإناث معًا.

- أما بالنسبة للتعليم العالي على وجه الخصوص فقد اهتمت به حكومات المملكة المتعاقبة لاسيما في السنوات الخمس الأخيرة بناءً على رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله -والعمل الجماعي الدءوب والجاد من القيادة الرشيدة وأبناء هذا الوطن الأكفاء دون التخلي عن مبادئه وقيمه الأصيلة مما أدى إلى أن يشهد التعليم العالي قفزات هائلة وتطورًا كبيرًا شمل جميع جوانب العملية التعليمية مما أكسبه بعض الملامح التي أصبحت مرتكزات أساسًا في التطوير لعل من أهمها: الدعم السخي حيث استثمرت الدولة في التعليم الجامعي على مدى السنوات الست الماضية حوالي 93 مليار ريال وخصص له في ميزانية العام المالي الحالي 1431 -1432هـ ما قيمته 38 مليار ريال تقريبًا أي ما يمثل 7% تقريبًا من ميزانية الدولة بالإضافة إلى تخصيص 6.5 مليار ريال في ميزانية وزارة التعليم العالي للعام المالي 1430 -1431هـ لبناء وحدات سكنية لأعضاء هيئة التدريس في محيط المدن الجامعية، وإنشاء الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي بهدف الارتقاء بجودة التعليم العالي الحكومي والخاص، وإنشاء المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي لتحقيق العدالة وتساوي الفرص والإسهام في رفع كفاءة عمليات القبول، وأيضًا تطوير البحث العلمي واستحداث مراكز للبحوث والدراسات التطبيقية وإرساء العديد من الكراسي البحثية لتحقيق أهداف وطنية استراتيجية، وإطلاق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وتشييد المدن الجامعية الحديثة في جميع مناطق المملكة على أعلى المستويات الإنشائية في الجامعات وفروعها على مساحات شاسعة تضم الكليات والوحدات التعليمية والمرافق الخاصة ومساكن لأعضاء هيئة التدريس ومنسوبي الجامعات.

ومن أهم ما تم تنفيذه في هذا المضمار انتشار الجامعات في جميع مناطق المملكة والكليات الجامعية في أكثر من سبع وسبعين محافظة بعد أن كانت محصورة في سبع عشرة محافظة فقط قبل قرابة خمس سنوات وإنشاء جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في مدينة الرياض.

إن التقدم الذي أحرزته المملكة العربية السعودية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية إنما يستند بعد توفيق الله سبحانه وتعالى إلى القيادة السياسية الواعية والقادرة على توجيه عملية التنمية الأمر الذي أدى إلى تحقيق منجزات تنموية مرموقة ومتميزة في حقبة زمنية قصيرة وهو انعكاس لما اتخذته القيادة الرشيدة من سياسات تنموية تتمركز حول المواطنين لاقتناع القيادة التامة من أن الإنسان هو هدف التنمية وهو الوسيلة لتحقيقها. أعز الله وطننا الغالي وسدد خطا قيادتنا الرشيدة، ونتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بأن تنعم دائمًا مملكتنا الحبيبة بالتقدم والازدهار بقيادة رائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز حفظهم الله ورعاهم وحكومتهم الرشيدة وكل مواطن مخلص لهذه البلد المعطاء.

مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة