Sunday  26/09/2010 Issue 13877

الأحد 17 شوال 1431  العدد  13877

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

لك العزة ياوطن
الشيخ هزاع بن عايش أبالروس

 

نحتفي اليوم بالذكرى الثمانين لتأسيس المملكة على يد الملك عبد العزيز رحمه الله حيث أعلن في مثل هذا اليوم من عام 1351هـ تأسيس المملكة العربية السعودية

بعد استكمال أهم مشروع وحدة عربية في التاريخ الحديث، لقد وفق الله سبحانه الملك عبد العزيز -رحمه الله- في جمع شتات الجزيرة التي لم يسبق لها أن خضعت لوحدة مركزية على مر التاريخ. فكان هذا المشروع ولا يزال محل إعجاب وتقدير الجميع حتى أولئك الذين آمنوا بأيدلوجيات تتناقض مع الفكر والمنهج الذي تأسست عليه المملكة. ومرد إعجاب وتقدير هؤلاء هو نجاح الملك عبدالعزيز في تحقيق ما لم يسبقه أحد في الوطن العربي.

ومنذ ذلك التاريخ ظهرت دولة كانت ركائزها الإيمان بالله سبحانه، والاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والعدل، وحسن المعاملة مع الآخرين. هذه الركائز مكنت المملكة من أن تصبح وفي ظرف زمني قصير رائدة العالمين العربي والإسلامي وإحدى أهم القوى المؤثرة في الساحة الدولية، كما تعاملت مع الثروات التي تمتلكها في أراضيها بعقل وحكمة وتبنت منهجاً يراعي مصالح الجميع بعيداً عن الأنانية والتهور. وخلال ثمانية عقود استطاعت المملكة تحقيق قفزات تنموية تكاد شواهدها لا تنتهي سواء في التعليم أو التنمية الصحية والبشرية أو النمو الاقتصادي أو التحولات الاجتماعية الكبيرة حيث نسب التحضير العالية وظهور فئات اجتماعية جديدة وهو تكليف ومسؤولية وهذا يتطلب حرصاً دقيقاً ووعياً وإدراكا بكل ما يتم طرحه من أفكار ومرئيات للإصلاح والتطوير.

إن ما شهدناه خلال السنوات الأخيرة دليل قاطع على حرص القيادة -حفظها الله- على تطوير المجتمع وتحديثه لكي يكون قادراً على التكيف مع الواقع الدولي الراهن في ظل العولمة والتحولات الكبرى التي يشهدها العالم. ولعل إعادة هيكلة الأجهزة الحكومية أبرز مشاريع الإصلاح الجديدة التي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن مسيرة التنمية مستمرة لا تنقطع وهي تنطلق من أسس علمية مدروسة بعيداً عن الاجتهادات الفردية وردود الأفعال.

واليوم ونحن نحتفي بذكرى الوحدة والتأسيس العزيزة علينا جميعنا، نرى مجتمعنا قد انتهى من مواجهة خطر الإرهاب بعد أن كان يواجهه من قبل بعض الفئات ذات الأهداف الخاصة التي قامت بتعبئة بعض الشباب وإغرائهم بالسعي في القتل والتدمير مخالفين أبسط التعاليم الإسلامية التي تؤكد على حرمة النفس البشرية، ومهددين استقرار مجتمعهم الذي خرجوا عليه في غياب تام للعقل وأصبحوا أدوات لتنفيذ مخططات تستهدف رمز وقيادة العالم الإسلامي، إلا أن قادتنا وفقهم الله سيطروا عليهم وأنهوا خطرهم في فترة وجيزة.

إن تجربة بعض الدول العربية لدليل ساطع على أن آفة الإرهاب إذا حلت ببلد دمرت وحطمت قدراته وإمكاناته البشرية والمادية وتسببت في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار تنتفي معها كافة الأنشطة التعليمية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو حتى التعبدية حيث يعيش الإنسان في خوف ورعب دائمين يشل إمكاناته، ويصبح العنف الحالة المسيطرة يطال الجميع حتى الأطفال والأمهات وكبار السن والآمنين في بيوتهم.

ولو قصرنا النظر على التعليم فقط لرأينا أهم شواهد التنمية حيث تجاوزت أعداد الطلاب والطالبات في جميع مراحل التعليم خمسة ملايين بعد أن كان عدد المتعلمين لا يتجاوز بضعة آلاف قبل عقود قليلة فقط.

هذه التحولات الكبرى جاءت نتيجة خطط تنموية شاملة تحكمها معايير أهمها المزج بين الأصالة والتحديث، ونقل المجتمع السعودي إلى مستويات متقدمة من التنمية والتقدم مع بقائه محافظاً على قيمه وتقاليده بعيداً عن الجمود والانغلاق. وفي علاقاتها الخارجية استطاعت المملكة ونتيجة لجهود دبلوماسية متواصلة أن تصبح إحدى أهم القوى المؤثرة في تفاعلات النظام الإقليمي وأن تتزعم قيادة العالم الإسلامي وتحقق حضوراً دولياً مميزاً.

وفي إطار التنمية الشاملة الهادفة إلى الحفاظ على مكتسبات الوطن وتطوير إمكاناته تستمر القيادة مؤمنة بنهج المؤسس -رحمه الله- في برنامج التحديث والإصلاح في كافة المجالات وفق معايير العقل والتدرج والتوافق مع آمال المجتمع وطموح أبنائه. ولا شك أن مثل هذه المهمة ليست بالأمر السهل بالنظر إلى طبيعة المجتمع السعودي اليوم وما يتسم به من تنوع كبير في تركيبته مما يستدعي الأخذ بحكمة التوازن والتأني والبعد عن الأطروحات المتسرعة التي قد تهدد مسيرة التنمية خاصة في هذا الوقت الذي ترتبط فيه الأوضاع الداخلية والخارجية بشكل عضوي دقيق.

فالمملكة لها سمة خاصة تميزها عن كافة الدول الموجودة اليوم وتتمثل في أن أحوالها واستقرارها محل اهتمام مئات الملايين من البشر الذين يعيشون في مختلف أرجاء العالم.

ختاماً .. تهنئة خاصة من القلب لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بمناسبة الذكرى الثمانين لتوحيد مملكتنا الغالية أعاد الله علينا هذه المناسبة، ونحن نرفل بعز الإسلام والأمن والاستقرار وأبعد الله عنا كل ما يعيق هذه المسيرة الظافرة، وفق الله الوطن وأركان حكومته ورجاله المخلصين وشعبه الكريم.

*رئيس مجلس إدارة شركة الروسان للتجارة والمقاولات.

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة