Sunday  26/09/2010 Issue 13877

الأحد 17 شوال 1431  العدد  13877

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

اليوم الوطني

 

نهضة تنموية شاملة
أ. د. سعيد بن تركي المله (*)

 

أصبح يوم 23 سبتمبر من كل عام يوماً مشهوداً في حياة كل مواطن سعودي؛ حيث تحل هذه الذكرى العاطرة في هذا التاريخ ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، ففي يوم 23 سبتمبر1932م الموافق 1351هـ أعلن المغفور له بإذن الله تعالى جلالة الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - قيام المملكة العربية السعودية، وتوحدت مناطقها تحت قيادته الحكيمة الراشدة، وبذل هذا الرجل الشجاع كل غالٍ ونفيس في سبيل دينه ووطنه وأمته؛ فاستحق أن يسجله التاريخ بأحرف من نور بين أعظم القادة وأشجع الرجال وأنبلهم - رحمه الله - رحمة واسعة جزاء ما قدم لدينه ووطنه وأمته.

جاء عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - من رحم هذه الأرض الطيبة المباركة، وكان رجلاً قُدَّ من الصخرِ صلابة وعزيمة، ومن بَرَدِ الندى رقةُ طباع، ومن ديمةِ الضحى أريحيةُ سجايا، ومن السموم لفحًا وشكيمةً لمواجهة أعداء الإسلام والعروبة. لقد رضعَ ذلكم الرجل الفذ الأخلاقَ من لبانِها، وتنفس القِيمَ والمبادئ من أصولِها، وامتطى صهوة المُثُلِ العليا فكان عنواناً لها، وقدم نفسه فداء لدينه ووطنه، وأعطى كل ما يملك، وبذل كل ما في وسعه لتشييد هذا الصرح الشامخ وأسس المملكة العربية السعودية دولة التوحيد وحاملة لواء الإسلام، وحارسة القيم والفضائل.

فوق هذه الأرض المعطاء أنشأ عبد العزيز دولة آل سعود التي أسهمت إسهاماً جليلاً في حماية الإسلام والذود عنه والدعوة إليه، كما منحت جهوداً ملموسة لنشر السلام في ربوع العالم، وإغاثة الملهوفين ونجدة المنكوبين، حتى أصبحت ثقافة في كل أصقاع الدنيا، وأضحت بحق مملكة الإنسانية تقدم يد العون والمساعدة لكل المحتاجين في مشارق الأرض ومغاربها..، فقد كانت المملكة العربية السعودية السباقة لتقديم يد الرحمة والعطف والرفق والإحسان التي تعطي الخير لكل محتاج بائس. ومنذ تلك اللحظة التاريخية الخالدة في هذا اليوم الوطني المجيد أصبح الشعور بالوحدة الوطنية لجميع أبناء المملكة العربية السعودية في جميع المناطق شعوراً عميقاً راسخاً يعتز به كل مواطن فوق تراب هذا الوطن الغالي، وقد أضحى الشعور الوطني أمراً فطرياً في جِبِلَّةِ كل إنسان سعودي؛ حيث ارتبط المرء فطرياً بوطنه الذي ولد فيه ونشأ وترعرع فوق أرضه، ومن الجائز أن يظل هذا الشعور كامناً في أغوار النفس، لكنه يظهر ويتأجج بقوة عجيبة في المناسبات الوطنية الخالدة، أو عندما يواجه الوطن التحديات والمخاطر التي تهدد كيانه، أو تشكل خطراً على أمنه واستقراره ووحدته الوطنية.

ومن عظيم البشرى أن يتواكب احتفالنا باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية مع الذكرى الخامسة للبيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه -، ويحق لنا نحن أبناء المملكة أن نعبر عن بالغ سعادتنا وابتهاجنا وغامر فرحتنا وسرورنا بهاتين المناسبتين الكريمتين العزيزتين على نفوسنا جميعاً ؛ فمملكتنا الحبيبة تواصل مسيرة الخير والنماء والعطاء بقيادة قائد المسيرة وربان السفينة وباني نهضة الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - الذي يقودها بكل ثقة وحكمة واقتدار نحو بر الأمان، ويحقق لها المزيد بحمد الله من التطور والتقدم والرقي والازدهار على كافة الصُّعُد، وفي كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية والثقافية والعلمية والتقنية، لمواكبة مسيرة الحضارة الإنسانية المتسارعة، وركب التطور البشري المتلاحق.

هذه النهضة الشاملة التي يعيشها المواطن السعودي الآن تحققت بفضل الله تعالى أولاً، ثم بفضل جهود ولاة أمرنا وسائر رجالات الدولة الأوفياء - حفظهم الله تعالى- وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله تعالى- وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز -حفظهم الله- فقد عززت هذه النهضة من شعور الانتماء الوطني وعززت بنية التلاحم، لقاء ما يبذله ولاة الأمر جميعهم - حفظهم الله - من جهود جبارة تسعى لتوفير الأمن والرفاهية والاستقرار لكافة المواطنين، وحرصهم - أيدهم الله - على دعم الحوار الوطني بين جميع فئات المجتمع في تناسق رائع، وتناغم مدهش بين كل مكوناته... رغم تنوع ألوان الطيف التي يتشكل منها... وهذه الحكمة والمهارة والحنكة والبراعة تحسب لولاة الأمر بارك الله فيهم وسدد خطاهم ووفقهم لكل ما فيه خير هذا البلد العزيز وخير أبنائه.

إننا ونحن نحتفل بذكرى اليوم الوطني المجيد للمملكة العربية السعودية يجب أن نؤكد على أنه من الضروري تفعيل هذه المناسبة والاحتفاء بها لغرس المعاني الفاضلة للمواطنة في وجدان المواطنين جميعاً لا سيما النشء الصغير الغض؛ ليشب ويترعرع وقد امتلأ لوطنه حباً، ولترابه اعتزازاً وذوداً، فلا يقدم أبداً على أي قول أو عمل يضر بوطنه أو يسيء إليه، بل يبذل كل غال ونفيس ويضحي في سبيل نصرته وإعلاء رايته خاصة عندما يترسخ في أعماقه أن حب الوطن من الإيمان.

إن اليوم الوطني المجيد للمملكة العربية السعودية هو يوم التوحيد والبناء، وهو يوم الوحدة والإخاء، ويوم الخير والعطاء، يوم البر والوفاء، وما أجمل ونحن نحتفي بهذه الذكرى المباركة أن نتمسك بالمنهج الذي رسمه مؤسس الدولة السعودية الحديثة المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وظهر ذلك جلياً في السياسات الداخلية والخارجية المبنية على كتاب الله وسنة رسوله، إننا نبتهل إلى الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجزيه عنا خير الجزاء، فبسبب جهوده المباركة بعد فضل الله تبارك وتعالى ننعم الآن بما ننعم به من عز ورخاء وخير ونماء واستقرار، كما لا يفوتني بهذه المناسبة أن نتذكر بكل حب ووفاء جميع الملوك الذين تعاقبوا من بعده، وندعو لهم جميعاً بالرحمة والمغفرة... ونجدد البيعة لقائد مسيرتنا سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله تعالى - وهكذا يكون يومنا الوطني يوماً مجيداً للوفاء، وتجديداً للعهد والولاء. والله تعالى الموفق.

(*) مدير جامعة شقراء

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة