Monday  27/09/2010 Issue 13878

الأثنين 18 شوال 1431  العدد  13878

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

 

أصداء فوزه بعيون الصحافة البريطانية
كيف سرق إد الحلم من شقيقه الأكبر لزعامة حزب العمال؟!

 

الجزيرة - الترجمة

تمكَّن وزير الطاقة والتغير المناخي السابق إد ميليباند، الذي لم يتجاوز الأربعين من عمره، والذي يصف نفسه ب»المثالي»، من انتزاع الفوز في معركة حامية الوطيس مع شقيقه الأكبر ديفيد، وزير الخارجية السابق لرئاسة حزب العمال. وقد فاز إد في اللحظة الأخيرة بشق الأنفس بعد منافسة دامت أربعة أشهر، سيطر عليها شقيقه الأكبر قبل أن يغير الموقف لصالحه بدعم قوي من جناح النقابات العمالية. وقال ميليباند مبرزًا إصراره على العودة بحزب العمال إلى السلطة مجددًا: «أؤمن ببريطانيا.. وقلبت الانتخابات صفحة جديدة؛ لأن جيلا جديدا قد تقدم لخدمة حزبنا، ومع الوقت آمل في خدمة بلدنا». وأضاف: «رسالتي للبلاد هي: أعرف أننا خسرنا الثقة.. أعرف أننا بحاجة إلى التغيير».

وسيتولى إد ميليباند (40 عاما) قيادة حزب المعارضة الرئيسي في بريطانيا بعدما أطيح بالحزب من السلطة في الانتخابات العامة التي أجريت في أيار - مايو الماضي عقب 13 عاما من الحكم.

من جانبه، كان ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الجديد المنتمي لحزب المحافظين سريعا في تهنئة منافسه العمالي الجديد. وقال كاميرون: «كنت زعيما للمعارضة لأربعة أعوام، وأعرف كم هي وظيفة كثيرة المطالب ومهمة. أتمنى له ولعائلته الخير». ويواجه الزعيم الجديد صراعا عسيرا لإعادة بناء دور حزب العمال في السياسة البريطانية وتنظيم معارضة قوية وذات مصداقية في مواجهة ائتلاف المحافظين والليبراليين الذي تشكل في مايو الماضي. وقال ميليباند بعد الفوز: «بهذا نضع نهاية لهذه المنافسة ونمضي قدما متحدين فريقا واحدا»، وسط مخاوف من أن فوزه بهامش ضئيل قد يحيي أيديولوجية الانقسام القديمة في الحزب. وحصل حزب العمال على 29 في المئة فقط من الأصوات في الانتخابات التي أجريت في 6 مايو الماضي، ولكن الحزب يقول إنه كسب 35 ألف عضو جديد خلال الأشهر الأربعة الماضية، بينما تؤكد استطلاعات الرأي زيادة الدعم الشعبي للحزب. ويأمل إد ميليباند بأن يكون مهندس خطة إحياء حزب العمال عن طريق ما وصفه بالعودة إلى «القيم الأساسية» والحاجة لاستقطاب «الطبقة العاملة» مجددا.

الحدث بعيون الصحافة البريطانية

وقد أبرزت معظم الصحف البريطانية الصادرة أمس الأحد صورة عناق الأخوين إد وديفيد ميليباند، وأفردت مساحات واسعة لنبأ اختيار الشقيق الأصغر إد زعيما جديدا لحزب العمال المعارض، وتناولت بالتحليل أبعاد العلاقة بين الشقيقين ودورهما برسم مستقبل السياسة في بريطانيا. والصورة نفسها تحكي جزءا كبيرا من الحكاية: عناق واحتضان وتهانٍ ونظرات تنم عن مشاعر مختلطة من أخوَيْن وتنافس ونشوة بالنصر وإحساس بالهزيمة وضياع الأمل.

في الصنداي تايمز يبدو ديفيد وكأنه غير مصدق بعد أن شقيقه الأصغر إد وليس غيره هو من سرق منه الحلم. وفي الصنداي تلجراف يغمض إد عينيه على نصر تاريخي بات ملكه هو، بينما تنطلق من عيني ديفيد نظرة شاردة إلى الحلم الضائع. أمَّا الإندبندنت فتفرد جلَّ صفحتها الأولى للصورة التي يظهر فيها إد وكأنه هذه المرة غير مصدق أن النصر بات في جيبه، وأنه تمكن من هزيمة الخصم الشرس وشقيقه الذي يحب: ديفيد. وحدها الأوبزرفر تنشر صورة إد وحيدا وقد راح يلوِّح بيده لمندوبي حزبه، من انتخبه منهم ومن لم ينتخبه، قبل أن يلقي خطاب النصر بوصفه زعيما جديدا للحزب. عناوين الصفحات الأولى أيضا تلتقي على نبأ واحد: فوز إد ميليباند بزعامة حزب العمال. لكنها تبرز أيضا ذلك الجانب المثير من الحكاية؛ فها هو شقيق أكبر وسياسي مفوَّه يتلقى هزيمة نكراء على يد شقيقه الأصغر الذي ما كان ليتوقع هو، ومعه معظم المراقبين والاستطلاعات، بأن تحصل المفاجأة. وعلى صفحات الرأي والتحليل نرى عددا وافرا من المقالات النقدية والتحليلية التي ترصد الجوانب المختلفة للحدث وتحاول رسم معالم شخصية الزعيم العمالي الجديد. كما يحاول الكتَّاب أيضا في مقالاتهم استشراف الأفق المستقبلي للمعارضة العمالية بزعامة إد ميليباند، والتنبؤ بمدى قدرتها على انتزاع السلطة من الائتلاف الحكومي بين المحافظين والديمقراطيين الأحرار.

ست نصائح ضرورية

من بين تلك المقالات يلفت الانتباه رسالة مفتوحة يبعث بها ألان جونسون، وزير الداخلية السابق أحد أبرز الوجوه في حزب العمال، إلى إد ميليباند، وتنشرها الإندبندنت على صفحة كاملة. يستهل جونسون رسالته بتقديم التهاني لإد ميليباند بانتخابه زعيما جديدا للحزب، ومن ثم يسرع لتقديم نصائح ست، يرى أنه بأمسّ الحاجة إليها في «هذا الزمن الصعب له وللعمال». تتمركز نصائح جونسون حول ضرورة الاستغلال الحكيم لطاقات الحزب، والتعامل بحنكة مع العجز في الميزانية، والاستفادة من الاهتمام المتنامي بحزب العمال مؤخرا من أجل استعادة الثقة به، ولاسيما إعادة من خسرهم الحزب في الانتخابات، وعدم أخذ الحزب إلى اليسار، وبعث أفكار جديدة وأساليب حديثة في الحكم والقيادة. وتأتي خاتمة رسالة جونسون مفاجئة بعض الشيء، وإن انطوت على قدر من الصراحة والبساطة؛ إذ يقول فيها مخاطبا إد ميليباند: «بلِّغ ديفيد تحياتي، وقل له إنني كنت سأبعث له بالرسالة نفسها فيما لو كان هو الفائز».

صراع الأخوين

وفي الأوبزرفر عناوين كثيرة ومثيرة عن صراع الأخوين ميليباند، والكثير الكثير عمَّا حفلت به رحلتهما المضنية للبحث عن كرسي السلطة، من مشاعر وشائعات وترقب حُسم أخيرا بإعلان فوز الشقيق الأصغر، وإن بفارق ضئيل زاد قليلا على نسبة 1 في المائة. نقرأ على الصفحة الأولى من الأوبزرفر عنوانا يعيدنا إلى لحظة البداية بين «الشقيقين اللدودين». فالعنوان هو اقتباس من نداء وجهه إد بُعيد فوزه مخاطبا أخاه المنهزم أمامه قائلا: «أحبك يا ديفيد كثيرا بوصفك أخًا». أمَّا الصنداي تلجراف فتنفرد بنشر ما تسميه ب «صفقة الجرانولا السرية» بين الأخوين ميليباند، التي تقول الصحيفة إنهما توصلا إليها خلال لقاء جمعهما في منزل إد مؤخرا، وناقشا خلاله سُبل إنقاذ مستقبل الحزب والعلاقات العائلية بعد أن وصلت حدة التنافس بينهما إلى مستوى خطير. تقول الصحيفة إن إد أدرك خلال إفطار مشترك مع شقيقه ديفيد في منزل الأخير الكائن بمنطقة «بريمروز هيل» بلندن قبل 10 أيام كم أنه قد أصبح أقرب إلى زعامة حزب العمال؛ وبالتالي كان لا بد من مصارحة أخيه الأكبر بالأمر وبضرورة التوصل إلى اتفاق بينهما. وعن الصفقة بين الشقيقين، التي تقول الصحيفة إنها جاءت في وقت وصلت العلاقة بين معسكري الأخوين إلى أسوأ مستوى لها، نقرأ أن إد وديفيد قررا إنقاذ مستقبل الحزب والعلاقات العائلية من خلال التوصل إلى صفقة على غرار تلك التي أبرمها توني بلير وجوردن براون في أحد المطاعم شمالي لندن عام 1994 إثر تفاقم الخلاف بينهما على زعامة الحزب في ذلك الحين.

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة