Monday  27/09/2010 Issue 13878

الأثنين 18 شوال 1431  العدد  13878

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا     نسخة تجريبية
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

حين تستيقظ على صوت آلات الحفر، ومضخات الرفع، وتخرج للشارع فلا تجد منفذا بين باب بيتك، وعربتك، أو معبرك..، فقد منعتك الحفريات وعوازلها، لأن خدمات أرضية يكدُّ المشمَسون لإنجازها، أو تكرار إنجازها..، أو تصطف لوقت قد يتجاوز النصف، ويربو، من الساعة في طريق كطريق الملك فهد،لأنه اليوم الأول لبدء الدراسة، والناس تتزاحم في الذهاب والعودة، فإنك بالتأكيد، إن كنت متفائلا بعمار المدينة، وبنيتها التحتية لتيسير الخدمات، والمرافق، وإقامة الأبنية السكنية، لاستيعاب الأنسم المتزايدة، التي تتناغم مع حركة الولّادة في المصحات الفخمة..، فلسوف لن تتأفف بمضايقة تعسرك عن بلوغ مركبتك، أو خروجها من باب بيتك، ولن تتأفف من ٍتدك أذنيكَ، على مدى راحتك، ولن تشعر بالاختناق داخل عربتك، وأنت تنتظر إشارة خضراء، ما تلبث أن تحْمَرُّ، قبل أن تتحرك بمركبتك قيد أنملة، من مكانك..

ذلك التفاؤل، لأنك تتطلع لما هو بعد تلك الأيام واللحظات..من حلم بمدينة تتكامل، وتجْمُل..

أما إن كنت من غير المتفائلين، فلسوف تزفر وتحنق، وتسخط وتتأفف، ربما لأنك قد مررت بتجربة، أن الخدمات البنائية للبنى التحتية، ما تكاد تنتهي من شأن، إلا تعود تفتح الأرض لشأن آخر، وتلك مسألة تعوَّدها الناس، في مدن لا تتضافر الأغراض من شق الأرض فيها لأمر، إلا تعود فتفتح جرحها لأمر آخر..، وما تكاد تُنظَّم حركة السير في طرقها وشوارعها، إلا تعود تضطرب ليلا ونهارا..، وما تعود تدكُّ أذنيك أصواتٌ, إلا تعود تدكها أُخر،، الأسباب واحدة، لا زمن لها ولا توقيت.

جميل أن تشعر بحركية التطوير والبناء، واستيعاب منتجات الزيادة، والنمو من حولك...، لكن الأجمل أن يقوم التنفيذ لمشاريعها، على أسس لا تجاوز في ربط الخدمات عند التخطيط، والأخذ بما يُبنى نحو الديمومة، والأداء في إحكام لا يجرح المدينة كل يوم بمعول، ولا يميل بأحدهما المتفائل حتى يشأم، أو المتشائم حتى ييأس.

 

لما هو آت
أيهما أنت ..؟
د. خيرية إبراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة