Friday  24/09/2010 Issue 13875

الجمعة 15 شوال 1431  العدد  13875

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

فاصلة:

((حيث النظام هناك خبز وحيث الفوضى هناك الجوع))

- حكمة إيطالية-

بعض الطلاب مثلي يطبقون بحثهم للدكتوراة في السعودية، وليس في بلد الدراسة رغم أن في ذلك مصاعب عدة.

إحدى هذه المصاعب أن الملحقية تعطي الطالب فرصة واحدة للسفر لمدة ثلاثة أشهر في السنة الثالثة للدراسة بدفع تكاليف سفره ومكافأة لثلاثة أشهر، لكن ذلك يعطّل الطالب حيث لا يستطيع إتمام عمله ويضطر إلى التمديد لتطول فترة ابتعاثه؛ لأن تلك الفترة غير كافية للتطبيق.

وإن بدأ الطالب مثلي ومثل غيري منذ السنة الأولى، فعليه أن يتحمل مسألة التكاليف المادية فضلا عن انقطاع الأبناء عن المدارس وهي مشكلة كبرى؛ حيث إن المدارس البريطانية تطوي قيد الطالب في حالة تعديه نسبة الغياب المسموح بها.

غير أنني لم أتوقع أن هناك صرامة في موضوع الغياب بالنسبة إلى مرحلة رياض الأطفال والتي تسمى في بريطانيا reception

هذا ما حصل معي حين استدعتني المدرسة لإخطاري بقلقها حول غياب ابنتي يارا(4 سنوات) الذي لم يتجاوز بضعة أيام دون إخطارهم، وكنت قد اهتممت بإخطار مدارس الكبار دون أن التفت إلى مدرسة الصغيرة.

مدير المدرسة حين قابلني أخذ يشرح لي خطورة الغياب فأخبرته بأن عذري هو احتياجي للسفر بين فترة وأخرى لتطبيق دراستي فما كان منه إلا أن تفهم العذر فضلا عن أنه قدم لي حلولا حينما شرحت له أن علي أن أنقطع ثلاثة أشهر في منتصف هذا الترم لمتابعة حالات البحث التي تحتاج إلى متابعة كوني سأطبق علاجا نفسيا على الحالات.

أعجبني كثيرا اهتمامه بحل مشكلتي، وأشار علي بأنه من الممكن أن يظل مقعد يارا في المدرسة بانتظارها في حال ألحقت يارا بمدرسة في بلدي وأتيت لهم بشهادة تثبت حضورها.

الذين ينتقدون صرامة البريطانيين في تطبيق النظام -من وجهة نظري- هم أناس لم يعتادوا النظام، ولذلك ينزعجون من تطبيقه.

من تجربتي أن تطبيق النظام مفيد في كل شيء إذا كانت البيئة مهيأة لتطبيقه، واذا كان المطبق لهذا النظام يتفهم الهدف من تطبيقه.

المشكلة أن البعض حين يطبقون النظام لا يفهمون كيف يجدون حلولا لخرق النظام بشكل لا ينعكس سلبيا على الإنسان.

كنت في مناقشتي مع مدير المدرسة نسير في هدف مشترك هو مصلحة الطفلة مما أثمر عنه إيجاد حل مناسب لا يجعل الطفلة تنقطع عن الدراسة رغم غيابها عن مدرستها هنا، وفي نفس الوقت لا يعاقبها نظام التعليم بشطب اسمها من الالتحاق بالمدرسة، وتحتاج من جديد إلى التسجيل وربما الانتظار لبضعة أشهر في قائمة طويلة حتى يأتي دورها.

هذا هو الفرق بين نقاش حضاري وبين نقاش آخر مع مدير مسئول يطبق النظام بسلطته الإدارية دون اهتمام بتوابع هذا التطبيق الصارم.

nahedsb@hotmail.com
 

مسؤولية
يوميات المبتعثين « النظام «
ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة