Sunday  26/09/2010 Issue 13877

الأحد 17 شوال 1431  العدد  13877

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

لا أعلم ما هو سر إصرار بعض الممثلين والمخرجين السعوديين على الإساءة للمجتمع ونشر الغسيل (المجتمعي) بصورة فاضحة لا يمكن أن تخدم سوى تلك التوجهات المشبوهة، فلا مانع من النقد الموضوعي الهادف

إذا كان يخدم أي قضية أو يصحح مسارها بصدمة درامية أو كوميدية، قد تكون سبباً في انفراج أزمتها.

المشكلة تكمن في نقطتين أساسيتين أولاهما: تأثير هذه المسلسلات خارجياً فهي تعرض على فضائيات عالمية يشاهدها سكان العالم قاطبةً من العرب والعجم، وستكون أيسر وسيلة لرسم صورة عن المجتمع السعودي في ظل عدم وجود أعمال درامية مساندة يمكن أن تنقل صورة مشرفة (مضيئة) لهذا المجتمع (المحافظ)، فأعمالنا - مع الأسف - محصورة في جانبين إما الكوميديا (التهريجية) أو التراجيديا (المقززة) التي تصور المجتمع (الفردي) في أضعف حالاته. ما قادني للحديث عن هذا الموضوع ذلك الموقف (الهزيل) الذي واجهته في إحدى دول مجلس التعاون الخليجي عندما كنت ضيفاً على أحد الأصدقاء هناك، وكنا في ذلك المساء الجميل بصحبة مجموعة من الزملاء (الخليجيين) في مكان عام فمرت إحدى السيارات من جوارنا وفوجئت بتعالي أصوات الضحك والقهقهة (العميقة !) تخللها (طاش ما طاش..؟!) ؛ فنظرت وأمعنت النظر إلى تلك السيارة ولم أجد فيها ما يدعو للضحك ! ؛ سيارة من نوع صالون تقل عائلة سعودية محترمة وهي في وضع طبيعي جداً، فسألت صديقي الخليجي عن سر تلك الضحكات العميقة..؟! ؛ فابتسم وقال لي محرجاً: « لا شيء .. لا شيء فقط تذكرت طاش ما طاش»، المسلسل الذي حوّل (السعودي) إلى نكتة متحركة، فمجرّد مظهر (السعودي) أصبح يبعث على الضحك .. من المسؤول عن ذلك؟؟؟ أترك الإجابة للزميلين ناصر القصبي وعبد الله السدحان.

وعن تأثير هذه المسلسلات على المجتمع (السعودي) وخصوصاً حديثي السن فحدث ولا حرج، فكثير من القضايا المطروحة في هذه المسلسلات لا تشكل ظاهراً، وإنما هي أحداث فردية يتم طرحها - لأسباب مجهولة - بشكل موسع وقوي جداً، فتتحول بعد عرضها على الشاشات إلى ظاهرة ! وهذا مما يخلق من (اللا مشكلة) مشكلة كبيرة، أضف إلى ذلك التركيز على بعض القضايا المحسومة من قِبل أهل الاختصاص كمسألة الاختلاط وسفر المرأة بدون محرم والتحليل والتحريم في المسائل الدينية !، التي لا يمثل طرحها في هذه المسلسلات سوى حقيبة لنشر الفساد في هذا المجتمع، (فلورانس) - فارس البالتوك - يصعد خلسةً إلى السطح ليغازل ابنة جاره..؟!، و(السدحان والقصبي) يقلبان الموازين الدينية والخلقية والفطرية والعقلية ليروّجا تعدّد الأزواج للمرأة (السعودية)..؟!، و(العسيري والشمراني) يجبران المرأة على قيادة السيارة وعلى مخالفة المجتمع..؟!، و(المالكي) في سكتم بكتم يغازل الخادمة التي تعمل لديه بأسلوب مقزز خالٍ من جميع الأهداف (القيمية)..؟!، وهو أمير الصحراء بطاقمه (الفظيع) يواصل إساءته للمجتمع السعودي للعام الثاني على التوالي... فصورة المجتمع السعودي أصبحت (كارثة) بسبب هذه المسلسلات (الغريبة) على مجتمعنا وقيمنا.

 

الإساءة للمجتمع مصلحة مَنْ ...؟!
محمد بن عبد العزيز الفيصل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة