Monday  27/09/2010 Issue 13878

الأثنين 18 شوال 1431  العدد  13878

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

مواجهة الغش التجاري
الدكتور عبد الرحمن باعشن(*)

 

الغش التجاري من القضايا الشائكة على المستوى العالمي نظرًا لحجم سوقها وتدفقها بحجم هائل مما يسبب إغراقا لكثير من الأسواق التي تستهدفها، ووجود اقتصاديات قائمة بصورة أساسية على المنتجات المقلدة، ناهيك عن فخر بعض الدول بمنتجاتها المقلدة وجودة تقليدها للمنتج الأصلي، وفي ظل استغلال عدم الوعي الكافي للمستهلك بضرورة محاربة هذه الظاهرة وقعت آثار سلبية على المستهلك والوطن على حد سواء.

ومن هنا جاءت الحاجة إلى التصدي لهذه الظاهرة بتطبيق كل ما يصون حقوق الملكية الفكرية والإبداعية ووضع حدّ للتعديات والتجاوزات التي تضر بصحة وممتلكات وأرواح الشعوب وتضر باقتصادياتها. حيث تجد هذه المنتجات طريقها للمستهلك عبر عدد من المغريات أولها تدني أسعارها بشكل لا ينافس، وتوفرها بشكل كبير ووفرة هائلة.

ولقد تنبهت الجمارك السعودية لهذا الخطر المحدق والمستشري الذي امتد أثره السلبي إلى العديد من المجالات ابتداءً من المستهلك الذي يمثل الضحية الأولى لظاهرة الغش والتقليد. وتتفاقم تلك الآثار لتصل إلى الاقتصاد الوطني من خلال هدر الأموال على بضائع استهلاكية مستوردة سريعة التلف أو تسبب أضرارا كبيرة مما يؤدي إلى زيادة الواردات والذي ينعكس بدوره سلبًا على ميزان المدفوعات للدولة.

كذلك يمتد الأثر السلبي لهذه الظاهرة إلى مستوردي السلع الأصلية المطابقة للمواصفات المعتمدة وأصحاب حقوق الملكية الفكرية نتيجةً لانخفاض المبيعات الخاصة بهم وإحجام الاستثمارات في المجالات التي يكثر فيها استخدام السلع المقلدة ومن ثم تنخفض جاذبية المملكة كبيئة استثمارية.

وفي هذا الإطار سرني وأسعدني الجهود الكبيرة التي قامت بها الجمارك السعودية في مجال مكافحة الغش التجاري وحماية حقوق الملكية الفكرية وقد شاهدت كثيرًا من تلك الجهود التي تمثلت في عقد المنتدى العربي الأول لمكافحة الغش التجاري والتقليد واستضافة الجمارك نخبة من المختصين والمفكرين والعلماء في أدبيات الغش التجاري والتقليد. وكذلك من تلك الجهود الوسائل المساعدة والتقنيات الحديثة في كشف الغش التجاري التي تقوم بها الجمارك في عمليات المعاينة والتدقيق وفحص السلع.

وبذلك اختصرت الجمارك المسافة وقدمت الغالي والنفيس في سبيل محاربة هذه الظاهرة وحققت النجاح تلو النجاح وقطعت الطريق على المتاجرين بالغش والتقليد وكل يوم نسمع ونرى الإنجاز يتحقق في ضبط الكثير من السلع المغشوشة والمقلدة.

ولقد نالت الجمارك السعودية عن جدارة واستحقاق جائزة منظمة الجمارك العالمية لجهودها في مكافحة الغش التجاري واستطاعت الحصول على هذا الإنجاز الوطني غير المسبوق وسط تنافس أكثر من (100) دولة على المستوى العالمي.

وإنني كمواطن في هذا البلد العزيز أشعر بالفخر والاعتزاز لهذا الإنجاز الكبير الذي لم يأت من فراغ إنما جاء بجهود الرجال أصحاب الهمم العالية، رجال الجمارك وعلى رأسهم معالي الأستاذ صالح بن منيع الخليوي والنخبة المتميزة من منسوبي الجمارك الذي يعملون بعيدا عن الأضواء، فهم جنود الوطن الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ليحموا وطنهم ومبادئهم ومجتمعهم فبارك الله في جهودهم وسدد على طريق البر والإحسان خطاهم.

(*) رئيس مركز الشروق للاستشارات والدراسات

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة