Monday  27/09/2010 Issue 13878

الأثنين 18 شوال 1431  العدد  13878

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

رحل يومنا الوطني الثمانون. وترجّلت ذكرى التوحيد لكياننا الثقافي الاجتماعي السعودي. وبدأ العد التنازلي لذكرى جديدة في عام جديد بإذن الله تعالى. ومن هنا إلى هناك، تتبارى الأفكار والعِبر في فهم ما كان في يومنا الوطني، وما يجب أن يكون، حين يحول الحول الجديد، وما ذلك عنا ببعيد. لقد مضت جُلّ فعالياتنا الثقافية والاجتماعية الرسمية والشعبية في تقديم جملة من البرامج والفعاليات...

التي (صاحبت) احتفالنا بيوم الوطن. ولا ضير في كثير مما (كان) ومما (صار) في ذلك اليوم، وإن كان فيه ما يدعو للمراجعة والتأمل والتقويم ليكون يومنا الوطني إضافة نوعية لبنائنا التنموي الطموح، وليس مجرد فرحة عابرة، أو محض واجب اجتماعي. وسأتحدث في مداخلة اليوم عن أمرين مهمين، أحدهما مما يجب أن يكون، والآخر مما لا يسوغ قبوله مما هو كائن في يومنا الوطني.

أولاً: (الوطن)، و(الوطنية)، و(المواطنة)، كلها مصطلحات ذات قيمة نبيلة تمثل مرتكزاً مهماً في بنية المجتمع الفوقية، في المقام الأول. فالوطن (قيمة). وهي قيمة باقية وماضية دون النظر لمجموعة البنى التحتية للمجتمع. فما تقله الأرض وتظله السماء، مما يحده حدود جغرافية وسياسية معاصرة، هو الوطن. وبالتالي يلزم ابتداء أن يكون انتماء المواطنين (أي مواطنين) للوطن (أي وطن) انتماء من هذا الباب. أما إذا كانت البنى التحتية، بكل أنواعها، تدعم وترفع من شأن البنى الفوقية، فإن قيمة المواطنة تصبح في ذروتها وفي أسمى معانيها، وذلك للتكامل الحاصل بين المعنى والمبنى. من هنا، يفيد استقراء تجربتنا السعودية مع (قيمة) اليوم الوطني، أنها لا تزال بحاجة ماسة لمزيد من العمل الجاد، ليس لتكثيف البرامج والأنشطة، مما هو ذو صلة بالبنى التحتية، ولكن عبر (إشاعة ثقافة المواطنة) باعتبارها قيمة وطنية بنيوية عليا. فلا تزال جُلّ مؤسساتنا الرسمية والأهلية مقصرة في هذا الأمر، ولذا أدعو لإطلاق برنامج وطني شامل يستمر حتى يومنا الوطني المقبل إن شاء الله تعالى، يستهدف (إشاعة ثقافة المواطنة) بين جميع فئات المجتمع، وذلك على أساس من الفهم القيمي لليوم الوطني. إننا بحاجة ماسة لأن نعتز بالوطن وندافع عنه ونحميه، وحتى نفعل ذلك، لابد من أن نحبه، وحتى نحب الوطن، يجب أن نعرف حقه، وحتى نعرف حقه، نحتاج لبرامج (تنشئة وطنية) متقدمة. ومن هنا، يمكن أن نتجاوز النظرة التقليدية البسيطة والسطحية في احتفالنا بيومنا الوطني. ولعل (وزارة الثقافة والإعلام)، بحكم اختصاصها تتولى تبني هذا البرنامج والتنسيق بشأنه مع مجمل القطاعات ذات العلاقة.

ثانياً: ليس من (المواطنة)، المتاجرة باليوم الوطني. وقد ساء كثيراً من المتابعين لبرامج بعض الهيئات والمؤسسات اتجارها بيومنا الوطني. فتلك جريمة كبرى في حق الوطن، أن يكون احتفالنا باليوم الوطني، قصد تحقيق مزيد من الأرباح وتكديس العوائد المالية المباشرة نتيجة إطلاق حملات مشكوك فيها، إن لم تكن مكذوبة أصلاً. ومن أبرز نماذج ذلك، ما فعلته بعض المؤسسات الإعلامية وغير الإعلامية من إطلاق قنوات ال(SMS) للمتاجرة باليوم الوطني مع وعود بجوائز ومغريات غير منطقية. أعلم أن التأطير القانوني لتلك الخدمات يقصر الآن عن ملاحقة (المتاجرين بوطننا)، ولكن لا أقل من دعم برامج التوعية بأخطاء وأخطار هؤلاء على المنظور العام للوطن وللمواطنين. فإذا كانت (المواطنة) قيمة نبيلة، فإن الاحتفال بالوطن لابد أن يكون هو الآخر (نبيلا) و(شريفاً) وغير واحل في وحل الاتجار بالعواطف والغش الصريح بالوعود المزيفة بالثراء على حساب الوطن. ثم قد يكون مهما اليوم، تشكيل هيئة قانونية لتقويم برامجنا الوطنية، في يومنا الوطني، وملاحقة المتاجرين بنا في يوم فرحتنا الوطنية. والقصد أن يكون يوم وطننا ال(81)، أمضى في دعم قيمة الوطن والمواطَنَة، في نفوس أجيالنا الناشئة، بإذن الله تعالى.

alhumoodmail@yahoo.com
 

استرعى انتباهي
ليومنا الوطني.. الـ(81)
د. عبد الله بن ناصر الحمود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة