Monday  27/09/2010 Issue 13878

الأثنين 18 شوال 1431  العدد  13878

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

           

يبدو أن «سنوات العسل» بين أمريكا وتركيا على وشك أن تنتهي؛ فبعد تمكن حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه رجب أوردغان من بسط سيطرته السياسية والبدء في تطبيق قناعاته الإسلامية التي لا تتوافق مع السعي الأمريكي لصبغ المجتمعات الإسلامية بالصبغة الليبرالية، بدأ الأمريكيون يظهرون عدم رضاهم على ما يقوم به أوردغان وحزبه الذي وإن خلّص تركيا من تسلط الجيش وخفف من التوجه العلماني المبالغ فيه، إلا أن إضفاء الصبغة الإسلامية على المجتمع التركي يرى فيه الأمريكيون تهديداً ل»مصالحهم الفكرية» وأنه سيشجع أنظمة أخرى على حذو الأتراك الذين نجحوا في تقديم رؤية معاصرة ل»حاكمية الإسلام».

هذه الرؤية وإن لم تطبق كل بنودها إلا أن الأمريكيين بدؤوا يتوجسون من رجب أوردغان شخصياً، بعد أن قدم حزمة التعديلات الدستورية، وهي وإن تضمنت فقرات تطابق الرؤية الأمريكية مثل منح المرأة حقوقاً سياسية متقدمة، ورفع الحظر على الأقليات العرقية، وزيادة مسحة الديمقراطية إلا أنها في نفس الوقت وسعت في مجال الحركة والعمل أمام الإسلاميين الذين ترى فيهم أمريكا تهديداً لمصالحها الإستراتيجية في المنطقة التي تعززها تحرك أوردغان وتنوع اتصالاته الدولية باعتماده على تطوير العلاقات مع شركاء في المنطقة، ترى فيهم واشنطن دول مشاغبة. وقد أظهرت الإدارة الأمريكية في البداية عتباً ثم «زعلاً» على أوردغان بسبب رفضه أن تدعم تركيا أي عمليات عسكرية ضد إيران، وزاد الزعل الأكثر عندما أخذت حكومة أوردغان تطور تعاونها مع كل من سوريا وإيران، وتدعم حركة حماس ودورها البارز في تسيير وتنظيم أسطول الحربية لكسر الحصار عن غزة وتنامي العلاقات الإستراتيجية مع سوريا.

كل هذه الأسباب جعلت أمريكا تعمل على الابتعاد عن أوردغان وحكومته والعمل مع معارضيه لإبعاده عن السلطة، وتجد في الأزمة العالمية المالية فرصتها للتشهير بحزب العدالة والتنمية ولفت الأنظار إلى حالات الفساد المالي التي يُتهم بها عدد من قياداته.

وتخطط جهات أمريكية مدعومة بقوى صهيونية تتوجس من التوجه التركي باستخدام مؤسسات غربية غير حكومية ومنظمات أخرى موجودة في تركيا إلى تنشيط المعارضين من خلال تقديم مساعدات مالية ومدهم بوثائق برغماتية ومواد انتخابية وتدريب النشطاء الحزبيين غيرهم ومساعدة الأحزاب المعارضة لتشكيل تكتل لإسقاط حكومة أوردغان التي قد تصل إلى العمل مع قوى الاستخبارات الغربية والموساد الإسرائيلي لتنشيط العمليات الإرهابية وتنظيم إضرابات واشتباكات على أسس عرقية وعنصرية في المدن الكبرى تتيح للجيش أن يتدخل لوقفها مما يعيد للجيش أهميته وقوته.

jaser@al-jazirah.com.sa
 

أضواء
ماذا يُعدُّ لتركيا
جاسر الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة