Sunday  26/09/2010 Issue 13877

الأحد 17 شوال 1431  العدد  13877

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

فاصلة:

(من يتمتع بسلام النفس ليس مزعجاً، لا بالنسبة إلى نفسه، ولا بالنسبة إلى الآخرين)

-حكمة يونانية-

ماذا يحدث في دور رعاية الفتيات ؟ وماذا يحدث في إصلاحيات الأحداث؟

ولماذا نقرأ أخبارهم عبر الصحف المحلية بأن بعضهن يمارس الشغب حتى أنه مؤخراً تم نقل بعض مثيرات الشغب في أحد دور رعاية الفتيات إلى السجن تأديباً لهن لتورطهن في إثارة الشغب، واضطرت الشرطة في مرة استخدام القنابل المسيلة للدموع لتهدئة الشغب في إحدى إصلاحيات الأحداث المراهقين.

والسؤال هل تحويل نزيلي الإصلاحيات من المراهقين أو نزيلات دور رعاية الفتيات إلى السجون فيه حل لمشكلة أحداثهم للشغب أم أننا ندفع بهم إلى دخول بيئة السجن والتي من الممكن خلالها التحول إلى ممارسة ما هو أقوى من إثارة الشغب.

إن نزيلات دور الرعاية واللواتي إن اختلفت أسباب دخولهن الدار إلا أنها تتفق في جزئية أنهن بلا أسر طبيعية تحتضنهن سواء كن السبب أو كانت الأسرة السبب في هذا الانفصال وكذلك المراهقون المودعون في إصلاحيات الأحداث، إذ لا أتفق مع الرأي القائل بأن المراهقين والمراهقات الذين يرتكبون أخطاءً يعاقب عليها القانون يودعون السجون ولكن بمسميات أخرى كدور الرعاية أو الإصلاحيات.

هؤلاء سلوكهم غير سوي وهو سلوك منحرف عن العادات والتقاليد المجتمعية، ويعجزون عن التحكم بسلوكهم إذا انزعجوا فيعبرون بسلوكيات يتجاوزون فيها حدود المعقول، لذلك فإن سلوكهم يحتاج إلى معالجة وليس معاقبة.

المشكلة الحقيقية أن دور العلاج النفسي المرتكز على تقنيات حديثة غائب فيما يبدو، وأقصد بالتقنيات أن يكون العلاج عن طريق جلسات العلاج السلوكي المعرفي وليس فقط صرف الأدوية لحالات القلق والاكتئاب.

ميزة تقنيات العلاج السلوكي المعرفي أنها عملية مشتركة بين المعالج والمريض لتعديل أفكاره وبالتالي تتعدل سلوكياته.

إن إثارة الفتيات والشباب للشغب ناتج عن أفكار خاطئة تدفعهم لهذه السلوكيات وما دام أفكارهم لا تتغير فسلوكهم لن يتغير مهما أنزل عليهم من عقوبة.

القاعدة الرئيسية في حدوث أي سلوك هي أن الأساس فكرة لدى الإنسان يعقبها شعور ثم يأتي السلوك متوافق لما سبقه بمعنى أن الفكرة السلبية مثل «أنا منبوذ من المجتمع» يعقبها شعور سلبي مثل الغضب ويليه سلوك مطابق كالعدوانية.

هذه الدائرة كلنا نمر بها لذلك دائما علينا أن نفتش عن الفكرة التي ولدت أي سلوك. أما أن نعاقب السلوكيات دون فهم لمنشئها فهو إيقاف مؤقت للسلوك ليس إلا.

nahedsb@hotmail.com
 

مسؤولية
تغيير الأفكار أولاً
ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة