Friday  24/09/2010 Issue 13875

الجمعة 15 شوال 1431  العدد  13875

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

أكاديمي متخصص في الدراسات الشرعية يؤكد على إعادة صياغة شخصية معلم التربية الإسلامية
د. الرومي: اهتمام مدرسي العلوم الشرعية بمظاهرهم أمر أساس لأداء رسالتهم

 

خاص ب (الجزيرة) - الرياض

أكد متخصص في الدراسات الإسلامية أن الإسلام عُني بشخصية المسلم، فعمل على صياغتها على النحو الذي يحقق رسالته في الحياة، فلئن كان جوهر المسلم هو الأساس الذي تركزت عليه عملية الصياغة من ناحية الحرص على سلامة القلب، وبقائه باستمراره موصولاً بالله تعالى، وسلامة العقيدة الإسلامية، والعمل على تزكية النفس بكافة الوسائل والأساليب التي وجّه الإسلام إليها، ومع العناية بجوهر المسلم، فقد عُني الإسلام واهتم بمظهر الإنسان اهتماماً يتناسب مع المكانة التي تليق به في هذه الحياة.

وقال فضيلة الأستاذ المشارك في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود الدكتور محمد بن إبراهيم الرومي - في دراسة شرعية: إن معلم التربية الإسلامية له مكانة هامة في المجتمع الإسلامي، حيث يقوم على تدريس وتعليم التربية الإسلامية للطلاب، في مراحل الدراسة المختلفة، فهو في مقام القدوة، والأنظار تتوجه إلى شكله ومضمونه، أي على مظهره وجوهره، ولا شك أن المظهر يقع تحت رؤية العيون، ومن ثم وجبت العناية به، لأن معلم التربية الإسلامية يتحدث باسم الإسلام، ويعمل على تدريس تعاليم وآداب الإسلام في المقررات المختلفة، ومن ثم ينبغي أن يكون مظهراً وجوهراً على النحو الذي يتناسب مع عظمة الرسالة التي يؤديها.

وأكد فضيلته أن حسن مظهر معلم التربية الإسلامية، يبعث على احترام وتوقير الطلاب له، بل وعلى احترام المجتمع، ولا شك أن ذلك سمت إسلامي، ينبغي الحفاظ عليه، وإلا انصرف الطلاب وأصابهم النفور من المعلم، لافتاً إلى أن مما يؤكد على أهمية عناية معلم التربية الإسلامية بمظهره، هو أن أول ما يطالعه الطلاب من المعلم، هو مظهره الخارجي وسمته العام، الذي يؤثر تأثيراً كبيراً على تفاعلهم معه في حجرة الدراسة، بل إن حُسن المظهر ودقة العناية به، يُعد عامل جذب وشد لانتباه الطلاب في الإصغاء والتقبل لما يقوله المعلم، وليس معنى ذلك أن يتكلف المعلم في الظهور بمظهر حسن مبالغ فيه، ويكون على حساب العناية بجوهره كلا!

وشدد الدكتور الرومي على أن التوسط مطلب إسلامي والعناية بالشكل والمضمون، من الأمور التي أكد عليها الإسلام، ولا سيما إذا اجتمع مع العناية بالمظهر، حسن الشكل وجمال الصورة، وقد كان بعض الصحابة رضوان الله عليهم لهم حظ وافر من جمال الهيئة، فكان جرير بن عبد الله رضي الله عنه كذلك، حتى إن جبريل كان يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض صوره على هيئة «دحية الكلبي» الصحابي الجليل رضي الله عنه لجماله وحسن هيئته.

واستطرد يقول: إن الجمال الجبلي نعمة من نعم الله، وقد دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لأبي زيد الأنصاري واسمه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ادن مني، فمسح بيده على رأسه ولحيته، ثم قال: اللهم جمّله وأدم جماله، قال الراوي: فلقد بلغ بضعاً ومائة سنة، وما في رأسه ولحيته بياض إلا نبذ يسير، ولقد كان منبسط الوجه، ولم ينقبض وجهه حتى مات)، والجمال الجبلي تحبه النفوس وتأنس به، وهو محبوب عند الله تعالى، يقول صلى الله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال)، مشيراً إلى أن ما جاء الشرع بطلبه في هذا المجال هو: تحسين الهيئة والشكل والنظافة، والتزام سنن الفطرة، وسائر الأفعال التي تؤدي إلى التآلف بين الناس، ولا تنفر بعضهم من بعض .

وقال: إن حسن الهيئة، والعناية بالمظهر العام من الأمور التي ينبغي لكل مسلم أن يهتم بها، وإن ذلك ليتأكد في حق معلم التربية الإسلامية نظراً لما له من آثار مهمة على الطلاب وعلى المجتمع فمعلم التربية الإسلامية، ممثل للإسلام في هذا الحقل - حقل التعليم والتربية والتوجيه، ومن ثم ينبغي أن يُعنى المعلم عناية مناسبة بلباسه ومظهره، لكن ذلك في حدود الاعتدال والتوسط، حتى لا يكون على حساب العناية بجوهره، الذي يعد الركيزة الأساسية في حياة معلم التربية الإسلامية.

وخلص الدكتور الرومي إلى القول: إن أهمية المظهر تأتي في تناسبه مع الأمور الباطنة، وتأثيره عليها، فكما أن الباطن يفيض على الظاهر هذا الأثر من الهيبة والوقار، فإن الظاهر والتزام المرء هيئة معينة، تكسبه من الأخلاق والأمور الباطنة التي يتصف بها من يشاركه في الظاهر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: المشاركة في الهدى الظاهر تورث تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهين، يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال، وهذا أمر محسوس، فإن اللابس لثياب أهل العلم، يجد من نفسه نوع انضمام إليهم، واللابس لثياب الجند المقاتلة يجد من نفسه نوع تخلق بأخلاقهم.

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة