Thursday  23/09/2010 Issue 13874

الخميس 14 شوال 1431  العدد  13874

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

اليوم الوطني

 

الذكرى (80) لاحتفاء الوطن
د. إبراهيم بن مقحم المقحم (*)

 

يشرق علينا هذا اليوم الخميس 14-10-1431هـ الموافق 23-9-2010م، حاملاً ذكرى اليوم الوطني الثمانين للمملكة، ويأتي هذا اليوم والمسيرة مستمرة في بناء الإنسان السعودي وتهيئة سبل عيشه الكريم والعطاء بلا حدود والإبحار إلى مصاف الدول التقنية والعلمية وتوظيف الاقتصاد والتنمية في الرقي بالوطن.

إن اليوم الوطني يذكرنا بجهود المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) في بناء هذه الدولة التي جمعت الشتات وقضت على الفرقة وبدأت معركة البناء، الدولة التي جعلت القرآن الكريم دستوراً والإسلام منهجاً والتلاحم مع الأشقاء العرب والمسلمين طريقاً لا تحيد عنه والتعاون مع دول العالم شرقه وغربه خياراً لبناء نهضتها والتزاماً بالنظم الدولية وإحقاقاً لمعاني الإنسانية، نتذكر هذا اليوم الوطني فندعو لمن كان له بعد الله الفضل في ذلك، ونتذكر جهود أبنائه الملوك: سعود وفيصل وخالد وفهد (رحمهم الله) حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز (حفظهم الله) في استكمال مسيرة الدولة المباركة التي شاع ذكرها في العالم أجمع بفضل السياسة الحكيمة التي أعلت شأنها داخلياً فشهدت مسيرة تنموية متميزة، وأعلت شأنها خارجياً فجعلتها بيتاً للعرب والمسلمين ومرجعاً في السياسة العالمية للعديد من القضايا السياسية والاقتصادية التي يأتي الصوت السعودي فيها متميزاً بالموقف والرأي والدعم، وما وقفة الدولة والشعب السعودي في كوارث السيول في الباكستان عنا ببعيد، فمن الدعم بملايين الريالات من التبرعات الحكومية والشعبية إلى الجسر الجوي الإغاثي والمستشفيات الميدانية والعطاء بلا حدود لهذه الدولة الشقيقة وغيرها من الدول المحتاجة في جميع المجالات.

إن ذكرى اليوم الوطني مسيرة تنمية مستمرة ترتقي فيها الدولة عاماً بعد عام إلى مصاف العالم المتطور، فمؤشر التنمية يسجل صعوداً رغم الأزمة العالمية التي عاش العالم آثارها، والإنجازات تترى في المشاعر المقدسة وغيرها، فهذا مشروع قطار الحرمين، ومشروع السقيا في مكة أصبح أمراً واقعاً بعدما كان حلماً، فقد دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) مساء الجمعة 24-9-1431هـ (مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم) الواقع في (كدي) بمكة المكرمة والذي بلغت تكلفته (700) مليون ريال لتنقية مياه زمزم وتعبئتها آلياً، وهذه مشاريع التوسعة للحرم المكي الشريف على قدم وساق، وهذه ساعة مكة المكرمة في برجها العملاق ومشاريع منى والمدينة المنورة، ومشاريع السكك الحديدية والمدن الاقتصادية وغيرها، كل هذه شواهد على إنجازات هذا الوطن.

ومما يمكن الإشارة إليه تأسيس (مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة) بتاريخ 3-5-1431هـ لتنوّع المملكة مصادر الطاقة لديها وتحتفظ بثروتها القومية (النفط) لأطول مدة ممكنة في توجيه كريم من قائد حكيم مدرك لأبعاد ما يعمله لصالح شعبه ووطنه، ولا أقل من ذلك ما وجه به (حفظه الله) من تنظيم للفتاوى التي عج بها المجتمع وقصرها على هيئة كبار العلماء للحد من الفوضى والاجتهادات التي تؤثر في مسيرة الوطن بشكل أو بآخر.

إن وطننا العزيز يمر بعصر ذهبي من الإنجازات الرائدة في جميع المجالات، مع استمرار العمل بالتنمية المستدامة في جميع القطاعات والأخذ بالإحصاءات والتخطيط السليم، فأصبحت المملكة مقصد الاستثمارات العالمية، وهذه النهضة التي قام بها الإنسان السعودي والمؤسسات السعودية (الحكومية والخاصة) تظهر للعيان العمل العظيم والجهد الجبار الذي بذلته قيادة هذا البلد في سبيل الرقي بالإنسان السعودي وتنميته ورفع اسم المملكة عالياً في هذا العالم الذي يموج بتيارات التطور والتنمية والتخلف والحروب والكوارث والفتن وغيرها.

هذه إشارات عابرة في هذه المناسبة الوطنية السنوية التي ينبغي أن نغرسها ونؤكدها في نفوس أبنائنا ليعرفوا قيمة وطنهم واهتمام قادتهم منذ إنشاء هذه المملكة حتى العصر الحاضر، وما تم بذله في سبيل ذلك من جهد وكفاح وتخطيط مستمر، وتأتي التربية والتعليم وسيلة لغرس هذه المفاهيم في نفوس النشء؛ ليتشربوا مفاهيم الشريعة الإسلامية الصحيحة بما فيها من قيم، ولترسيخ الانتماء للوطن وتعزيزه باستمرار؛ لأن الطالب -وفق ما أشارت إليه نتائج الدراسات المتخصصة- يتذكر التوجيه الذي تهتم بها المؤسسة التربوية التي ينتسب إليها ويتلقى تعليمه فيها من قبل الأسرة التربوية الذين عليهم الدور الأهم في القدوة الصالحة التي ننشدها لأبنائنا الطلاب ليكونوا حصناً منيعاً يقف بحزم ضد ما يهدد أمن الوطن أو استقراره من أصحاب الأهواء والأفكار المنحرفة والضالة الذين يتربصون بوطننا ويستهدفون شبابنا بجميع الوسائل المتاحة لهم بما فيها الإعلام والبث الفضائي وشبكة الإنترنت وغيرها من الوسائل.

والله نسأل أن يديم على هذا الوطن نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وأن يعيد علينا هذه المناسبة وأمثالها وبلادنا ترفل بنعمة الأمن ورغد العيش، ونسأله أن يحفظ لهذه البلاد قائدها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وحكومتهم الرشيدة، والله ولي التوفيق.

(*) جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة